المنعطف-قصة قصيرة للكاتبة والقاصة شمس عنتر
((يعيد التاريخ نفسه لأن الحمقى لم يفهموه جيداً..))
ونستون تشرشل..
تحت سقف ذلك البيت الفخم الذي تقلص فجأة وأصبح بشكل صندوق مثلث ،حيث فوضى الحواس بل تعطلها ،مرت دقائق حتى استوعب عبدالرزاق هول ما حدث، إنه محجوزا تماما فالمكان مطبق عليه، اصبح كسمكة سردين معلبة، يلفه الغبار، والظلمة سيدة المكان، يده اليمنى العضو الوحيد الحر في جسمه، تلقى هاتفا مع الكثير من الحاجيات المتساقطة عليه ، ذلك الهاتف المحمي بدفتر املس ، وكأنه سترة نجاة رمُيت لغريق ، فحاول قرع طبول الأمل، بأعواد الثقاب الهزيلة .
لكن محاولاته لطلب النجدة باءت بالفشل، الشبكة لم تستجب.
فتح الواتس آب ورفع الهاتف إليه فشم منه رائحة الطعام ، فتساقط من شفتيه الغبار بفعل الرعشة والرعب.
سمع الكثير من الأصوات المرسلة والمستقبلة، لكن صوت واحد عصف بباقي عقله.
وكأن ما حدث قبل دقائق كان مجرد مقدمة والآن هو الزلزال الفعلي الذي اجتاح كيانه، ونسي طلب النجدة واصوات الآلات وعويل الناس والبرد القارس وقطع الاسمنت التي تثقل جسده والظلمة والرعب وجسده المتجمد والموات المحيط به.
ذلك الصوت نزل عليه كالصخرة المدببة التي اخترقت قلبه ، تحسس صدره وكأن أحدهم رش على جراحه الطازجة الملح ، في هذه اللحظة بالذات فقد كل معنى لحياته ولم يبق له سوى الألم.
هي هناك متشبثة بعامود في الزاوية، يستطيع رؤية ظهرها، بل بمقدوره تحديد أماكن طعنات الخيانة، اليوم هي تمارس حقها في الانهيار دون أن تتلقى توبيخا منه، هذه المرأة التي عانت ألم كتمان خياناته المتعددة ، إنها كالقلب الميت لم يعد يتألم من الضربات.
كانت تعلم بكل حماقاتي ! وتستعين بابنتنا، يا لغبائي!
ردد عبدالرزاق هذه الجملة كثيرا وفاضت عيناه ،كان يريد أن يوقف الرطوبة التي وصلت أذنيه ، لكنه شعر أن هذا العمل يحتاج جهدا جبارا.
وكأن السقف المطبق عليه متحالف معها للانتقام منه. اضمحلت الأنا لديه تلك التي يشعر بها حين وقوفه بين رجاله الرعاع.
اتصل برقم عشيقته من هاتف زوجته .
وجاءه الجزء الأكثر أيلاما من هذه الصاعقة حين سمع صوت ابنته تخاطب أمها .
الو : ماما كيفك والله كرمالك ، أكتب له وابعت له صور صديقتي الألمانية، حتى خليتها تفتح له فيديو لثواني ، أي وخليته يبطل عن كل علاقاته القديمة.
ونستون تشرشل..
تحت سقف ذلك البيت الفخم الذي تقلص فجأة وأصبح بشكل صندوق مثلث ،حيث فوضى الحواس بل تعطلها ،مرت دقائق حتى استوعب عبدالرزاق هول ما حدث، إنه محجوزا تماما فالمكان مطبق عليه، اصبح كسمكة سردين معلبة، يلفه الغبار، والظلمة سيدة المكان، يده اليمنى العضو الوحيد الحر في جسمه، تلقى هاتفا مع الكثير من الحاجيات المتساقطة عليه ، ذلك الهاتف المحمي بدفتر املس ، وكأنه سترة نجاة رمُيت لغريق ، فحاول قرع طبول الأمل، بأعواد الثقاب الهزيلة .
لكن محاولاته لطلب النجدة باءت بالفشل، الشبكة لم تستجب.
فتح الواتس آب ورفع الهاتف إليه فشم منه رائحة الطعام ، فتساقط من شفتيه الغبار بفعل الرعشة والرعب.
سمع الكثير من الأصوات المرسلة والمستقبلة، لكن صوت واحد عصف بباقي عقله.
وكأن ما حدث قبل دقائق كان مجرد مقدمة والآن هو الزلزال الفعلي الذي اجتاح كيانه، ونسي طلب النجدة واصوات الآلات وعويل الناس والبرد القارس وقطع الاسمنت التي تثقل جسده والظلمة والرعب وجسده المتجمد والموات المحيط به.
ذلك الصوت نزل عليه كالصخرة المدببة التي اخترقت قلبه ، تحسس صدره وكأن أحدهم رش على جراحه الطازجة الملح ، في هذه اللحظة بالذات فقد كل معنى لحياته ولم يبق له سوى الألم.
هي هناك متشبثة بعامود في الزاوية، يستطيع رؤية ظهرها، بل بمقدوره تحديد أماكن طعنات الخيانة، اليوم هي تمارس حقها في الانهيار دون أن تتلقى توبيخا منه، هذه المرأة التي عانت ألم كتمان خياناته المتعددة ، إنها كالقلب الميت لم يعد يتألم من الضربات.
كانت تعلم بكل حماقاتي ! وتستعين بابنتنا، يا لغبائي!
ردد عبدالرزاق هذه الجملة كثيرا وفاضت عيناه ،كان يريد أن يوقف الرطوبة التي وصلت أذنيه ، لكنه شعر أن هذا العمل يحتاج جهدا جبارا.
وكأن السقف المطبق عليه متحالف معها للانتقام منه. اضمحلت الأنا لديه تلك التي يشعر بها حين وقوفه بين رجاله الرعاع.
اتصل برقم عشيقته من هاتف زوجته .
وجاءه الجزء الأكثر أيلاما من هذه الصاعقة حين سمع صوت ابنته تخاطب أمها .
الو : ماما كيفك والله كرمالك ، أكتب له وابعت له صور صديقتي الألمانية، حتى خليتها تفتح له فيديو لثواني ، أي وخليته يبطل عن كل علاقاته القديمة.
تلك المرأة التي لم تؤذيه بشق تمرة بينما هو خرب روحها بقدر الكون، وحشرها في زاوية الاحتيال لتحمي ما تبقى لها من رصيد في المؤسسة الزوجية .
ليست هناك تعليقات: