الشاعر والكاتب ادريس عثمان - محاورة بعنوان -محاورة عاهرة
محاورة عاهرة
بعد ان جلست معها
محاولا معرفتها بشكل اكثر فاكثر
انها واضحه وبدون غموض
من خلال مهنتها التي تدل عليها
فانها معروفه ....مرغوبة لدى الرجال
بما تمتلك من بضائع النشوة والمتعه
فهي تدفع .......وهم يدفعون
صفقه قانونها الرضا ....تبادل منفعه
ومتى ما تم الدفع ...تنتهي الصفقه
سألتها بفضول المعرفه.
وليس في داخلي اي اهتمام في عقد صفقه
فانا جاهل وليس لي اي معرفه بعالم العاهرات
ولم يشدني يوما....او حتى فكرت ان الج في عالمهن
سألتها
كم تجنين شهريا من عملك
اجابتني بوثوق ..وبارتياح واطمئنان .
فهي واثقة من نفسها ..بعد تمرسها في عملها
الذي اكسبها خبرة ..تجعل منها ملكة الفراسه
في تصنيف الرجال وكم سيدفعون.
فهي قابلت الكثير ....الكثير منهم
وان قانون صفقه مثل هذه.
هو ان يكون العري قانونها
بدون حياء....بدون رتوش ...بدون اقنعه ..بل بدون
ملا بس وبدون منصب او رتب.
فقد تساوى الاثنان ضمن مفهوم ..الاتفاق..الرضا .
فليس مهما عندها من هو ..واي مرتبه ..اومركز
المهم ان يدفع ليأخذ.
واحترافها يؤهلها..معرفه اصناف الرجال
وليس كلهم سواسيه.
فيما لها من تجربه ..يجعلها تفرق بين رجل وأخر..
ومن سيلهف ليدفع اكثر....
بعد ان سألتها...اجابتني بوثوق ومرح كطالبه متغوقه..
تقريبا ..ألف دولار شهريا..
ضحكت في سري ...وقلت لنفسي بأستغراب
انها تقيم عملها بدولار ....
اذا فهي من نساء الاعمال.
ثم اردفت بسؤالي الثاني.
وما هو تحصيلك العلمي
خريجه جامعة.
قالتها وهي تنتظر مني رد الفعل
لكني اهملت ردة فعلي ..لاكمل تحقيقي الفضولي معها.
فأنا اعرف أن الشهادات متبذله...وما أكثرها..وارخصها.
ولماذا لم تشتغلي بشهادتك الجامعية تلك..
اجابتني بسرعه ..واين اشتغل
في الحكومه ...وما هو اختصاصك
اجابتني بوثوق ادارة اعمال.
طيب لك الكثير من الفرص لتشتغلي
فأنتفضت قليلا وهي تسحب من سيجارتها
وماذا يعطونني..اتعتقدانهم يعطوك ما تستحق
ما يوازي مكانتك وقدرك ..دعنا من الشهادة
قل لي ماذا يعطون بضعه ألاف نتظرها أخر الشهر
فأجبتها بتأني ..لكنها تعينك على نفسك
قلتها وانا متيقن انها لا تدرك حقيقتها...
لكنها اجابتني بلطف ..
انت قلت هذا ....انها تعيني لكن هل تكفي لسد حاجياتي
ولما لم تشتغلي في القطاع الخاص ...الشركات
ضحكت بسخريه واجابتني
فعلا انه قطاع خاص ....
ولكنه خاص بهم .....لوحدهم
ان شركاتهم واجهة فهم يبرمون الصفقات ...
كما نحن انهم يعرفون مع من يتفقوا وكم يعطو ليأخذوا
انها مؤسسات للدعارة ..للامتهان.. لشراء الانفس والاجساد
وانا بأي حال مهما سيعطوني فأنهم سيأخذون مني ما يردون ..انتبه هنا ...فأني لا اعطيهم ..بل هم سيأخذون مني
والفرق هنا واضح .
انني اعمل ضمن فلكهم ..ولا اخرج عن محورهم
ولكنني افضل ان اعمل بحريتي
اعرف لمن اعطي ...ومتى ارفض .
نعم لي الحق الرفض والقبول
فأنا مخيرة اذا انا حرة
عفوا ليس بمفهومكم ..اي معنى الحرة ....
فانا حرة في عقد الصفقات وبأرادتي
وبتالي احصل على ما أريد
وبدون دفع اي شي
فاجبتها باستغراب
ولكنك ايضا تدفعين ....فلامر سيان
فاجابتني بسرعه كأنها متوقعه مني مثل هذا الرد
نعم كما قلت ..انني في الحالتين سأدفع جسدي اليس هذا ما تقصد ...
ولكني عندما اعمل بأرادتي فانا حرة في عملي وبالتالي احتفظ بسمات كياني ...بقيمي ..لا عموله ..ولامهانه.
انني اقبض وانا راضيه ..وادفع وانا راضيه
انني جزء من الصفقه فلي نصيبي من عقد الصفقه كما هوله نصيب هو يدفع المال ..وانا اعطيه الجسد
وقانوننا هو تبادل المتعه
وبتالي فأن لي حريه والارادة ..في الاختيار.
فسالتها وانا منغمر بنشوة المحاورة
ولكنك قد لا تجدي التالي ..ولنقل ان ظروفك لم تسمح لك
بعقد صفقه اخرى ..فاكيد ستحتاجين لمن يعطيك
وبسبب حاجتك سضطرين مرغمه على القبول باي شخص
المهم ان يعطيك وبهذا ستتجردين من عنصر الاختيار
بل وتتخلين عن حريتك باتخاذ القرار
نعم ان اضطررت لذالك فانا بكل الحوال ساقبض
ان خيرت او اجبرت
ولكن ماذا عنكم صدقني ..اننا عندما نبيع اجسادنا لمن نريد
ان نعطي صحيح بالحالتبن سنقبض مقابل ذالك ولكن ما بالكم انتم مجردون من الحريه والاختيار ...والقرار
ومهماكنت ظروفكم ما عليكم سوى ان تعطو ..ان تدفعو الثمن والمصيبه بدون مقابل
اساس عملنا ..قانوننا ..هو المتعه ...المتعه عندما نعطي والمتعه عندما نقبض واحلاهن عندما نعيد
الاترين انها عمليه رخيصه عندما يكون قانونها امتهان الشرف
وبدون اي اطر
سحبت من علبه سجاءرها سيجارة فداعبتها لتشغلها وبابتسامه اجابتني ...
بعد ان هيأت نفسها لتعدل من جلستها
اخبرني بالله عليك ما هو مفهوم الشرف
ان الشرف وما يحمله من قيم ... هو ثوابت واطر تتعلق بديننا ...بخوفنا من الله ...بتقاليد مجتمعنا
اي ان مصطلح الشرف عندما تحاول تجزءته...تراه مغلفا
بالقيم الانسانيه وبكرامه الانسان
فتمسك بقيمك شرف وبتقاليدك وعاداتك شرف
والمحافظه على كرامتك ...وصونها شرف
الانتماء الى وطنك ..وااتمسك بارضك شرف
فلم تتوهمون ...وتتبجحون ..بان الشرف مرتبط بالجسد فقط
هه ....لماذا لا ترد.......اذن دعني اكمل
اقسم عليك لماذا تلصقون الشرف بالجسد فقط عندما تخدع ..تخون ....تسرق......تزور.....تغتصب حقوق الغير
وبعدها توهم نفسك ....بانه سلوك سوي
كل قيم السماء ...الاديان ...جسدت لنا معنى الشرف ...فلم
هذا التمسك الاعمى بجسد النساء
ويلصق به عنوة مصطلح بل معنى الشرف
الشرف يا سيدي ...قيم ....مبادى ....سلوك.
وليس مصطلحا ماديا نبرزه كما نشاء
الشرف هو ان يكون لك مكانه بين الاخرين وليس هم يضعونك
فيه بل انت تضع نفسك بينهم بالمكانالصحيح دون ان يدفعوا
لك او تدفع انت الثمن
الشرف ان لا تسبب الاذى ...الالم ...الانتقاص......المعاناه.....العذاب للاخرين.
انك ان كنت هكذا فانت شربف بل مدرسه للشرف
فنسيت حالي واذا بي اخبرها صدقيني انت فيلسوفه ولستي بعاه.
ابتسمت قليلا لتحدق في عيني وهي تكمل .
قلها ....اكملها ...ما بلك صمت
فلاكمل انا يا عزيزي انا مادتي في التعامل هم الرجال
وعلى انواعهم
فالرجا ل الذين يدفعون للمتعه منهم من ينسى شرفه في عالم المال مغيبا.
فيسرق هنا ..وتارة يغش هناك او يسلب مال غيره ومنهم
من اودع الشرف في بيته بين ظهرانيه اهله وعائلته
ظانا فيهم انهم يصونوه...
ومنهم من اغتيل له شرفه
واتعسهم هو الذي ليس له شرف اصلا
ويقولون علينا عاهرات
المصيبه انهم يوسمونا بعديمي الشرف بل يتخذون الشرف سياجاذا حدود
لا يمكن تجاوزه...هه ماذا تقول ....ما رايك
اليس الشرف كلمه ذات حس معنوي
يصاغ بقيم واخلاق ومبادى الانسانيه
فما دخل الجسد فيه
اخبرني بالله عليك
من هو العاهر فينا
ومن يمتهن الدعاره
التي تقايض جسدها بمال لتشارك بمتعه
ام من يبع مبادئه...قيمه من اجل اي شي
وعلى حساب اي شي
بل قل لي ما قولك بالذي يبع اهله ....ماضيه.... ذكرياته...احلام شعبه ويتنصل منهم من اجل مصلحه ..نفوذ...غايه الا نسميه عاهرا
واين هو من الشرف
بل وفي اي موضع نجعله
وباي صورة نجد الشرف فيه
وكيف لنا بعد كل هذا ...
ان نوسم بكل هذه الصفات البعيدةعن الشرف
فاذا نحن قايضنا جسدنا من اجل امتعتنا مهما كانت نوعها
من اجل حاجتنا قالو عنا بعنا شرفنا
فما رايك بالذي يبيع ترابه ...حاضره...يبيع وطنه ودماء شهداءه ومأسي قومه وحسرات الثكلاى والارامل والايتام
الذين قدموا فلذات اكبادهم ليعيشو بشرف وكرامه
فاين الشرف منه
الذي يتنصل من واقعه ...وجوده ....اصله ...دينه
عليه ان يذهب ويتعلم معنى ومغزى الشرف من العاهرات في الحانات
ملاحظه هذه المحاورة من خيال الكاتب وهو بعيد كل لبعد
عن هذه الاجواء والغرض هو ايصال فكرة معينة الى المتلقي
ليست هناك تعليقات: