المتن والمبنى الحكائي في كتاب من بعثرات قلمي للكاتب أمجد عوبيد - اتحاد كتاب كوردستان

728x90 AdSpace

شائع
الأحد، 22 يونيو 2025

المتن والمبنى الحكائي في كتاب من بعثرات قلمي للكاتب أمجد عوبيد

المتن والمبنى الحكائي في كتاب من بعثرات قلمي للكاتب أمجد عوبيد    


 

 دراسة و تقديم: قيرين مصطفى عجو

بداية أتوقف عند العنوان, البعثرة هي عبارةٌ ليست بجديدة، لكن في هذا الكتاب، لها خصوصية، و ملكية. هذا ما نلاحظه من خلال العنوان( من بعثرات قلمي) حيث تتدخل ياء الملكية و تعطيها تلك الخصوصية.

البعثرات،(بعثرة) كمصطلح معناها التشتت،

في معجم المعاني، معناها عثر، زلة, سقط سهواً، فرقه ،  بدده...

أدبياً، تأتي بمعنى كلام غير واضح ومبهم، غموض، قلب بعضه على بعض دون تنظيم،...(1)

ماذا يحمل هذا الكتاب من خفايا في أعماقه؟

     هل يحمل السرية، الخصوصية، التلاعب بالمفردات، المراوغة، التحايل....

دعونا نتعمق في هذا الكتاب و نفكّْ شفرة البعثرات، وهل تحمل شيئا من ما عرّفناه في مقدمة التعريف بالعنوان؟

في الواقع في هذا الكتاب نعيش مزيجاً متناقضاً من العواطف، كأننا نعيش أحداث وسيناريو متسلسل، وهي عبارة عن سكيتشات، وبعقة ضوء،( سبوت لايت)

ليست هناك مقدمة للاحداث، حيث تدخل مباشرة عمق النص،

النصوص بسيطة، المفردات سهلة، قريبة من لغة العام

لا نحتاج معاجم وقواميس. لكننا نعيش حالة قصصية ممتعة، نتنفس الشهيق. الزفير، ونحن نتابع مجريات الأحداث في النصوص

الزمن والمراوغة بين الماضي و الحاضر

      الزمن له دور مباشر في السرد في النصوص، كأننا أمام سيناريو،  تدورالاحداث بين تذكر الماضي وعيش الم الواقع.

""لطالما شكل مفهوم الزمن سراً غامضاً وعصياً على فهم الإنسان الذي لا يملك أي شيء حقيقي بشأنه

 هل للزمن وجود؟. وإذا كان كذلك فما هي مادته؟. وهل له من واقعٍ خارجَ إدراك الإنسان؟. وهل الزمان والمكان مستقلان عن بعضهما أم أنه لا وجود لأحدهما دون الآخر؟.

كلها أسئلة شغلت فكر البشرية منذ فجر التاريخ، ولعل من أوائل من تفكَّر في الزمن وحاول تحديده كان أرسطو الذي عرفه ببساطة في طبيعياته: «الزمن هو عدد الحركة»، ليضيف بعد ذلك: «أن يكون الشيء في الزمان يعني أن يكون مقيداً، ذلك لأن الأشياء توجد مطوقة بالعدد كما هي مطوقة بمكانها».. أما الفيلسوف الألماني ليبتز فقد عرَّفه بأنه: « مجرد نظام للتعاقب». أما قاموس ليلاند العلمي فقد قدم تعريفاً لا يخلو من الطرافة عن الزمن حيث أورد « الزمن هو حركة مستمرة يصبح من خلالها الحاضر ماضياً»(2)

 من خلال قراءة النصوص نجد جمالية المراوغة بين التلاعب بالزمن الماضي والحاضر.

كمثال:

كاتبها قال:

البارحة بحثت في كتابي

فوجدت صورتك حاضرة بين اغلب أحرفه

فردت: لما بحثت في دهاليز قلبي

وجدت روحك قابعة في أعمق نقطة فيه(3)

الزمن هنا ماضي لكن الاستمرار مازال حاضراً.

 في بعثرة أخرى:

عينيك فقط فيها من السحر

يكفيني لتأليف رواية عنهما

قد تستغرق كل عمري(4)

كلمات متعلقة بالزمن, بحيث يخلق روتينا شبه يومي من خلال المحادثة: وفي البعثرة رقم(4) نجد

في محادثتهما الصباحية شبه اليومية

صمتت برهة  قاتلة من الزمن...(5)

المتن الحكائي والمبنى الحكائي

من خلال تعمقنا في الكتاب، نلاحظ كما أشرت في البداية عن وجود السيناريو، (المتن الحكائي)، والمقصود بالمتن الحكائي، أي الدراسة التي تأبه بزمنية ومنطق تنظيم الأحداث, أي أنه يحيل على مجموعة من الأحداث المتصلة فيما بينها و التي يتم إخبارنا بها من خلال العمل النصي..

أما المبنى الحكائي:  فهو الدراسة التي تعني بنفس مجموعة أحداث المتن الحكائي، بيد أنها لا تهتم بالقرائن الزمنية والمنطقية للأحداث قدر اهتمامها بكيفية عرض هذه الأحداث وظهورها في النص الروائي.(6)

وهذا ما وجدناه في عدم التسلسل الاحداث في النصوص.

باختصار,

تعيش مع البعثرات، حالات عديدة مرفقة بمشاعر الاثارة والرغبة وتارة الجنوح إلى الخيال،

حيث تمرالأحداث بمشاعر عشوائية متناقضة, نلاحظ  مراحل الحب,  بدأً من مرحلة الاعجاب, ثم الاعتراف بين كلا الحبيبين، ثم مرحلة الفراق،  ألم ما بعد الفراق،  مرحلة التشتت والضياع.

و بعدها يأتي التمرد وعدم تقبل الواقع، ثم تأتي التخلي، وصولاً الى حب الخمسينات وحالة الهذيان. عيش التمني والاشتياق، اللقاء بعد الفراق، والتوحد مع الالم.... كأننا نعيش عدة مراحل وأحداث معا.

كما في البعثرة رقم 8 حيث نلاحظ التحايل على الزمن, والمراوغة من خلال المفردات المتناقضة.

وفي لحظة تفكيري بنسيانك

نسيت،

ماكنت افكر فيه(7)

في بعثرة أخرى نجد مشهداً حكائياً أخر:

تباً لك... كم أحبك

قد تقولين من أين لك هذه الجرأة..

فأقول لك إنه اعتراف تحت التعذيب

لأني حينذاك كنت أنظر إلى عينيك.(8)

الخاتمة:

في النهاية، نلاحظ أن التبعثر في النصوص,كانت واضحة  بين التشتت تارةً, والهذيان تارة, والضياع بين الحنين والقسوة, والعيش مع واقع الألم, والتحايل على الفراق, وكأننا نشاهد سلسلة من المشاهد العفوية و الصادقة, من خلال خفايا الشعور الذي يمر بهما العاشقان.

وهذا يؤكد الربط المباشر بين العنوان، من بعثرات قلمي،  وبين التبعثر في الاحداث  في النصوص.

 

المصادر والهوامش

مقالة من موقع نيوز" ماهي البعثرة"1

2 مفهوم الزمن وتأثيره على الأدب ملحق الثقافي صحيفة الثورة ٢٠٢٢

3 الكتاب من بعثراتي قلمي ص. ١٠

4 السابق ص.١٦

5 السابق ص. ١٣

6 مقالة من موقع نزوى أهمية الزمان في الفلسفة والأدب مدخل نظري ٢٠٠١

7 الكتاب من بعثراتي قلمي ص. ١٨+

8السابق ص.25

المتن والمبنى الحكائي في كتاب من بعثرات قلمي للكاتب أمجد عوبيد Reviewed by qirinefrin on يونيو 22, 2025 Rating: 5 المتن والمبنى الحكائي في كتاب من بعثرات قلمي للكاتب أمجد عوبيد         دراسة و تقديم: قيرين مصطفى عجو بداية أتوقف عند العنوان, البعثرة هي ع...

ليست هناك تعليقات: