لماذا نكتب - جمال مرعي
الكتابة نوع ولون من التعبير عن الذات وما الذات الا وحدات من الذوات
اي نعبر عن ذواتنا بالكتابة التي هي ذات الاصل وذات متعددة في المجموع ومعروف ان الحس الجمالي بالعالم هو التضامن الوحيد لامكانية توافق نفسي مع الطبيعة ولعل من اعظم الصور التي يتجلى فيها الحس الجمالي بالعالم هي الكتابة نحن نكتب لنقول ما يختمر داخل النفس من حس جمالي با الاشياء نحن نكتب لنحيا بالكتابة.
نحن نكتب لنحيا مع الكتابة نحن نكتب لنحيا من الكتابة فالكتابة حياة ولا تاتي الكتابة الا عندما نختار لحظتها وهي لحظة البوح او لحظة الفضفضة او لحظة الولادة ولادة المعاني وهي ولادة اشبه بالجنين الذي يبدا صغيرا داخل العالم الفسيح وهكذا المعاني تظل تضطرم داخل النفس والعقل حتى تعلن عن رغبتها في الخروج الى العالم وعالم الكتابة هو الورق اما اليوم الكتابة هي الالكترونية
ونحن نكتب بهذا المعنى لنعكس رؤيتنا تجاه ما يدور حولنا لنوضح درجة تفاعلنا مع ما يحيط بنا من خلال منظور انساني يتابع ما يجري بدقة وينظر الى الاشياء بعين متالمة فاحصة ويناقش هذا الراي يدور من من خلال رؤية عصرية وفي اطار موضوعي
فائدة الكتابة اذ نعبر بها عن ذواتنا وعما يدور من حولنا كما نرى اليوم على المواقع لالكترونية عشرات المقالات والاخبار منذ بدء الربيع العربي الذي تحول فيما بعد إلى خريف قاتم من بو عزيزي الى ثورة ضد الثورة في مصر الى ليبيا الى اليمن الى الثورة في سورية واحداثها منذ ١٢ عاما التي قسمت إلى خمس دويلات مثل ايام الاحتلال الفرنسي والمشهد أصبح اكثر قتامة بعد الحرب الروسية الاكرانية
والتغيرات والمصالحات مستمرة الان جاري على قدم وساق بين ايران وسعوديه وعودة سوريا إلى الجامعة العربية
ولكن واشعلوها في السودان إلى آخره......
اما نحن الكورد كتبنا كثيرا عن التشرزم ولانشقاق والاختلاف والتوافق والابتعاد والتقارب في التنافر والتجاذب وعدم وحدة المواقف او وحدة الخطاب او التوقف عن الهجمات او الحرب الاعلامية في القنوات المرئية والمسموعة والصحافة والمواقع الكوردية وفشل المصالحات
برغم نحن أمام اخر الفرص التاريخية والفرص لا يتكرر كل مائة عام مرة واحدة
تم الوصول الى درجة الياس واغلاق كافة الابواب من اجل حلول سليمة وتقارب اخوي دون جدوى
عانينا بما فيها الكفاية من الظلم والتفرقة والعنصرية والنظرة الشوفينية من قبل الانظمة التي حكمت الكورد
تعب الكتاب جفت الأقلام
ولكن دون جدوى
كان يجب أن نصل إلى صيغة ان يتحدوا صفا واحدا رئفة بالجيل القادم ان لايتذوقوا مرارة الحياة التي ذقناها مئات السنين والفرص لايتكرر كل يوم
سنكتب ونقول للأجيال القادمة ناضلنا من اجلكم وضحينا من اجلكم وعانينا
من اجلكم وكتبنا ملاين الصفحات من اجلكم والتاريخ يكتب وسيتذكر في صفحاتها من كان مخلصا من اجل قضية شعبه في سبيل الكوردايتي والحصول على حقوقه المشروعة أسوة بشعوب العالم
كما قال العرب في قولهم الدارج
لايموت الحق مادام من ورائها مطلب
في النهاية النصر للشعوب والنصر للكورد
ليست هناك تعليقات: