الحملات و الفتاوى على الكورد الإيزديين في العهد العثماني 1513- 1918م - اتحاد كتاب كوردستان

728x90 AdSpace

شائع
الأربعاء، 4 يناير 2023

الحملات و الفتاوى على الكورد الإيزديين في العهد العثماني 1513- 1918م

  الحملات و الفتاوى على الكوردالإيزديين في العهد العثماني1513- 1918م

                                                          
اجتازت الإيزدية  عشر فترات من الكفاح للحفاظ على وجودها كفاحها وناضلت في سبيل البقاء، إلا أنها لا زالت تخوضُ مخاضاً عصيباً لأجل ذلك، وقد فقدت العديد من أتباعها قتلاً وتشريداً وتحولت مجاميع منها إلى معتقدات أخرى، وهي فضلت ذلك خوفاً من عذابات الموت وإهانات الشرف، ولم يشغل البقية الباقية شاغلاً من الألم عن القيام ببطولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فاشتركت النساء أيضاً فألفن مشاهد القتلى والجرحى وأصبحن كالفرسان صبراً وجلداً، وكان من أثار حروب الفتاوى المجحفة بحق الإيزدية وشراستها ووحشيتها أن طغى على إحساس الإنسان الإيزدي الألم وغشاوة قاتمة حجبت ما يتمتع به الإنسان السوي، ذلك لأن الوحشية المقرفة تطلب مجابهتها بجلد كي تستقبل المصائب برحابة صدر فدفعت الآلام بعنف الصبر على القتل والتشويه والعويل والجراح والبطش فإذا بالإيزدي طاقة هائلة من الرحمة والشفقة تخفي تحتها أمواج الإحساس بآلام الناس.

هنا قد يسأل سائل عن كون الموضوع هو حول الحملات في فترة العهد العثماني، بينما ذكرت الحملات منذ بداية القرن الثالث عشر؟.. إن الحملات التي شنت على الإيزدية في العهد العثماني لا تعد ولا تحصى، وعرفت لدى كافة المجتمعات بالفرمانات العثمانية على الإيزدية([1])، فعندما ذكرتُ الحملات في فترة العهد العثماني، كان لابد من ذكر الحملات السابقة وأيضا التي تلت العهد العثماني لأن أحداثها كانت مرتبطة بها ولو باختصار.

الأحداث من سنة 1886- 1894م نشرت بعض منها في كتابي (الإيزدية في الوثائق العثمانية) الذي طبع من قبل مركز الدراسات وحفظ الوثائق/ جامعة دهوك، سنة 2010، وذلك لاستكمال الحملات والأحداث وتسلسلها.  

لقد أبديتُ الرأي في بعض الحملات وليس جلها، بل اعتمدت على ما كتبه المؤرخون وتحليلاتهم، خوفاَ من أن أنساق إلى العاطفة، لكوني إيزيدي وأتألم من عقبات تلك الحملات، لكن في النهاية أبديت الرأي حول الأسباب التي أدت إلى شن هذه الحملات والتي أدت بدورها إلى قتل و تدميرو نهب وسبي نساء وأطفال وكذلك تشهير وتشويه، حرق قرى وتهجير.. تلك مآسي الويلات التي تكررت وحلت بالإزيديين من أجل الغنائم وسلب الأموال وهتك الأعراض وخاصة عندما كان الايزديون يرفضون الانصياع للأوامر ويرفضونها أو يقاومونها.   

كانت الفتاوى جاهزة تعلنُ الجهاد للمسلمين المخدوعين المتأهبين لتنفيذ المهمة و المندفعين بكل فخر للجهاد من اجل ترسيخ أقدام الإسلام في المنطقة .. أمّا الحقيقة فهم كانوا مندفعين لإشباع شهواتهم ورغباتهم الباطلة التي هي خارج حدود الله، ولم ينسَ أولئك تسلق الشهرة على أجساد الإيزدية المذبوحة، منها ومن أسراها وجعل البعض منهم قرابين أعياد يتكرر ذبحها بدل الحيوانات كل سنة.

كل ذلك جرى وقد خلف الويلات والمآسي التي حفرت في الذاكرة الإيزدية وعمقت جراحاتها التي لا تغتفر ولنا نص ديني يؤكد حجم الكارثة.

 

(دوعا ئؤغةرىَ)

        (دعاء الوداع)(1) هذه مقاطع منها

وىَ هات جيَشىَ توق سورة

  قدمت عساكر الطوق  الأحمر

وان غافلا ل مة دكر زورة

         أولئك المغفلون كانوا يظلموننا

مة ئةركان كرن ذؤرة

     تسلحنا بالأركان داخلنا

ئةوان فرمان ل مة راكر زؤرة

     شنوا علينا الكثير من الحملات

ئة م دخؤش بووين لمة خراب كر

    إنهم قد اتلفوا حياتنا الهانئة

زيَرو مالىَ مة ل خؤ بةلاف كر

    وزعوا فيما بينهم ما نمتلك  من الذهب والمال

ئةوان ئةم دكوشتين دثةرشتين

        قتلونا واحرقونا

 مالىَ خؤ لهشتين

       ونهبوا أموالنا

كةتمة بةر خةما وان مالا

       تألمت على تلك الثروة

مة دفيا ئةو كةسب وكارة

      كنا نريد الكسب والعمل

ئةم قوتبووين ز برايان و يارة

قطعوا صلتنا بالإخوة والأحبة

 ئاطر بةردا مالا منة

      اشعلوا النار في داري

كورىَ كضك ل بةر ضاظىَ منة

   ابني الصغير أمام ناظري

خوون دبرينادا ناسةكنة

      لا يقف جريان الدم من جروحه

وىَ بادكةت برايىَ مةزنة

     ينادي الشقيق الأكبر

فرمان هاتن، سةرمة بلةزن

     أتت الحملات مسرعة

دينىَ شرين ذ مة دخوازن

         لينزعوا منا الدين

مال وعيال بسةر تيَكدا دطرين

   النساء والعجزة والأطفال    يتباكون

خؤزكا رؤذا ئةم دمرين

            نتمنى يوم الموت

ئةم دينىَ شرين ناكهؤرين

              ولا نغير ديننا

ئيَكى ناموسا من دئانى

       أحدهم تعرض لشرفي

من باندكرا وى سلتانى

             ناديت إلاهي

من شير دكيَشا

           سحبت سيفي

 خوون دهورى وةكة كانى

          الدماء تتدفق كالنبع

 

من هم الايزديون؟..

الإيزديون: هم العشائر الكوردية الباقية على اعتقادها الأول.

الإيزدية: هي الديانة الكوردية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ الإنساني، اعتنقها الكورد قبل ظهور الأديان الكتابية، الإيزدية كانوا ومازالوا يعبدون الله، و ديانتهم من الديانات الأوائل القديمة في كوردستان([2])، ويقول د. عبدالرحمن قاسملو: الإيزدية في الأصل هي الزردشتية التي كانت ديانة شعوب إيران([3])، واعترفت بهذه الديانة جميع الحكومات والسلطات المتعاقبة على أرض كوردستان، ويقدر عدد الإيزديين بأكثر من مليون شخص وهم متواجدون في العراق في محافظتي نينوى ودهوك، كما أنهم متواجدون في سوريا وتركيا وأرمينيا وجورجيا ويعيشون كجاليات في أوروبا، ولا يوجد هناك إحصاء دقيق لأعدادهم  في العالم والرقم أعلاه قد يزداد، وتقول الدكتورة خانا اومر خالا في لقاء معها نشرته في مجلة زمزم لالش([4])، بان تعداد الإيزدية في دول الاتحاد السوفيتي السابق نصف مليون نسمة.

حسب تعداد سنة 1910م تبين ان تعداد الإيزدية في سنجار والموصل والهكاري (100000) نسمة وفي جمهوريات قفقازيا (25000) نسمة.([5])

الرحالة الإنكليزي (روزيتافوريس) كتب في  مذكراته: تعداد الإيزدية ما يقارب (400000) اربعمائة الف نسمة مع وجود أعداد في جبال قفقازيا بالقرب من بحر الخزر وجبال التايا وكمجاتكا ونهجهم الديني ينحدر من الدين المانوي ولكنهم هم الاقرب الى الزردشتية.([6])

الإيزدية ديانة غير تبشيرية تتجسد فيها وحدانية الله، ولها معبد رئيسي يدعى (لالش) يقع شمال قضاء الشيخان مسافة (13) كلم.

كانت الإيزدية هدفاً للحملات البشعة عبر تاريخها لاختلافها في معتقدها عن ما يجاورها من المعتقدات والتي رأت في ذلك سبباً من بين الأسباب التي أدت إلى محاربتها رغم كونها ديانة موحدة شعارها المحبة والتعاون وحُب الله.

وإن أقدم ذكر لكلمة الإيزدي وردَ في الآثار الكنجية السومرية حيث ذكر الاسم بمعنى الإنسان السوي السلوك المستقيم - الروح الخيرة غير المتلوثين - الذين يسيرون في الطريق الصحيح([7]).

 في طالع كتاب الشرفنامه ما يؤيد ذلك وعد الشعب الكوردي الى كرمانج ولر وكلهر وكورانيين ان جميع الكرد على المذهب الشافعي وذكر ان الطوائف التابعة إلى الموصل وجميع الطوائف الكرد شافعية المذهب، إلا أن بعض الطوائف التابعة للموصل والشام داسني وخالدي ويسيان وبختي ومحمودي ودنبلي وهم على المذهب اليزيدي وهؤلاء جملة مريدي الشيخ عدي بن مسافر ومرقده في جبل لالش.([8])

آراء الباحثين حول الحملات:

 

 

 ما أورده أدناه هو آراء الباحثين من كافة القوميات والملل منهم الترك والفرس والعرب والكورد والإنكليز والألمان والروس والفرنسيين... إلخ.

لم يؤخذ رأي الإيزديين خوفاً من الالتجاء إلى العاطفة لكون المصيبة حلت بأجدادهم، أمّا ما كتبه الكتاب([9]) العثمانيون في كتبهم و سالناماتهم ([10]) لا يعتبر إلا وجهة نظر قادتهم وسلاطينهم.

الإيزدية كما وصفها المرحوم أحمد ملا خليل المشختي وهو باحث تاريخي وابن عالم جليل من علماء الكورد المسلمين: (إن الايزديين قوم بسطاء مسالمون بعكس ما كان الناس يحسبونهم أغوالاً يأكلون الناس، لقد قضيتُ كل عمري تقريباً بينهم ومعهم، فما رأيت منهم إلا النبل والشهامة والأدب والأخلاق الكريمة والكرم والشجاعة، وهُم مفرطون في القناعة، حيث إن شعارهم يدل على كينونتهم (ئة م ئيَزدينة، ب قةتة كى نانى جةهي درازينة- نحن إيزيديون راضون بكسرة من خبز الشعير..!)...

لكن هل تركوا ليأكلوا كسرة خبز الشعير..؟؟!!.. كلا..! فقد اتهموهم بالكفر واللعنة واستبيحت دماؤهم وحَطّ البعض من أخلاقهم وعاداتهم، وبعدها حوربوا على مرّ العصور ولم يرحمهم أحد. شنوا عليهم حروباً شعواء، استعملوا فيها جميع الطرق، و نكلوا بالقائمين عليها حتى أبادوا منهم مئات الألوف وشردوا الآخرين تحت كل سماء حتى اضطروا إلى الانتساب لجنسية الحكام والقبائل القوية، وكانوا يريدون من وراء ذلك التخلص من الظلم والمضايقات، ولكن دون جدوى ـ قلدوهم في بعض الشعائر والطقوس الدينية وسايروهم في بعض المناسبات تستراً واتقاءاً لكن دون فائدة!.

لم يكتف الغزاة بالقتل والتشريد إنما قاموا بخلق افتراءات لا أساس لها من الصحة بتاتاً، لعلهم يؤلبون كل الإنسانية ضدهم، في الدين الايزدي ارث هائل من الطقوس والمراسيم التي تضرب بجذورها في بعض حلقاتها أعماق الزمن وهو قاسم مشترك لمختلف الأديان التي عاشت وتمرست بها الشعوب الآرية. أفلا يحق لنا الاحتفاظ بهذا الإرث الحضاري؟ ثم ألا يحق لنا أن نفتخر بهؤلاء الأبطال الذين صانوا ما كنا ندين به نحن الكرد؟ ليعلم من لا علم له وليعرف مدى الكوارث والنكبات التي تعرض لها إخواننا الايزديون وكم تحملوا من جور واضطهاد وظلم من الفرس، العرب، والأتراك، خاصة الذين كان يؤلبون إخوانهم الكرد المسلمين عليهم من باب فرق تسد.

 كانت كردستان قبل الفتح الإسلامي تدين بالزردشتية والمثروية والمسيحية واليهودية، وفي سنة 20 هجرية (640 ميلادية) تم فتح معظم المناطق الكردية ومن ضمنها منطقة (داسانا أو داسير) كما كتب عنها صاحب فتوح البلدان ودخل قسم من سكنه المنطقة الإسلام، وأبى آخرون ورضوا بدفع الجزية وصالحوا الفاتحين على ذلك، وليس لدينا معلومات عن إسلام كافة الأكراد دفعة واحدة، حيث ظل قسم منهم على دينهم القديم وأبوا ترك معتقدهم وكان منهم (الداسنية)([11]).

عاش الكرد (الداسنيون) مع إخوانهم الكرد (المسلمون) فترة طويلة من الزمن بهدوء وصفاء وطمأنينة لم يعكر صفوهم الاختلاف في (الدين) بسبب كونهم منحدرين من قبيلة وعشيرة واحدة، اسلم قسم منهم ولم يسلم الباقون، حتى ظهور الأتراك([12]) الذين استمروا في السيطرة على الإمارات الكردية، حينها استعملوا صلاح الدين ضمن سياستهم (فرق تسد) وهكذا بدأت حملات الإرهاب والقتل والتدمير بحق هؤلاء المساكين.

 يقول الشاعر والباحث عبد الرحمن المزوري: إنّ تسترَ الايزدية يوماً ما بجهة ما، ما هي إلا خوفاً من محوهم وأبادتهم، بعد تعرضهم المستمر إلى القهر والهولوكوست والفتاوى الظالمة([13]).

ويقول المحامي عباس العزاوي عن الويلات والحملات على أبناء هذه الديانة: إنّ انتزاع العقيدة ليسَ بالأمر الهين أو السهل ... مَهما كانت درجتها من الصحة، فلا يحمل أمثال هذه الوقائع من شدة التمسك على الأحقية بوجه وإنما تفسر بان العقيدة طبيعية أو خلقية في البشر وإذا رسخت فلا تخرج بسهولة، حتى ولا بقسر وقسوة([14])

أما جرنوت فيسنر فيذكر: إنّ لكل أسرة ايزدية حكاية عن خطف النساء والأطفال من قبل الكرد والترك والفرس.([15])

وتوما بوا يقول: وفي القرن السابع عشر، لم تفد المذابح المكررة إلا في تعمق الإزيديين في ممارسات واعتقادات.([16])

ويقول الشهيد أنور المايي: لقد كانت نفوس الكرد الإيزديين قبل قرن ونيف مليوناً وربع مليون ولكنهم تحطموا أمام أمواج التاريخ شيئاً فشيئاً إلى أن لم يبقَ منهم سوى ثلاثمئة ألف.([17])

ويبين المؤرخ صديق الدملوجي: إنّ أكثر من مليوني إيزيدي قتلوا بحد السيف ولم يرضوا التخلي عن دينهم ولا الخضوع للعدو.([18])

ويوصف المهندس المدني (كارستن نيبور carsten neabuhr) كاتب مختص في شؤون الشرق الأوسط وهو ألماني دنمركي والذي زار المنطقة، الذي كان يعمل في مناطق الموصل (1761- 1767م) في (رحلته).. حيث يقول .. لا يستطيع الإنسان أن يوصف عمليات قتل وتعذيب الإيزيديين على يد المسلمين ولا يستطيع الإنسان أن ينقلها إلى الأجيال والتاريخ، فعندما كانوا يأتون إلى الموصل، كانوا يعرفون من مشيتهم وملابسهم، وكان الأشقياء وراءهم ويحتالون عليهم ويأخذون منهم ما يمتلكون دائماً([19])، كان الترك والعرب يرفضون الإيزدية لعدم وجود كتاب مقدس لديهم، فالايزدية كانوا مجبرين على أداء مراسيمهم الدينية بعيداً عن الأنظار.

أما القاضي زهير كاظم عبود: في هذه الحملات تعرض الإيزدية وفق هذا الموروث إلى العديد من الأقاويل والاتهامات، ذلك أن الإيزدية كمجتمع تعرض للظلم والتهميش بشكل لافت النظر، مثلما تعرضت ديانتهم للتشويه والافتراءات، وتم استهدافهم من قبل غيرهم لأسباب عديدة، ولم تكن فكرة الطاووس ملك بأقل من كل تلك الجوانب الأساسية في الديانة الإيزدية عرضة للتخرصات والاتهامات والأقاويل والقصص التي لا تمت إلى الحقيقة، ولا لواقعيتها الرمزية المعتمدة من قبلهم في تكوين الشكل الرمزي لتمثال (طاووس ملك) بشيء، والى ماذا يرمز وماذا يعني؟ ولم يتسنَ للإيزدية إيصال صوتهم خارج إطار مساحتهم في دحض الافتراءات التي نالت من ديانتهم أو رموزهم الدينية، وحتى منحهم الفرصة لتوضيح حقائقهم للعالم دفعاَ للتشويه، لظروف لا تغيب عن بال العديد من المطلعين على ثنايا التاريخ العراقي وتاريخ الايزدية خصوصاً، وما لحقهم من مجازر ووقائع دامية كان فيها  الإنسان الايزيدي مستهدفاَ بشراً ووجوداً وعقيدة ورمزاً، وبقيت المعادلة مبتورة في اتهامات وصور مختلفة لا تجد لها رداً أو تفنيداً من الجانب الآخر، فقد ابتلي الايزدية بالدفاع الشرعي عن حياتهم ووجودهم، ولم تكن لهم فرصة للدفاع عن ديانتهم ورموزهم إلاّ في الفترة الأخيرة من العقد الحالي، ولقي المجتمع والديانة الايزدية بشكل عام تشويهاً منظماً وكثيفاً وتتطابقاً في مواقف المغرضين، وتوحداً ظالماً وبعيداً عن العدالة والمنطق، وقاسياً بقصد الإساءة وخلط الصور، وتشويه أسس الديانة الايزدية، وقد تحقق الكثير من هذا التشويه، بسبب الضعف الذي عاشته الايزدية من خلال عدم التصدي لهذه التخرصات والأقاويل البعيدة عن الحقيقة والواقع، أو ربما بسبب حالة الخنوع التي عاشها المجتمع الإيزدي فترة طويلة مقموعاَ دينيا.

وقومياً وسياسياً ومنذ فترة الحكم العثماني، مروراً بالحكم الملكي والعهد الجمهوري في العراق، في هذه العهود التي كان فيها الايزدي محروماً من الحقوق السياسية والتعليم والمعرفة والثقافة، ليعم الجهل والأمية بين أكثر أبنائه، حيث نالت الايزدية ما لم تنلهُ الأديان والمذاهب الأخرى من الظلم والتنكيل والتخلف، وبالتالي نالتها الألسن والأقاويل، وصدرت بحقهم الأحكام والفتاوى التي تستبيح دماؤهم وتحلل قتلهم وإنهاء وجودهم وسلب ممتلكاتهم وسبي نسائهم، وعدم استحقاقهم للحياة، تعرضوا للترحيل الإجباري من مناطق سكناهم، وقامت السلطات بهدم قراهم ومسحها من الوجود، وتخريب مزارعهم وبيوتهم وقلع أشجارهم، دون أن يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم على الأقل، وهو حق شرعي وقانوني مقرر في الشرائع والأنظمة القانونية، فهم  كانوا مشروعاً مستباحاً للقتل والتنكيل، طيلة هذه الفترات المظلمة من التاريخ الإنساني، بغض النظر عن الجرائم التي يتم ارتكابها بحقهم من قبل المتطرفين والحاقدين، لأنهم متهمون على الدوام دون جناية أو ذنب، وحين نبحث في ثنايا الصخور المبثوثة والمنتشرة بين سهول كوردستان، سنعثر على لطخات متيبسة من دماء الضحايا التي قدمها الايزدية، والمسفوحة دماؤهم ظلماً وعدواناً، وحين نتفقد الكهوف والمغارات في الجبال القصية والتي لا يصلها البشر إلا بصعوبة، سنجد بقايا عظام الايزدية الذين فروا وتحصنوا في هذه الكهوف أملاً بالخلاص، فقضوا نحبهم عطشاً وجوعاً وخوفاً وبرداً واختناقاً، وحين نتمعن في أطلال القرى التي خربتها الجيوش وبقايا البيوت التي مسحتها الجرافات والآليات العسكرية في قصبات الايزدية الفقيرة والمهملة، ستجد أن كل هذا كان بسبب معتقداتهم وطقوسهم وقيمهم الدينية وليس لها سبب آخر.([20])

لكن أكرم ياسين بنافي يرى بأن هناك نقطة مهمة استفاد الإنسان الإيزدي منها وهو إيمانه الراسخ بدينه وهم يعتقدون أنهم من دم آدم النظيف وان أمهم إحدى حواري الجنة، كما يعتقدون إنهم من أقدم الشعوب حيث مضى على ظهورهم أكثر من (4000) أربعة آلاف سنة، كما يعتقدون بان لغتهم الكوردية هي لغة أهل الجنة، كل ذلك جعل الإنسان الايزدي يرتبط بعقيدته ارتباطاً وثيقاً ولهذا فان الايزدي لم يكن مستعداَ للتنازل عن دينه مهما كلف الثمن والتضحيات.([21]) ويقول ويل ديورانت في كتابه (دروس التاريخ) في بحثه حول التاريخ والدين: ( للدين مئة روح، كل شيء إذ قضي عليه في المرة الأولى، فانه سوف يموت وإلى الأبد، إلا الدين فإنه لو قضي عليه مئة مرة، فإنه رغم ذلك سيظهر وتنبعث فيه الحياة بعد ذلك).([22])

ويصف الجغرافي والرحالة الكبير ابن بطوطة (1355م)، حسب ما ذكره: ج. ار. درايفر([23])، و ب لرخ: سكان جبل سنجار بالكرد الشجعان والمتسامحين([24]) وأهل الشهامة والزهد، وشيخهم الزاهد عبد الله الكردي كان شخصاً صاحب معجزات، وكان صائماً مدة أربعين يوماً وأنهى صيامه بكسرة من خبز الشعير. ([25])

المؤرخ الأرمني أرشاك سافر استيان([26]): مجازر مستمرة ارتكبت بحق الايزدية والاضطهاد الذي حل بهم من قبل الترك.([27])

ويذكر الباحث الإيراني ميهرداد الايزدي مابين عام 1640م إلى 1910م عشرين مذبحة كبيرة للعثمانيين ضد الايزدية فالموتى لا يحصون، والعديد منهم التجئوا إلى المناطق الوعرة، والكثير من أصحاب الأملاك والبساتين كانوا يحافظون على أرواحهم وممتلكاتهم ويستسلمون، في سنة 1858م كان عدد الايزديين في إنطاكية / امانوس على البحر الأبيض المتوسط (200000) مئتي ألف نسمة وكانوا يمثلون أكثرية سكان المنطقة ولكن في تعداد 1938م بدلاً من أن تتضاعف النسبة كان تعدادهم (60000) ستون ألف نسمة،([28]) لكنهم أي الايزديين قاوموا الغزاة ومازالوا يعيشون في العراق وتركيا والاتحاد السوفيتي السابق وسوريا و إيران، في مدن قوجان ودوغائي في خورسان واذربيجان .([29])

والدكتور أديب معوض: طالما اضطهدتهم دول الشرق الاسلامية على مدى الأجيال، وعلى الخصوص حديثاً في عهد الأتراك العثمانيين، وهو أمر لا يخلو الآن في القرن العشرين، من أثر حتى عند البعض من حكومات الإسلام المجاورة عينها، وهكذا الأكراد من المسلمين أنفسهم، فأنهم كثيراً ما كانوا يناهضون الايزدية في ما مضى، مدفوعين على الأغلب بروح السياسة العثمانية، فكانت لذلك وقائع وحروب ومذابح راح فيها، ضحية ذلك التعصب المكروه آلاف الايزدية الذين كانوا لا يرهبون شيئاً و لا كانت تغريهم مواعيد في سبيل الحفاظ على كيانهم وديانتهم([30]).

أما من حيث الانتماء يقول أ.د. بدرخان السندي: الايزديون أحد المكونات الأساسية لشعبنا الكردستاني العريق، وديانتهم هي إحدى الديانات الضاربة في عمق التاريخ، لقد تلقت هذه الشريحة عبر تاريخها الكثير من الويلات ولاسيما أبان الحكم العثماني، ورغم ذلك فقد كانت أقوى من أن تتلاشى أو تندثر، وهي شريحة مؤمنة بأصالة انتمائها إلى الكورد ومؤمنة حتى النخاع بكورديتها والقضية  الكردية العادلة ([31]).

وجميع هذه الحملات التي كانت تبحث عن ذرائع وأسباب واهية لكي تنطلق الجيوش المعبأة بالحقد والكراهية لتقوم بدورها في القصاص من الأبرياء (الكفار) ولتنشر الإسلام في المناطق التي استعصت عليهم.([32])

ويرى الباحث الشاب الدكتور علي تتر نيروي: كان هناك أسلوب سهل وبسيط للعثمانيين ضد الايزدية هو استعمال الدين لتحريض المسلمين عليهم، فبعض الملالي الجهلة وتحت تأثير السياسة العثمانية أصدروا الفتاوى التي تحلل قتل الايزدية، والناس البسطاء لا يعلمون بشيء، اذ كانوا يتبعون الفتوى ويطبقونها ([33]).

ويعد الأستاذ رشيد الخيون: الايزديون الذين اعتصموا بالجبل والوادي طوال مئات السنين، لم تعد تلك البيئة عاصمة لهم من صولات جيوش وفتاوى([34]).

ويصف د سعدي عثمان حسين: بان سياسة العثمانيين تجاه الايزدية كانت تتسم بالعنف وتقوم على القمع المستمر لأبناء تلك الجماعة السكانية، وعلى الرغم أن تلك الحملات كانت توجه بحجج ودوافع مختلفة ولكن الدافع الرئيسي يتمثل في الدافع الاقتصادي.([35])

ويقول احمد تاج بخش في تاريخ الصفويين: انّ أغلبية سكان شرقي كوردستان (غرب إيران) كانوا من الكورد الأيزديين وتم إخلائهم إلى مناطق أخرى في زمن القزلباش (العهد الصفوي)، ولم يبقَ فرد ايزيدي في هذه المنطقة([36]).

 الروائي التركي المعروف يشار كمال يصف أحداث إحدى الحملات على الايزدية: في الصباح عند عبور سهل الفرات، هاجرت عشيرة ايزدية، وكانت مسيرة القوافل الايزدية تتكون من الأغنام والأبقار والحمير والخيول والبغال، كانوا يذهبون إلى الجبال، كانت مسيرة طويلة لا ترى من البداية نهايتها، في المقدمة الرجال المسلحين، وكان الترك والعرب يهاجمونهم ويأخذون ثرواتهم منهم عنوة ويهربون، ودام القتال يومين بلياليها، وقتل جميع مقاتلي الايزدية، ورموا جثثهم في ماء نهر دجلة، ثم عادوا إلى الايزدية غير المسلحين، تم تجرديهم من الأموال والثياب ثم قتلوهم جميعاً ورموا جثثهم في ماء نهر دجلة ايضا، ومن ثم نهبوا كافة ممتلكاتهم من الأموال والذهب والفضة والمجوهرات وتم جمعهم تحت ظلال بعض الأشجار، ثم وزعوها فيما بينهم، في وقت لم تنفذ الدماء من نهري دجلة والفرات من جثث الايزدية أياماً واشهراً طويلة، وكانوا يقتلون كلما رأوا  إنسان ايزيدي من عمر 7 - 70 سنة وتسبى نساؤهم وينهبون ثرواتهم([37]).

الأستاذ الدكتور خليل إسماعيل محمد: تعرض الايزديون خلال تاريخهم الحديث، إلى متاعب كثيرة جراء مواقفهم الدينية والقومية بيد أن تنظيمهم الثيوقراطي ساعد على تنظيمهم الداخلي، وعلى وحدتهم الأمر الذي تسبب في تثبيت وجودهم والحصول على اعتراف الآخرين بهم، ويبدو أن المذابح المتكررة التي واجهها الايزديون منذ القرن السابع عشر من قبل العثمانيين لم تزدهم إلا إصراراً على معتقداتهم وإيماناً بمواقفهم، وكانت المعضلة الايزدية حالة تاريخية معقدة في حياة العثمانيين خلال القرن الثامن عشر الميلادي وقد خلفت الكثير من الصراعات الدموية، وتصاعدت حملات العنف خلال العقد الاخير من القرن التاسع عشر ولعل ( تل قوينجق) او (مجزرة الغنم) شاهد على ذلك([38]).

الروسي باسيل نيكيتين يقول نقلاً عن المستشرق مار: الايزدية هي الديانة الكردية الاصلية وكانت تضم أكثرية الاكراد قبل اعتناقهم الدين الاسلامي، من المعلوم ان الأكراد في الحرب لم يكونوا يذبحون الايزديين بل كانوا يسترقونهم عبيداً([39]).

د سيار كوكب الجميل: لم تنقطع الغارات على الايزدية منذ العهد المحلي للموصل (العهد الجليلي 1726- 1834م) ومطاردتهم لأغراض دينية واقتصادية / تاريخية والتي فجرت مذابح دموية مريعة.([40])

د عزيز الحاج: لقد تعرضت هذه الديانة إلى اضطهادات عثمانية دموية فظة والى أحداث رهيبة دفعتهم إلى أن يتمرسوا على القتال وان يلجئوا إلى المواقع المنيعة و لا سيما في جبل سنجار.([41])

الصحفي البريطاني ديفيد هيرس: تحدث عن الايزدية ونظرة المسلمين إليهم وتعجب من مقاومتهم وبقائهم وسط الارثودكسيات الكبيرة (التعصب الديني) في الشرق.([42])

د. إبراهيم خليل أحمد: تميزت الدولة العثمانية منذ نشأتها الأولى بالطابع العسكري الصرف، كما أمدتهم النظرة الإسلامية في الجهاد، تلك التي تقسم العالم إلى دار الحرب (دار الكفر)([43]) ودار السلام (دار الإسلام)([44]) بالتبرير النظري لتوسعاتهم([45]).

يوصف الرحالة اينجيجيان الايزدية خلال العهد العثماني: بأنهم شعب شجاع لا يخاف من السلاح وكذلك أميون لايجيدون القراءة والكتابة، ويمتلكون قوة ضخمة من الفرسان الشجعان، واحصائهم في سنجار مئة ألف عائلة بينما في تركيا مئتي ألف عائلة وهناك كتاب قد ذكروا بان تعدادهم مليون نسمة والايزدية يمتهنون الزراعة ويمتلكون الأراضي الخصبة والثروة الحيوانية([46]).

البروفيسور فيليب كرنبورك: الايزديون هم طائفة كردية خارج نطاق الإسلام، ولهم تاريخ طويل من الاضطهاد([47]).

يقول محمد المندلاوي: أن الايزديين الذين هم من الكورد الذين حافظوا على هذه الديانة القديمة على مر التاريخ كلفهم الإحتفاظ بدينهم التوحيدي الكثير من الدماء والدموع خوفاً من الإرهاب والاضطهاد.([48]) أن أكثر الحملات كانت تستهدف منطقة سنجار([49])، نظرا لموقعها الإستراتيجي المهم لنقل البضائع وعبور الجيوش بين بغداد ودمشق واسطنبول ووجود الثروة الزراعية والحيوانية وان الجبل ومنطقة سنجار منطقة سياحية بسبب اعتدال الأجواء وعذوبة مياه الينابيع والعيون فيها، وكان أهالي الجبل دائماً يمتنعون عن دفع الضرائب، وفي الوقت ذاته كان المعادون للسلطات يأوون إلى الجبل، وكان هناك دائماً حوالي ستة ألاف رجل مسلح بالبنادق عدا الفرسان المسلحين بالرماح، ويمتلكون جبلاً يوجد فيه العديد من الكهوف والملاجئ، بالرغم من أن تلك الهجمات كانت محملة بالعدة والعدد.

ويندهش المرء ويتساءل بحيرة عن كيفية بقاء الايزدية وكيف حافظت على ديانتها وأصولها وعاداتها وتقاليدها، وخاصة إذا علمنا بان الكثير من الإمبراطوريات والأقوام والأديان فقدت كياناتها ووجودها نتيجة الحملات ولم يتحمل وزرها لذا انصهرت مع الأقوام والأديان الأخرى، أما نحن الأيزديون فقد عشنا ظروفاَ في غاية الصعوبة ولمجابهة عدو دائم والذي قتل الايزدية وسبى نساءهم وأطفالهم.

لقد حاولت جميع الدول والأنظمة التي سيطرت على كوردستان مثل العباسية، العثمانية، الصفوية، إمارة الجليليين([50])، المماليك، إمارة سوران وبعض الكيانات المحلية... الخ إنهاء الايزدياتي بشتى الوسائل الممكنة وحاولت صهرهم أو تهجيرهم من موطنهم كوردستان من اجل السيطرة على أملاكهم، ومحو أثارهم، فقد وضعوا قوانينهم حسب ما تقتضي مصلحتهم القومية، لذا غيروا كافة الأسماء الكردية إلى أسماء قومياتهم واستولوا على أراضيهم عنوة، وغيروا أسماء الملكية ومزقوا المستمسكات الزراعية الأصلية، ووزعوا الأراضي على أتباعهم، لذا لا يمكن معرفة عدد نفوس الايزدية.. أما ما يعلن عنه الآن فهو من باب اعتقاد الناس فقط، ولدى دولة تركيا إحصاء سنة 1985م قدر عدد نفوس الايزدية بـ (22632) نسمة، وفي تعداد سنة 2000م كان (423) نسمة فقط([51])، والآن اعتقد إن العدد اقل.


(1) كان القانون العثماني يصدر على شكل فرمان، إذ أن (كل ما يرسمه السلطان هو قانون للسلطان)  ويتضمن سلسلة من القرارات التي يصدرها السلاطين شخصياً حسب مقتضى الأحوال، ولأجل ذلك فقد كان كل سلطان جديد يقوم بعد تنصيبه بتثبيت هذه القوانين، أما الشريعة فقد كانت القانون الأساسي والثابت، وبالتحديد القانون الديني الإسلامي، ولذلك فقد كانت الفرمانات السلطانية تتضمن دائما جملة تفيد أن هذه الفرمانات تنسجم مع الشريعة والقوانين الصادرة من قبل، ينظر: د. خليل اينالجيك، تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، ترجمة د. محمد م الارناؤوط، دار المدار الإسلامي، بيروت 2002، ص 112.

 

(1) هذا ما سمعته من جميل سليمان وحسن بير خديدة من اهالي قرية ختارة/ القوش يوم 26/7/2008.

(2) د صديق بؤركة يي، ئيَزيدي يةكان ورىَ و رضةكة يان، منشورات، خاك، اربيل 2002، ص 5.

(3) د. عبدالرحمن قاسملو، كوردستان والكورد، ت. ثابت منصور، تحرير وتقديم حسين فيض الله الجاف، ط 2، بنكةي ذين، السليمانية 2008، ص 40.

(4) مجلة زمزم لالش، العدد (4) لسنة 2007، يصدرها مركز لالش الثقافي والاجتماعي / فرع ختارة.

(1) د. صديق بؤركةيي، ص 10

(2) د. صديق بؤركة ي، ص 11.

(3) حسو امريكو، مدخل لدين رئيس الملائكة والصراع الحضاري في ميزوبوتاميا، مجلة روز، العدد (7-8)، المانيا 1999، ص20.

(4) عباس العزاوي، تاريخ الايزدية واصول عقيدتهم، ص5.

(1)كان معظم المؤلفين العثمانيين يشتغلون إما قضاة او مفتيين أو مدرسين، كما ان خلفيات هؤلاء كانت مختلفة فقد جاء بعضهم من المدن البعيدة في البلقان كصوفيا وسراييفو بينما درس بعضهم في المراكز السلجوقية القديمة كقونيه وقسطموني، ينظر: د خليل اينالجيك، ص 264.

(2) السالنامة، السالنامه مصطلح مركب من (سال) و هي كلمة كردية وفارسية بمعنى سنة و (نامه) و هي أيضا كردية و وفارسية و تعني كتاب أو رسالة. و المصطلح بمجموعه يعني الكتاب السنوي أو الحولية. و أطلقت السالنامه في الدولة العثمانية على المطبوعات السنوية الرسمية التي كانت تصدرها الوزارات المختلفة في العاصمة وكذلك الولايات العثمانية. كانت السالنامات تتضمن معلومات عن الدولة العثمانية وسلاطينها ومؤسساتها و تشكيلاتها الأدارية المختلفة ، و مللها و طوائفها (من الناحية الدينية و المذهبية في أكثر الأحوال و عدم التركيز على الأنتماء القومي إلا الى الأقوام و العناصر الغير الأسلامية الخاضعة للسيطرة العثمانية)، والتمثيل الأجنبي، والنظام النقدي، والتقويم السنوي والأحوال والوقائع مع أسماء أركان الدولة وكبار موظفيها والألقاب الرسمية المتداولة في الأوساط الرسمية. والى جانب السالنامات العامة كانت هناك سالنامات تصدرها النظارات (الوزارات) كسالنامات نظارة الخارجية والمعارف          والعلمية أو التي تصدر عن الجيش (أوردو سالنامه سى). وكانت السالنامات تنهج نهجا موحدا في تبويب مواضيعها باستثناء بعض التغييرات الطفيفة، ينظر: د. جبار قادر، من الانترنيت، السالنامات العثمانية وحكاية الوثائق النادرة عن كركوك.الا انها استخدمت في اللغة التركية العثمانية حيث كلمة سال تعني السنة ونامة تعني الكتاب او الكتيب هذا فيقصد بها بالكتاب السنوي أي معناها الاصطلاحي فهو كتاب يحمل بعض الخواص التقويمية والاحصائية والعلمية والتعليمية والتاريخية كما عرفها الكثير بانها كتاب شامل لجميع الاحداث والوقائع التي جرت خلال السنة الواحدة يتناول التنظيم الاداري في ولايات الدولة العثمانية كافة وتنقسم السالنامة العثمانية الى قسمين: 1- رسمي2- خاص فاذا اصدرتها الدولة او احدى وزاراتها اوهيئاتها او احدى الولايات التابعة لها تعد سانامة رسمية، اما اذا اصدرتها مؤسسة خاصة او افراد سواء في العاصمة استانبول او في الولايات التابعة لها فتكون سانامة خاصة غير رسمية، ويطلق على السالنامة الرسمية اسم سالنامة دولة عليا عثمانية وتعني باللغة العربية الكتاب السنوي للدولة العثمانية العليا، اما اذا كانت صادرة عن احدى وزارات الدولة العثمانية فيطلق عليها اسم الوزارة اما السالنامة الصادرة عن الولايات التابعة للدولة العثمانية فتحمل اسم الولاية نفسها ابتدأت السالنامة العثمانية بالصدور في عام 1263هـ في 1847 ميلادي حيث صدر العدد الرسمي الاول الدولة العليا العثمانية اما اخر عدد منها كما تشير المراجع فهو العدد الصادر في السنة المالية 1333 هـ 1916 م وكذلك سالنامة الهيئة العلمية (علمية سالنامة سي ) الصادرة في سنة 1334 هـ وتتولى اصدارها امانة المشيخة العلية في الدولة العثمانية انواع السالنامات الرسمية : 1- سالنامة الدولة العليا العثمانية2- السالنامة العسكرية 3- السالنامة البحرية4- سالنامة وزارة الخارجية 5- سانامة الهيئة العلمية 6- سانامة وزارة المعارف7- سالنامة دار الارصاد 8- سالنامة الرسوم الكمركية 9 - سالنامة الولايات، ينظر: www.alchamaa.com.

(1) داسنية ـ داسن: جاءت هذه اللفظة، أو بالأحرى انحدرت هذه التسمية (مزداسئيني) الآوستية الآرية الميدية وليست من الكلمة أو التسمية (دئيفه يه سنا) كما يعتقده البعض، حيث نلاحظ وبعد حذف حرفي (مز) من (مزدايسينى) يبقى من اللفظة (داسئيني) هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نلاحظ إن التسمية تركت وحلت محلها التسمية الجديدة (إيزيدي) التي بدورها منحدرة من التسمية (مزداسئيني) ولكن باختلاف مكان الحروف، لاحظ: (م، ز2، د4، آ، ي3، س، ن، ي1) الحروف 1- 2 – 3 - 4 ي، ز، د، ي، حيث تشكل بها (يزيد) بعد أن لحقتها ياء النسبة فغدت (يزيدي). و ربّ ناقد يقول إن لفظة (مزدايسني) كان الزرادشتيون يطلقونها على أنفسهم، اقول: أولاً: إن الكلمة (مزدايسنه ـ أو ـ مزدايسني) تسمية مركبة من ثلاث كلمات وهي: (مز = الكبير = مةزن) و (دا ـ عالم، عارف = دانا) و (يةسنة = يةسنا = العبادة، عباد) وبهذا يصبح المعنى (عبّاد الإله العليم). وقد ورد تفسير هذه اللفظة في عدة كتب زرادشتية. ثانياً: إن العبادة (المزدية) أقدم من الزردشتية بكثير بشهادة العديد من الباحثين في التاريخ ويعلم بذلك كل من له إلمام بالديانات الآرية القديمة. للمزيد ينظر: أبو داسن، بانوراما الحملات على الايزدية، مجلة روَذ العدد (6) ألمانيا 1998م، ويقول : توفيق وهبي بان داسني مأخوذة من كلمة (دئيفه سنه) أي قوة عباد الخير، ينظر- بابىَ ميَهربان، ضةند ديتنةكيَن ميَذؤيى ل دؤر ئيَزديان، طؤظارا لالش، ذمارة (21)، دهوك 2004م.

     ورد في مدونة اشورية ترجع الى النصف الثاني من الالف الثاني قبل الميلاد ذكر أسنا الى جانب مدن ومواقع اخرى شرقي دجلة ، واننا نرى انه من المرجح ان أسنا هي بلدة داسن نفسها الواردة ذكرها في المصادر الاسلامية كما ورد أسم جبال (تاسن ) في مدونة اشورية احدث يعود تاريخ تدوينها الى أوائل القرن السابع قبل الميلاد وموقعها مقارب لموقع جبال داسن ، اذ جاء بالمدونة (ومن المياه التي في أعالي مدينة خادا بيتي ) حفرت لها 18 قناة وجريت المياه فيها الى نهر الخوصر، واتيت لتلك المياه الوافرة من اواسط جبال تاس العاصية الواقعة في تخوم ارمينيا (ارارات)، الا انه ليس من الموكد ان جبال تاس هي جبال داسن، ينظر : ب ش دلكوفان، داسن، لالش 6، ص 108.

(2) الترك ليسوا من الاجناس العريقة في غربي أسيا وان موطنهم الاصلي في سهوب أسيا الوسطى وقد غزوا ايران وسائر مناطق غربي اسيا حتى سواحل البحر الابيض المتوسط  بدأ من القرن الخامس الهجري الثاني عشر الميلادي واحتلوها، واقاموا فيها دولاً وامبراطوريات وكانت القبائل التركية الغازية سواء أكانت من الغز (الأوغوز) أم من السلاجقة أم من العثمانيين تشيع الدمار والتخريب والقتل في البلاد التي كانت تمر بها، فضربت شعوب غربي اسيا  انظر مثلاً : أرشاك سافراستيان، الكرد وكوردستان، ترجمة د. أحمد الخليل، دار هيرو، بيروت 2007م، ص 92.

(1) عبد الرحمن مزوري، تاج العارفين عدي بن مسافر الكردي الهكاري ليس اموياً، ط2، برلين 2004م، ص57.

 

(2) المحامي عباس العزاوي، تاريخ اليزيدية واصول عقيدتهم، بغداد 1935 ص 131.

(3) جرنوت فيسنرت، د فرهاد ابراهيم، مجلة لالش، العدد 2-3، دهوك 1994م. ص 134.

(4) توما بوا، مع الاكراد، ترجمة آواز زنكنة، دار الجاحظ، بغداد 1975، ص 115.

(5) انورالمايي، الاكراد في بهدينان، ط 2، دهوك 1999م، ص 82.

(6) صديق الدملوجي، اليزيدية، الموصل 1949م، ص 428.

)[19] (Johannes duchting diroka kurdên êzidi wergêr rêzan demir laliş 10 almanye 1999.

(1) زهير كاظم عبود، طاووس ملك رئيس الملائكة عند الايزدية، بيروت 2008م، ص 6.

(2) أكرم ياسين بنافي، مجلة لالش، العدد 25، دهوك 2006م.

(1) زهير كاظم عبود، الايزدية وصحف ابراهيم الاولى، شرق غرب للنشر، 2010م، ص 59

(2) كوفري رولز درايفر، استاذ انكليزي من مواليد 1892، انخرط في الجيش عام 1915، وتركه عام 1916، ثم عمل في المخابرات العسكرية البريطانية عام 1919، حصل على شهادة البكلوريوس عام 1917، والماجستير سنة 1919، كان زميلاً لكلية ماجدولين بجامعة اوكسفورد للفترة  1919- 1962، وزميل شرف لها مدى الحياة، عمل استاذاً للدراسات الكلاسيكية في كلية ماجدولين عام 1919- 1928، منحته جامعة ابردين عام 1946 شهادة الدكتوراة الفخرية، له العديد من المؤلفات، ينظر: ج.ار. درايفر، الكرد في المصادر القديمة، ترجمة فؤاد حمة خورشيد، بغداد 1986، ص 8.

(3) ب. لرخ، دراسات حول الكرد الايرانيين واسلافهم الكلدانيين الشماليين، ت عبدي حاجي، سبيريز دهوك 2008 ص 70.وكذلك جـ . ار. درايفر، الكرد في المصادر القديمة، ص43.

(4) أكثر الايزدية المتزهدين وخاصة عوائل (طبقة الفقراء) يصومون اربعينية الصيف والشتاء.

(5) كان مقيماً في المنطقة الكردية من تركيا، وهو على علم دقيق بجغرافية شرقي المتوسط وتاريخه، وبأحوال الشعب الكردي، كما انه معاصر لما جرى في تركيا من أحداث في النصف الاول من القرن العشرين، كان له علاقة وثيقة مع القائد الكردي بشار جتو آغا، ينظر: أرشاك سافراستيان، الكرد وكوردستان،  ص 5.

(6) المصدر نفسة،ص 147.

(1) ميهرداد ئيزدى، ئاين وتايفة ئاينى يةكانى لة كوردستان، وةرطبَر كامران فهمى، سليمانية 2002 ل 73.

(2) ميهرداد ئيزدى، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل 73.

(3) الدكتور أديب معوض، الاكراد في لبنان وسوريا (الاكراد اليزيدية)، مركز الدراسات الكردية وحفظ الوثائق/ جامعة دهوك، 2008، ص 74.

(4) د بدرخان السندي، شنكال الجريحة، مجلة لالش، العدد ( 27)، دهوك 2007م.

(5)د.عمار قربي، تاريخ الايزدية، من الانترميت.

(6) علي تتر، ضيف مجلة لالش، العدد (18،19)،  دهوك2002م.

(1) د. رشيد خيون، مجلة لالش، العدد (27)، دهوك 2007م.

(2)د سعدي عثمان حسين، كوردستان الجنوبية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، منشورات مكتبة سوران، اربيل 2006، ص393.

(3) علي تتر، حملات نادر شاه على الايزديين، مجلة لالش، العدد (18و19) دهوك 2002م.

(4) kemal tolan nasandina kevneşopên êzdyyatyê stenbol 2006 l 265.

(1) البروفيسور الدكتور خليل اسماعيل محمد، اقليم كوردستان العراق دراسات في التكوين القومي للسكان، ط 3، اربيل 1999م، ص 65.

(2) باسيل نيكتيين، الاكراد، نقله الى العربية طائفة من الكتاب، قدم له المستشرق لويس ماسينيون، دار الروائع، لبنان، بيروت 1958 ص 221و 231.

(3) د سيار كوكب الجميل، نهاية الحكم الجليلي في الموصل الى الادارة المباشرة، موسوعة الموصل الحضارية، م4، جامعة الموصل ص 92.

(4) د. عزيز الحاج، القضية الكردية في العشرينات،المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بغداد 985م ص 842.

(5) ديفيد هيرس، يتحدث عن الايزدية ولالش، ترجمة عيدو بابا شيخ، مجلة لالش(6) دهوك ،1996ص89.

(6) دار الحرب: اراضي غير المسلمين، ينظر: د. خليل اينالجيك، تاريخ الدولة العثمانية من النشوء الى الانحدار، ص 335.

(7) دار الإسلام: عالم الاسلام د. خليل اينالجيك، تاريخ الدولة العثمانية من النشوء الى الانحدار، ترجمة د. محمد م الارناؤوط، دار المدار الاسلامي، بيروت 2002، ص 335.

(8) د. ابراهيم خليل احمد، تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني، دار ابن الاثير، جامعة الموصل، 2005، ص 72.

(1) د جليلى جليل، كوردةكانى ئيمبراتوريةتى عوسمانى، وةرطيَرانى لة روسى د كاوس قفتان، بغداد 1987 ل 46.

(2) بروفيسور فيليب كرنبورك، الدراسات الايزدية في جمعية الدراسات الايرانية الشفهية، ترجمة مريم حسن، مجلة لالش، العدد (4) دهوك 1994، ص 150.

(3) محمد المندلاوي، قدسية النار في الديانات الكردية القديمة، مجلة لالش (30)، دهوك 2010م، ص 100.

(4) سنجار: مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة بينها وبين الموصل ثلاثة ايام، وهي في لحف جبل عال، ولكنها اقل اهمية مما كانت عليه في العهد العباسي، ينظر: ابن المستوفي، تاريخ اربل، حققه سامي الصفار، دار الرشيد للنشر، بغداد 1980، ص 112.

     وفلكياً تقع بين دائرتي عرض (36،00و36،37)شمالاً وخطي طول (41،17- 40،30) شرقاً شنكال = كال + شنكو = الرجل المتدين، وفي بعض الاحيان الجنة، ينظر د خليل جندي، القوالون، روز العدد ( 4-5 ) ألمانيا 1998م، ومن خلال الحفريات مثل الاثاري ( ستون لويد) عالم الآثار الفرنسي عثر على تمثال من الفخار في موقع (طرىَ رةش) شرق قضاء شنكال على هيئة إمرأة ذات عينين واسعتين شعرها ملفوف على رأسها ويعتقد ان تلك اله (شنكال) باللغة السومرية القديمة حسب اعتقاد علماء الآثار، كلمة (شن) كبيرة السن و(كال) معناها الهة أي ( الهة الام المقدسة) وتعتبر أول الهة في بلاد الرافدين وكانت لها مكانتها في العهد السومري ولحد الان لدى المجتمع الشنكالي وتم تقديسها من قبل السومريين والاكديين الى جانب بقية الالهة، وكان البابليون والاشوريون يلفظون مدينة شنكال (شنغالة) او (سنكارة) اما المصريون القدامى في عهد الفراعنة كانوا يلفظونها (سنكال) وكان عند اليونان والرومان (سنكارة) حيث وردت كلمة سنكارة على مصكوكاتهم بصيغة (كوين سنكارة) الا ان الامبراطور الروماني اور ليوس أطلق عليها اورليا سميتا وجاء ذكرها في الاسفار المقدسة (التوراة) (شنعار) او (سنغال) وقديماً كان يطلق على وادي الثرثار أي الصولاغ الحالي بوادي سنغال، ينظر، قاسم عطو، صفحات التاريخ القديم، جريدة مهدر العدد 47، في 23/7/2008م. وعلى الارجح جاء أصل التسمية من لفظ (شنطار)حسبما وردت في النصوص والمصادر الاشورية ويعني السهل العظيم ولاسيما ان سنجار معروفة بسهلها (تربة سنجار) والمدينة اشورية كما اشار الى ذلك المسير ماسيرو في كتابه في كتابه (التاريخ القديم للشعوب الشرقية)، ينظر: حسن ويس يعقوب المولى، سنجار في العهد العثماني، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاداب جامعة دهوك، 2000، ص 7، وجبل سنجار يمتد من درجة 35 و 35،30 من خط العرض الشمالي ويبلغ ارتفاعه 1463 متراً ويبلغ طوله 72كيلو متراً وعرضه 13 كيلو متراً ويصل الى الحدود السورية ويعرف الجبل بوعورة المسالك وصعوبتها، المصدر نفسة، ص 8.

     ياقوت الحموي (ابو عبدالله شهاب الرومي الحموي ولد سنة 1669م من كتبه /معجم البلدان/ وعدها مدينة قديمة في الجزيرة، ينظر: ارشاك بولاديان، الاكراد من القرن السابع الى القرن العاشر الميلادي وفق المصادر العربية، ترجمة مجموعة من المترجمين، دار التكوين، دمشق 2004  ، ص 172).

     من أمهات المدن في الجزيرة، وذكر لسترنج بانها كانت موجودة منذ العصور الاشورية  واستولى  عليها الرومان في القرون الاولى للميلاد، تقع في لحف جبل عالِ وانها سميت باسم بانيها وهم بنو البلندي ابن مالك بن دعر بن يويب بن عنقاءبن مدين بن ابراهيم (عليه السلام)، وكانت مدينة رومية، واقام البيزنطيون فيها حامية قوية، ووقعت معركة سنجار المشهورة فيها بين الساسانيين والبيزنطينين، وسقطت سنجار في النهاية بيد الساسانيين، وذلك سنة (360م) واستولى عليها شابور الثاني، ينظر: كلثومة جميل عبدالواحد، كردستان في عهد الساسانيين، اربيل 2007م، ص 32.

     وعندما دخلت سنجار ومدينة الموصل في دائرة النفوذ العثماني في حدود سنة 1516م، منحت سنجار شأنها شأن الموصل وضعاً ادارياً بدرجة سنجق (لواء) وكان السنجقان يتبعان ادارياً ولاية دياربكر، وتشير الوثائق الى ان شنكال كانت تتبع في سنة 1527م ولاية كوردستان، ينظر ا. د عبدالفتاح علي يحيى البوتاني، مقدمة لشنكال دراسة عن سياسة التعريب، كفاح محمود، مركز الدراسات الكوردية وحفظ الوثائق، جامعة دهوك 2007م.

     وفي مخطوطة عثمانية مؤرخة في 19/ ذي الحجة 951هـ 1 شباط/ فبراير 1545م أمرتُ فيه ان تتهيأ مع جميع طائفة الجند التابعين الى الالوية وتتجهز بالمعدات الحربية المتكاملة وذلك لنيتي القيام بالحملة العظيمة، وفيها يظهر لواء سنجار وواليها محمد بك تابعا الى ولاية دياربكر ، بينما لواء الموصل واربيل واليهما فرهاد بك تابعان الى ولاية بغداد، ينظر: فاضل بيا ، البلاد العربية في الوثائق العثمانية في النصف الاول من القرن 10هـ 16م ، تقديم خالد أرن، المجلد الاول، استانبول 2010م، ص 294.

     في معركة (قره غين دده) عام 1516بين الصفويين والعثمانيين، كانت سنجار اقرب النقاط لموقع المعركة، لذا تمكن احد القواد العثمانيين (بيقلي محمد باشا) من السيطرة على سنجارسليماً، وانهزم امامه الجيش الصفوي وتشتت في الصحراء، حيث مات خلق كبير عطشاً، واحكمت الامبراطورية العثمانية قبضتها على الموصل واتخذتها قاعدة لانطلاق الحملات العسكرية باتجاه بقية مدن العراق، ينظر: محمود شيخ سين الريكاني، سنجار في العهد الملكي(1921- 1958م)، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاداب، جامعة الموصل، 2007، ص 13.

     واشتهرت سنجار بانها من المدن المهمة التي يسكنها الكورد الايزديون خلال العصور الاسلامية، ينظر: فرهاد حاجي عبوش، المدينة الكوردية من القرن 4- 7 هـ / 10- 13م دراسة حضارية، سبيريز، دهوك 2004، ص 263 نقلاً عن دائرة المعارف الاسلامية مادة سنجار، 12/ 245، وهناك من يؤكد على وجود الديانة الايزدية بين قبائل كوردية عديدة في اقليم الجزيرة وخاصة جهات سنجار منذ عصور ما قبل الاسلام وهذا ما يؤكده البدليسي ايضاً في كتابه شرفنامة، ينظر: فرهاد حاجي، المصدر نفسه، ص264.

     ويقول عبدالسلام المارديني المتوفي في سنة 1259هـ، في تاريخ ماردين، بلدة ماردين فهي ذات ثلاثة سناجق (نصيبين، خابور، سنجار) ينظر عبد السلام المارديني، تاريخ ماردين في كتاب (أم العبر)، تحقيق حمدي السلفي وتحسين الدوسكي، دهوك 2002م، ص 13، دخلت سنجار في الدائرة العثمانية بعد معركة قره غين دده التي دارت بين العثمانيين والصفويين  في جنوب ماردين في صباح 4 مايس 1516م والتي انتهت لصالح القوات العثمانية وانهزمت فلول الصفويين الى صحراء سنجار، وكانت سنجار أقرب نقطة عراقية الى موقع المعركة ، فدخلت سلماً على يد القائد العثماني محمد باشا بيغلي الآمدي، ينظر: المصدر نفسة، ص 10.

     ويقول الرحالة هنري بنديه: الطريق من الموصل إلى سنجار قاسي ومتعب، فقد تمضي أيام ولاتعثر على بئر، كما يحدث أن تهاجمك عصابات أعراب، ينظر: هنري بنديه، رحلة إلى كوردستان في بلاد مابين النهرين سنة 1885م، ترجمة يوسف حبي، دار ئاراس، اربيل 2001، ص69.

(1) الجليليين: هم أسرة عربية أصلها من حصن كيفا بديار بكر قدمت مجهودات عسكرية كبيرة للدولة العثمانية، لكي ينفردوا بحكم الموصل أكثر من مائة سنة أمتدت بين 1726 و 1834، ينظر: د. ابراهيم خليل العلاف، دراسات وابحاث في التاريخ والتراث مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل الحوار المتمدن - العدد: 2635 - 2009.

(1) kemal tolan nasandina kevneşopên l 263.

الحملات و الفتاوى على الكورد الإيزديين في العهد العثماني 1513- 1918م Reviewed by Yekîtiya Nivîskarên Kurdistana Sûriya on يناير 04, 2023 Rating: 5     الحملات و الفتاوى على الكورد الإيزديين في العهد العثماني 1513- 1918م                                                             اجتازت...

ليست هناك تعليقات: