كيف
ستبني وطنا - دلوفان عمر
Pênûsa Azad22
ان
تستفيق في امة تكرم اللهو وتهمش الحكمة،
ترهن
ضميرها في مزاد التصفيق،
هو ان
تمشي في وطن انهكته الزينة،
واعمتْه
الاصباغ عن صورته الحقيقية.
ان يصبح
المجد مرافقة مشهور،
وان
تقاس الرفعة بالقرب من الوجوه اللامعة،
بينما
يدفن العلماء بلا شاهد،
وتمحى
اثار الكادحين من الذاكرة.
ان يرفع
الطبل فوق منارة،
وتتقدم
الرقصة على البيان،
وتعزف
الاوتار في ماتم الفكر،
كأن
البلاد لا تسمع الا ايقاع التراجع.
ان يربى
الفتى على سباب ملون،
ويحمل
في قلبه فراغًا مطليًا بالضجيج،
ان يلقن
الحروف كأنها دعابة،
ويمنح
الشهادة كما يمنح قميص في مهرجان.
ان تنشأ
الفتاة
وفي
يدها مرآة اصدق من ضمير،
ان تؤمن
بان الجمال يصنع بالإبر،
ويزاحف
بالالوان،
وتنسى
ان بهاء النفس لا يرمم في العيادات.
كأننا
بتنا نعبد القشرة
نُؤله
القالب
وندفن
اللب في مقابر الصمت
كأن
القيم أُفرغت من مضامينها،
وكأن
الروح تبدل كما تبدل الاقنعة،
وتاه
السمو في دروب البهرج.
فكيف
سنبني وطنًا؟
كيف
نشيد هيكلًا من مجد
على
ارض مبلبلة بالهشاشة؟
كيف
ننبِت شعبًا
اذا
سقي بالوهم،
وتغذى
من سراب مطعم بالسخف؟
الاوطان
لا تقام على وقع الدفوف،
ولا
على اكتاف المهرجين،
بل تبنى
على صبر العلماء،
وعرق
المزارعين،
الأوطان
تبنى من فكر يشعل المصابيح في اروقة الظلمة،
ومن
معلم لا يساوم على الحرف،
ومن
فتاة تعتمر الحياء كالتاج،
وتحمل
في قلبها من الحكمة
ما يفوق
المرايا حسنًا وبريقًا.
الوطن
ليس ترابًا فقط، بل سِفر من القيم، نبض لا يقايض، وسارية لا تنحني لريح ولا تقام الا
على عتبة الوعي.
ليست هناك تعليقات: