حقوق الطفولة الشرق الكسيح للكاتب تورجين رشواني
جورج سنتايانا:
الطفل الذي اقتصر تعليمه على المدرسة هو طفل لم يتعلم.
ليس هناك مكان ينام فيه الطفل بأمان مثل غرفة ابيه.
فريدريك نوفاليس:
اعطيني اربع سنوات لتعليم الاطفال والبذور التي سازرعها سوف لن تقتلع.
فلادمير لينين:
الشاعر والفيلسوف وصاحب الفن هو طفل مهما كبر
طه حسين:
ان حاجة الطفل الى القصص يبقى الى مستوى الطعام...
بول اوستر :
عندما رأى نجيب محفوظ طفلا يبيع حلوى عند اشارة المرور بكى...ثم كتب احلام الاطفال كقطعة حلوى وهذا الطفل يبيع حلمه.
ويقول جبران خليل جبران :
ليتني طفل لا يكبر ابدا فلا انافق ولا أراهن ولا أكره.
تعلموا الصدق من الأطفال فالطفولة مدرسة الصدق .
تورجين رشواني.
ويقول فولتير :(لا وطن حر بدون مواطنين أحرار).
نعم فإن دلت هذه الكلمات والأمثلة على شيئ إنما تدل على مكانة وقيمة الطفولة في المجتمعات .
بالتاكيد لكل مواطن له حق الحرية ذكر كان ام انثى .شيخ كان ام طفل . وايضا للوطن حق على المواطن.
اذا انها عملية تبادلية ويجب ان تنبع من الوجدان.
لكن في هذا الشرق الكسيح هذه المقولة ربما تكون بعيدة المنال نوعا ما ليس على الكبار فقط بل حتى على الاطفال قبل الكبار لكن ما يهمنا هناالطفل بصفة عامة. والطفل الكوردي بصفة خاصة . واذا قلنا ان مكانة الطفولة سلبية في الشرق و مهمشة بدرجة عالية لاننا نستند على ارقام حقيقية لان هذه الأرقام هي وليدة ما قام به العلماء من ابحاث اجتماعية على الطفولة باستثناء الطفل الكوردي وعليه استخلصنا ما شاهدناه من أفعال تقيد وتطعن في حبو الطفل الى حقوقه لذلك سوف
نراه مهمش مئة بالمئة وذلك من عدة جوانب .
اولا_ياتب سبب تهميش الطفل الكوري بشكل خاص من الطرف الآخر.. اي من طرف التركي والفارسية والعربي ... وان دل على شيئ إنما يدل على مقدر قلة ثقافتهم وجهلهم لانهم يعيشون في ((الكيتو)) المغلق
من المعروف ان اكثر وظيفتين داعمتين للطفولة هما وظيفة ((الحماية )) و((التربية )) ونعني بهما من الزاوية المادية والثقافية وهي حاجات الطفل الأساسية والتي تخص الجانب النفسي والعقلي والسلوكي لانهما تهذبا غرائزه وتنميا وعيه ومداركه الا اننا نرى ان هذا الجانبان قد اخترقا من قبل المسؤلين على هاتين الوظيفتين اي ادوات الجانب الاخر نراهم يستخدمون ادوات التقزيم والتهميش لانهاء تلك الوظائف لدى الطفل التي تداوي نواقصه وذلك خلال محاربته وإبقاءه في الوضع المعيشي السيئ. ولكي نكون منصفين ان سبب هذا النقص يقع قسما منه على عاتق الاسرة ايضا لكن القائمون على تلك الوظيفتين يقع على عاتقهم النصيب الاكبر وهو الاساسي في هذه المعادلة وخصوصا في هذا النقص لانه المسؤول على تأمين سبل العيش الرغيد للاطفال..لهذا السبب يكون
الطفل في بعض البلدان اقصد الطفل الكوردي بشكل خاص
مهمش من جانب جيرانه وشركائه بالوطن ويعود السبب الى الجانب الآخر كونه منقوص الثقافة ومشبع بالأنا وحب الذات وحب التملك والمغسول دماغه والمحشو الأكاذيب تاريخيه تجعله ان يجبر الجانب الثاني اي الطفل الكوردي على التمسك والالتزام على ما يملى عليه من قرارات جائرة بحقه .
ومن جانب اخر
الشخص المحروم من الدخل اليومي والمحاصر من كل الاتجاهات يجبر ان يبحث على مصدر رزق هو وحده غير قادر على تأمينها لذلك ا يجعل من أطفاله اداة لجلب الرزق وكسب لقمة العيش ولأنه لا يستطيع ان يتحمل التزامات طفله وخاصة من جهة ولوجه الى المدرسة وتأمين حاجياته اليومية الضرورية ( دراسة .لباس. مأكل .مشرب . العاب . هوايات . مشاركة . )لذلك نشاهد ان الطفل الكوردي يشعر بالدونية ويجبر ان يسلك طريق العمل
لان الجانب الاخر يمنع الطفل الكوردي من جميع حقوقه المشروعة ويمنعه من حصوله على مايتمناه. فنراه اما عاملا في مغسلة او صانعا لدى معلم في ورشة للصناعة او عتالا في شوارع البلد او خادما في الفنادق او ماسح للاحذية او نادلا في إحدى المطاعم او هائجا على نفسه بين طرقات المدينة وارصفتها او عال على اسرته المنكوبة اصلا او مشردا في الازقة والساحات او يأخذ مهنة اللصوصية او لماما على مواضع القمامة او يقع بين براثن اصحاب الممنوعات ومن ثم يصبح مدمنا على المخدرات ويصبح صديقا لأدوات الجريمة كل ذلك لانه حرم من وظائفه تلك التي تصونه من الضياع مثال ((المدارس و دور التعليم)) و((التربية)) .
وما يحز في النفس ان الجانب الاول يعرف ويدرك تمام المعرفة ان الطفل ثروة وطنية عظيمة للوطن بشكل عام وللاسرة بشكل خاص لكن اناه وجهله جعل منه ان
يضعه نصب عينيه فيكون قاصدا له او يتقاصده
لذلك نرى ان مرحلة طفولة الكوردي مسروقة بمنهجية ومنهوبة بكل الاشكال نتيجة تعامل الاخر معه بسلبية وجعله يعيش المعاناة ويستعمل كل الوسائل في وجه الطفل الكوردي لذلك نراه قد شوه روح ووعي الطفل الكوردي انطلاقا بما يحارب به لذلك الطفل الكوردي يحس بالدونية باتجاه كل ما يمر به وبكل ما يمت بالآخر ومن المؤسف ان طفلا واحدا بالعالم لا يشبه الطفل الكوردي بالمعاناة والغبن سوى الطفل الفلسطيني نوعا ما ان صح التعبير لكن اذا وضعنا الاثنين في الميزان سنرى الهوة الواسعة و شتان بين هذا وذاك فالطفل الكوردي لا سند له لا من قريب ولا من بعيد ولا صديق له سوى الريح والجبل والقدر وخير شاهد من منكم قراء قصة طفولة يلماز كوني المخرج السينمائي الكوردي الذي لاقى اشقى انواع الشقاء ومع ذلك شق طريقه نحو النجومية لكن الطفل الفلسطيني تساعده أربعة وعشرون دولة عربية اقتصاديا وتربويا ومعنويا عدا عن الدول الاسلامية مثل تركيا وباكستان وماليزيا وافغانستان وايران وبعض الدول ذات القرار مثل روسيا والصين وبعض الدول الاروبية مثل المانيا فرنسا... ناهيك عن المؤسسات و المنظمات الانسانيةوالخيرية اخص بالذكر الأونروا واليونيسيف العالميتين سواء كان ذلك في التعليم او التربية او المساعدات الانسانية لذلك نرى ان المعايير الاخلاقية تختلف بين هذا وذاك واخص بالذكر مؤسسات الامم المتحدة التي تدير ظهرها عن الطفل الكوردي.
لذلك واجب على الامم المتحدة وحكام الدول المتواجدة فيها الطفل الكوردي ان يغيروا مناهجهم الاخلاقية لان الطفل ثروة لكل بلد فهم الجيل الذي ينتظره الوطن وحتى ان لا نقع فريسة بين أنياب الحياة ونؤمن بان البشر كلهم اخوة و كي لا نصبح مثل الدول الأوروبية والتي وصلت إلى مستوى سميت بالقارة العجوز لتدني مستوى الاطفال فيها فالطفل مهما كان جنسه ودينه ومذهبه يجب ان تراعى مشاعره في وطنه المستقبلي الذي ينتظره بفارغ الصبر . وقد حذرت منظمة اليونيسيف من خطورة عمالة الطفولة في العالم حيث تقول لقد وصل الرقم الى 160 مليون طفل في العالم منذ عقدين والفئة العمرية العاملة بين الخامسة الى الخامسة عشر سنة قد ارتفع العدد بعد جائحة كورونا
وتقول المنظمة هناك حوالي مئة دولة تعاني من هذه الظاهرة الخطيرة .
للاسف القوانين الدولية لحماية الطفولة مجرد حبر على ورق وتبقى المشكلة بالتفيذ وتقول منظمة يونيسيف ان جائحة كورونا تهدد 9 ملايين طفل في العالم .
وتأكد المنظمة ان الأسباب الاقتصادية هي المسؤولة ويتغاضون عن السبب الرئيسي وهو سياسة الدول والفساد الإداري لتلك الدول ومن ثم يأتي دور الاقتصاد
اما أسباب التي تادي الى هذه الظاهرة 89 من الخبراء يقولون أسبابه اقتصادية وهو بنظري ناقص وناكد على السبب الرئيسي وهو كما قلنا آنفا السياسات الهوجاء
والسبب الثاني هي التربية و العادات الاجتماعية
والسبب الثالث هو تدني التعليم والسبب الرابع زيادة عدد الاسرة لكن يجب ان لا ننسى عن سبب آخر وهو السبب السياسي كما حال الطفل الكوردي . والحل يكون في تحسين الحالة الاقتصادية وحماية الحالات الاجتماعية وإنشاء مشاريع إنتاجية وعدم الخلط في السياسة و للطفولة
والتعويض المالي هو ايضا يعتبر من الحلول الاساسية . والدراسات الاخيرة اكدت ان اكثر الدول الموجودة فيها هذه الظاهرة هي دول الشرق الأوسط . اذا حذاري ان تهدموا مستقبل اوطانكم بأيديكم وان تتقتلوا الطفولة على حساب انانياتكم
وقد يسأل احدكم ما هو الحل؟.
الحل في بادئ الأمر ان نقوم على تربية الطفل تربية كسر الحواجز والابتعاد عن الانا لان التربية الأخلاقية غير كافية وثم تنمية قدراته والاهتمام اللائق بالطفل في كافة المجالات بالتربية تعني الشعور بالمسؤولية حتى يعي الطفل نفسه ومكانته في مجتمعه حتى يصل إلى السلوك الإنساني عندها يستطيع ان يختار او يقبل او ينتمي او يتهرب ومن جديد نفكر ان نسعى لاعادة تربيته التي ترده الى جذوره الاصلية
وصدق قول الشاعر: حطان بن معلى عندما
قال:
وانمااولادنا بيننا اكبادنا تمشي على الارض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني من الغمض
**
Tûrçîn reşwanî
ليست هناك تعليقات: