لمحة عن الكورد في خورسان علي شيخو برازي - Pênûsa Azad العدد العاشر
هُجروا من وطنهم الأم بالترغيب والترهيب,
تعرضوا للكثير من التهميش والضغوطات, تركوا كل شيء خلفهم: الأرض - البيئة
الاجتماعية - العمق القومي - تاريخهم حيث كانوا...إلخ
لكنهم حملوا في جعبتهم: اللغة – الثقافة – التقاليد – و الفولكلور, هذه العناصر الرئيسة للهوية الكوردية , واستمر القلب الكوردي في ضخ الدم لشرايينهم حتى الآن.
كورد خورسان حسب مصادرهم التاريخية: أنّ
الشاه عباس الصفوي أقنع رؤساء القبائل الكوردية في مناطق أرزرؤم - وان وغيرها, بالهجرة إلى خورسان, حيث المناطق الآمنة
والمراعي الوافرة, وكان الشاه يريد من وراء ذلك: كسب هذه القوة الكبيرة التي تتألف
من 45000 عائلة , والتي كانت صاحبة الدور الفاعل في معركة جالديران عام 1514, وبدأت هذه الهجرة من عام 1598 – 1602 م .
واستخدمهم في تلك المنطقة البعيدة لحماية حدودها الشمالية الشرقية
يبلغ تعداد كورد خورسان زهاء ثلاثة ملايين
نسمة, يقيمون في ثلاث محافظات إيرانية في الجزء الشمالي من إقليم خورسان, على الحدود التركمانستانية الإيرانية, في هذه البقعة البعيد
عن أرض كوردستان المعروفة دولياً, وإقليم خورسان إقليم خاص بهم من حيث التوزع
الجغرافي والترابط القبلي والقومي, ويبلغ مساحة هذا الإقليم أكثر من مائة ألف كم
مربع .
ويعود وجود
القسم الأعظم منهم إلى ما قبل وصول الإسلام إلى هذا الإقليم .
يتكلمون اللغة الكردية (اللهجة
الكرمانجية الشمالية)، وقد حافظوا على لغتهم
وتقاليدهم وثقافتهم وعاداتهم
وتقاليدهم, على الرغم من كل الصعاب والضغوطات التي يفرضها النظام الإيراني عليهم , والعنصر الوحيد الذي ساندهم في ذلك هو : الإذاعة الكوردية التي
تبث برامجها باللغة الكوردية منذ عام 1956, ومؤخراً بعض البرامج على التلفزة
الإيرانية التي تهتم بالفولكلور.
يتألف
الكورد في خورسان من 450 فرع وعشيرة, منها ستُّ عشائر رئيسية أغلبها من الكورد
الذين كانوا في بلاد الشام في بداية الاحتلال العثماني للبلاد العربية, منها على
سبيل المثال: زاخوري أو زافارانلو - برازي -–كيكان أو كيكانلو– مللان أو ميلانلو–
كاويان أو كافانلو– أومريان أو أومرلو- وشادي أو أرشادلو,بالإضافة إلى قره ﭼولي- و بيسريان- قوﭼان أو قوﭼانلو .
وتتألف هذه
العشائر الرئيسية على الشكل التالي: زاخوري 32 فرقة – مللان 24 فرقة – شادي 40
فرقة – كاويان 15 فرقة – كيكان 7 فرق – أومري 30 فرقة.
والمعروف
تاريخياً, أنّ هذه القبائل كانت تذهب جنوباً بحثاً عن المراعي حتى تصل إلى بوادي
حلب وحماه في فصل الربيع, وتعود في الصيف إلى مناطق وان وأرزرؤم وبينكول وغيرها, حيث مسكنهم الأساس.
ويعيشون في
المدن التالية: مشهد – درگز - قوﭼان – آشخانه – نيشابوور - ﭼناران – بؤژنورد- سبزبار وغيرها .
من الناحية
الدينية لا يهتمون بالمذاهب والديانة كما يهتمون بالقومية الكوردية, القومية هي
الأساس في ترابطهم, فهناك كورد من الديانة اليهودية واليزدية والإسلامية بطائفتيها
السنية والشيعية.
ويبقى معتقدهم الأساسي : العلوية التي تعتبر
كديانة خاصة, غير العلوية التي نعرفها, فهي خليط من الإسلام والزرادشتية.
وقد بدأت
نهضة الثقافة القومية, في هذا الإقليم منذ
الربع الأخير من القرن العشرين, من خلال الاهتمام باللغة الأم وبالتراث التاريخي,
وخاصة إحياء التراث الشفوي, من خلال الاهتمام باللغة الأم وإصدار أدبيات باللغة
الكوردية وطباعة كتب عن تاريخ الكورد في خورسان, والتسجيلات وأرشفة الأغاني
التراثية والملحمية, تلك الأغاني التي تغوص في تفاصيل الحكايا والقصص التاريخية
المرتبطة بوجودهم وثقافتهم, بالإضافة إلى نشاطاتهم المدنية في الخارج, في قارتي
أوروبا وأمريكا, وعلى الرغم من أن نشاطهم مدني بعيد عن السياسة, فهم يتعرضون إلى الكثير
من المضايقات من قبل النظام الإيراني كما أسلفنا, وذلك للحد من عملهم الذي يصبّ في
مجرى الحفاظ على الهوية القومية الكوردية.
ليست هناك تعليقات: