الفلكلور والشعب - حيدر عمر - اتحاد كتاب كوردستان

728x90 AdSpace

شائع
الجمعة، 5 مايو 2023

الفلكلور والشعب - حيدر عمر

الفلكلور والشعب حيدر عمر

 

حين يدور الحديث عن الفلكلور، أو التراث الشعبي حسب تعريف مجمع اللغة العربية، نرى كلمة " الشعب " ملازمة له. بحيث ترد مناقشة هذا المفهوم في جميع دراسات الفلكلور.فما المقصود بـ" الشعب "؟ أهو المجتمع كله أم فئة منه؟ هل الشعب هو الفلاحون، الذين كانوا موضوع أعمال الأخوين جريم الألمانيين في القرن التاسع عشر؟ هل يمكننا أن نضم الأميين إلى الفلاحين؟ هل مفهوم الشعب هنا يشير إلى أولئك الذين ابتعدوا عن العادات والتقاليد، والذين لا يعتبرهم عالم الفلكلور الأمريكي ريتشارد دورسون من فئة المثقفين؟ وهل يشمل هذا المفهوم الصناعيين المدينيين ( من المدينة )؟ طالما أن الشعب أو فئات منه هو موضوع الفلكلور، فإن هذه الأسئلة المهمة تواجه دارس الفلكلور، ولا بدّ من إجابات لها.

ظل مفهوم " الشعب " في الغرب، وخاصة في ألمانيا فترة طويلة يشير إلى الفلاحين، أو الطبقات الاجتماعية الدنيا. وقد تبنى هذا المفهوم علماء الفولكسكوندة الألمان([1])  و هو يشير إلى غير المتعلمين والقرويين المتخلفين عن المدنية "([2]). وقد مثَّل كثير من الفلكلوريين الغربيين، بينهم الفيلسوف الألماني فون هردر والأخوين جريم هذا الاتجاه، وذهبوا إلى أن مفهوم ( الشعب ) يشمل القرويين والفلاحين فقط، ومثلهم هوفمن كراير([3]) الذي ذهب إلى أن " الشعب  هو أولئك الناس الذين يتمتعون بنوع من الفكر البدائي([4])، وكان ويليام جون تومس صاحب مصطلح (الفلكلور) قد سبقهم في هذا الأمر، في أنه يشمل أولئك الذين يحافظون على العلاقات الاجتماعية التقليدية. نعتقد أنه يقصد القرويين والفلاحين. وحذا عالم الفلكلور الروسي فلاديمير پروپ([5])  حذوهم، فصنّف الأرستقراطية والفئات الحاكمة خارج مفهوم الشعب([6])،

ويذهب علم الاجتماع الذي يدرس العلاقة بين مختلف الفئات الاجتماعية وآليات التفاعلات فيما بينها، إلى التمييز بين الطبقات الريفية وما يُعرف بالطبقات الراقية، أو بين المجتمعات المتحضرة وما يُعرف بأنها بدائية أو غير متحضرة، وأن الفلكلور يقتصر على دراسة الفلاحين وتراثهم. ذلك لأنه يرى أن دراسة الفلاحين على مستوى الأمة مهمة تاريخية واجتماعية، وأن مجال التخصص الحقيقي لدارس التراث الشعبي هو الاقتصار على الفلاحين([7]).

إن الأنتلجينسيا الغربية، كما يقول الباحث الفلكلوري الكردي حكمت بدران، ظلت ردحاً طويلاً ترى أن "الشعب " هو الفئة المتخلفة في المجتمع، أي أن الشعب يتكون من الجهلة والأميين والقرويين، من أولئك الذين هم خارج فئة العلماء والمثقفين.([8])

ولا يختلف مفهوم الشعب في الشرق عما هو في الغرب حسب بدران حكمت الذي يقول: " يُعبَّر في الشرق عن هذا المفهوم بـ ( الرعية / الرعايا )، فهي قياساً بالقادة والارستقراطيين، تحتل منزلة أدنى، فهؤلاء القادة لا يعتبرون أنفسهم من الشعب."([9])

إلا أن عالم النفس الاجتماعي السويسري ريتشارد ڤايس ([10])، الذي يعود إليه الفضل الأكبر في تحديد مفهوم (شعبي). يرى أن جميع أفراد الأمة، سواء كانوا عمالاً أو فلاحين أو رعاة أو رجال أعمال أو محامين أو أساتذة جامعيين يشتركون في خاصية كونهم شعباً، على اعتبارهم حَمَلة الأشكال الثقافية التقليدية.([11])

إن من أوردنا آراءهم من الفلكلوريين، باستثناء ريتشار ڤايس، يقسمون المجتمع إلى قسمين، القرويون والفلاحون من جهة، والمتحضرون والمتعلمون من جهة أخرى. تُرى أي الفئتين تنتج الثقافة، أي الفلكلور؟

يرى هوفمن كراير الذي يعني " الشعب " لدية الفئات الدنيا في المجتمع، أن هذه الفئات لا تبتكر الثقافة، وإنما تتداولها نقلاً عن الجماعات الأكثر تطوراً اجتماعياً وفكرياً "([12]). فهو إذاً يحصر إنتاج الثقافة في الطبقة العليا من المجتمع. ويوافقه الرأي هانز نويمن في ذلك، فيذهب إلى أن الأنتلجينسيا، أي الطبقة العليا والنخبة هي التي تنتج الثقافة وتبتكرها، وهذه الثقافة تنحدر نحو الأسفل، وتتجمع في القاع فاقدة كثيراً من سماتها. بمعنى أن لا دور للشعب / الطبقات الدنيا في إنتاج الثقافة، فدوره فقط هو التقليد، وهذا التقليد هو ما يجعل الثقافة تبتعد عن أصالتها. فالفلكلور وفق هؤلاء قاع تتجمَّع فيه الثقافة بعيدة عن أصالتها.

وقد نحا فلكلوريون غربيون آخرون هذا المنحى، وذهبوا إلى أن الطبقة الاجتماعية العليا، أو الأرستقراطية هي التي تنتج الثقافة، والثقافة تنحدر من الأعلى نحو الأسفل، نحو الشعب الذي يتمتع بالفكر البدائي، وفي هذا الانحدار تفقد كثيراً من خصائصها شكلاً ومضموناً."([13])

إلا أن بعض الفلكلوريين الغربيين الآخرين، مثل فون هردر والأخوين جريم تصدوا لهؤلاء، وشددوا على أن الطبقات الدنيا من المجتمع هي التي تنتج الثقافة، وقد حذا الفلكلوري الروسي فلاديمير پروپ حذوهم، وذهب إلى أن الفلكلور نتاج الطبقة الاجتماعية الدنيا، بمعنى إنه يجمع بين إنتاج الفلكلور وتلك الطبقة ([14]). فهو لا يرى للأرستقراطية دوراً في إنتاج الثقافة، والشعب حسب رؤاه هو العمال والفلاحون، وهو الذي ينتج الفلكلور، الذي هو مرآة للصراع الطبقي، وأحد أسلحته، ويجب، إلى جانب الأدب والموسيقى والفنون الأخرى، أن يُنتِج القيم العليا للبروليتاريا. ربما كان موقف پروپ ناتجاَ عن ضغط التوجه الرسمي في الاتحاد السوفياتي السابق لتوظيف الفلكلور أيديولوجياً، فقد كان أحد الشكلانيين الروس، ولكنه تبرَّأ من المدرسة الشكلانية، حسب ما يقول ريتشار دورسون([15]).

ويذهب عالما الفلكلور الكردي في الاتحاد السوفياتي السابق، الأخوان أورديخان جليل (1932 – 2007) و جليل جليل (1936 - .....) إلى أن " القرويين والفلاحين هم صانعوا الفلكلور الكردي."([16]) ما يعني أنهما يقفان إلى جانب پروپ وعلماء الفلكلور الغربيين في تضييق مفهوم " الشعب "، ليشمل القرويين والفلاحين فقط، وأن هؤلاء هم منتجو الفلكلور.

هكذا ينقسم علماء الفلكلور حول إنتاجه إلى فئتين، فهم بعد أن اختلفوا في مفهوم الشعب، وقسموه إلى قسمين، يختلفون في أي من القسمين ينتج الفلكلور، أي من القسمين ينتج الثقافة. إننا نرى أن  كلتا الفئتين إنما هما أسيرتا توجُّهٍ ربما يكون أيديولوجياً، ذلك لأننا مثلما لا نستطيع أن نجعل مفهوم "الشعب" مقتصراً على شريحة القرويين والفلاحين فقط، كذلك لا يمكن أن نجعل الأنتلجينسيا والطبقة الأرستقراطية خارج  دائرة إنتاج الفلكلور، ذلك لأن " أغلب النتاج الفلكلوري يخدم النظام الاجتماعي السائد، ويعمل على ترسيخه، ومن هنا لا بدّ أن يكون لأهل الحكم والطبقة الارستقراطية فلكلورها، الذي يهدف إلى الحفاظ على نظامها الاجتماعي ومصالحها.([17]) وهذا ما ذهب إليه الكردولوجي باسيلي نيكيتين أيضاً إذ قال: " كان الفلكلور الكردي أداة يستخدمها الإقطاع للتأثير على عامة الناس والشغيلة الكرد من رعاة و زُرّاع."([18]) ولعل المثل الكردي القائل: " قبِّل اليد التي لا تستطيع عضَّها"([19])، الذي يتردد صداه في الثقافة العربية أيضاً، يدخل في هذا الاتجاه من حيث كونه يهدف إلى ترسيخ العبودية وإطاعة القوي.

وفي المجتمع الكردي ارتبط مفهوم " الشعب " بالمناطقية أو الجغرافيا، أو بالعشيرة أحياناً،"([20]) فكثيراً ما تُسمَع تعبيرات من مثل (سكان جبل الكرد) أو (أهل القرية) أو (أهل المدينة) أو (الآمْكيون عنيدون) نسبة إلى عشيرة (آمْكا) في جبل الكرد / عفرين، دون تمييز بين الفئات الاجتماعية في تلك الأماكن الجغرافية، وفي الوقت نفسه نسمع تعبيرات على شاكلة (عائلة بدرخان باشا) و (أغوات جبل الكرد)، ما يعني أن الطبقة الأرستقراطية الكردية تشكل مجموعة معينة بخلاف فئات الشعب الأخرى، ولها فلكلورها أيضاً.

ومن هنا نرى أنه لا يمكن أن تكون ثمة مجموعة أو فئة اجتماعية خارج دائرة إنتاج الفلكلور، حتى وإن تعالت فئة اجتماعية على غيرها. وقد رأينا أن مفهوم " الشعب" حسب العالم السويسري ريتشارد ڤايس يشمل جميع أفراد الأمة دون تمييز بين الفئات الاجتماعية، وقد مرَّ سابقاً قوله: "جميع أفراد الأمة، سواء كانوا عمالاً أو فلاحين أو رعاة أو رجال أعمال أو محامين أو أساتذة جامعيين، يشتركون في خاصية كونهم شعباً، على اعتبارهم حَمَلة الأشكال الثقافية التقليدية ". ويتردد صدى هذا الرأي لدى الباحث الفلكلوري الكردي بدران حكمت، إذ يقول: " الشعب يشمل جميع أفراد مجتمع ما، سواء كانوا من الطبقة الدنيا، أم من النخبة، قرويين وفلاحين كانوا، أم مدنيين متحضرين. وباختصار شديد، نقول مع الفلكلوري الأمريكي آلان دوندس([21]) " من هو الشعب؟ الشعب هو من يصنع القصص، أو من يستمع إليها."([22]) ولعل علي جزيزي، الذي يستخدم مصطلح (الأدب الشفاهي) " تلافياً للإشكالات التي تحوم حول مفهوم الشعب "([23]) في هذا الميدان، يختزل كل هذا الجدل في عبارة مكثَّفة، إذ يقول: " الشعب يعني في المآل الأخير مجموع أفراد الأمة على اختلاف طبقاتها وشرائحها وطوائفها"([24]). وذلك دون تمييز بين طبقاته أو فئاته. 

بيّننا فيما سبق، أن الفلكلور مرتبط أيما ارتباط بالمجتمعات البشرية، وفلكلور أي شعب هو حامي هويته، يتعرَّف الآخرون عليه من خلاله. ومن هنا يثمِّن الفينلنديون ملحمتهم "الكاليفالا" تثميناً عالياً إذ يعتبرونها الوسيلة التي عرَّفت الآخرين بهم. وأن علماء الفلكلور الألمان وغيرهم بحثوا في الفلكلور عن روح الشعب.

وتبين أيضاً أن الدراسات الفلكلورية إنما بدأت في أوروبا تحت تأثير الحركة الرومانسية القومية. وهو الأمر الذي يؤكده عالم الفلكلور ويليام آ. ويلسون إذ يقول: " كانت الأعمال الفلكلورية منذ البداية مرتبطة بالحركات الرومانسية القومية، و بالتزامن مع هذه الحركات بدأ الباحثون الوطنيون بإنجاز الدراسات الفلكلورية، التي لم تكن غايتها الكشف عن كيفية معيشة الأقدمين فحسب، بل كانوا يطمحون إلى الكشف عن النماذج التاريخية ليبنوا عليها الحاضر، في سعيهم إلى بناء المستقبل."([25]) و يقول ريتشارد دورسون: " كثيراً ما تتفاعل العلاقة المشتركة بين الفلكلور والروح القومية."([26]) ومن هنا يمكن القول: إن الفلكلور والقومية مفهومان مترابطان.

إذاً، يمكن للمرء أن يذهب إلى أن الفلكلور يشكل عنصراً مهماَ من عناصر الفكر القومي، وهو عنصر غابت معرفة قيمته عن الكرد بسبب تجزئة وطنهم منذ أمد بعيد وضمِّه إلى جغرافيات دول مختلفة عرقاً ولغة وفكراً، وأنهم أداروا ظهورهم للغتهم بعد وصول الإسلام إلى بلادهم. ولم يستدركوا هذه القيمة إلا متأخراً.

ومن المحزن أن المتنوِّرين الكرد لم يتفاعلوا مع صرخات أحمد خاني([27])، الذي أشار في ملحمته " مَمْ و زين " قبل أكثر من ثلاثمائة عام إلى أهمية دور اللغة والتاريخ في الفكر القومي قبل أن يعمل المفكرون الغربيون في هذا الاتجاه([28])، والذي أورد في الملحمة نفسها كثيراً من العناصر الفلكلورية، كالاحتفال بعيد النَّوْروز ومراسم الزواج من الخطوبة إلى نقْل العروس إلى بيتها الجديد، بيت عريسها، وإقامة الأفراح، وأدوات الصيد وإقامة مجالس العزاء.([29])       

لم تجد نداءات خاني صداها لدى المتنوِّرين الكرد إلا متأخراً، وكان ذلك بفضل القنصل الروسي ألكسندر(آڤكوست ) ژابا، في أرضروم([30]) بين عامي ( 1856 – 1866 )، الذي لفت انتباههم إلى ضرورة البحث والتنقيب عن مواد الفلكلور وجمعها، وشكّل منهم فريقاً لهذه الغاية، لعل ملا محمود بايزيدي كان أبرزهم، فدوَّنوا " مخطوطات  كثيرة كان بينها مخطوطات في قواعد اللغة الكردية، ومواد فلكلورية وتاريخية وإثنوغرافية وأدبية."([31]) ولكن تلك الجهود اقتصرت على الجمع والتدوين دون أن ترافقها الدراسات المعمَّقة.

لقد اشتد ظلم الدولة العثمانية، قومياً واجتماعياً  في أواخر عهدها، ما أدى إلى نشوء حركات تحرر الشعوب والأمم التي كانت خاضعة لها، إنْ في البلقان أو  في البلاد العربية وبين الأرمن والكُرد.([32]) وكان من نتيجة ذلك أن قاد بعض المتنورين الكُرد نشاطاً سياسياً وثقافياً، أسفر عن صدور صحف كردية باللغتين الكردية والعثمانية، مثل  صحيفة " كردستان " التي أصدرها مقداد مدحت بدرخان في القاهرة بين عامي ( 1898- 1902 ) وصحيفة " الكردي" التي أصدرتها " جمعية التعاون والارتقاء الكردي" ، والتي صدر العدد الأول منها في التاسع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام( 1908)، ونشرت الجمعية نفسها مجلة " شمس الكُرد "عام ( 1909 ) و " الاتحاد " عام (1913) و "يوم الكُرد" في العام نفسه، وجميعها، باستثناء صحيفة " كردستان " صدرت في القسطنطينية / إستانبول.

إلا أن بعض المتنوِّرين الكرد آنذاك " بدلاً من أن يتحدثوا عن الهوية الكردية، كانوا يعتبرون أنفسهم عثمانيين"([33]). يشير الباحث الفلكلوري آزاد أصلان إلى أن عبد الرحمن بدرخان، رئيس تحرير صحيفة كردستان بعد أخيه مدحت، كتب في العدد السادس: " بالنسبة لكل مسلم، يجب أن تبقى الدولة العثمانية، إن جسم الدولة كما رأينا مريض بسبب سوء الإدارة، يجب علينا أن نداوي هذا الجسم، نزيل أسباب المرض، فحياة الدولة حياتنا، وموتها موتنا."([34]) كما هو واضح لم يضع عبدالرجمن بدرخان حدوداً بين الكُردايتي والعثمنة، بل يرى حماية الدولة العثمانية وبقاءها واجباَ، وعلى الكردي ألَّا يتخلف عن أدائه.

 ويرى آزاد أصلان أيضاً أن موقف صحيفة جمعية " التعاون والارتقاء " لم يكن يختلف عن موقف صحيفة " كردستان ". فقد كتب اسماعيل حقي بابان، وهو أحد مؤسسي الجمعية، في العدد الأول قائلاً: " الكرد قبل كل شيئ مسلمون، ثم عثمانيون، ثم كرد."([35]) وهو موقف يضع الكردايتي في الموقع الثالث بعد الدين والعثمنة. يتكرر هذا الموقف لدى بعض كُتَّاب مجلة " شمس الكرد"، فقد كتب نجم الدين كركوكلي في العدد الأول قائلاً: " تعمل جمعية " هيفي " وصحيفة " شمس الكُرد " على تنوير الشعب الكردي، لكي يكون عنصراً فعًّالاً في الدولة العثمانية. "([36])

 يتبين مما سبق أن أولئك المتنورين الكُرد، حينذاك، لم يكونوا على علم، لا بأفكار أحمد خاني، ولا بأعمال ألكسندر ژابا، وملا محمود بايزيدي ولا بالحركات القومية التي هزَّت أوروبا في القرن التاسع عشر، ولا بجهود المتنوِّرين العرب والغربيين في الميدان الثقافي التنويري والفلكلوري. إلا أن مواقف هؤلاء بدأت تتغير جرَّاء اشتداد ظلم الدولة العثمانية، فهذا عبد الرحمن بدرخان، بعد أن كان يدعو إلى الاصلاحات في الدولة، ويكتفي بأن ينتقد مساوئ الحكم وجور السلطات، بدأ منذ صدور العدد السابع من صحيفة " كردستان " في العام الأول من صدورها، أي عام (1898) يوجِّه سهامه إلى رأس النظام والسلطة، ويدعو إلى إسقاطه والمجيئ بسلطان آخر. ولكن هذا الموقف لم يَرْقَ إلى الدعوة إلى إسقاط الخلافة والنظام العثماني.

إن ما يدعو إلى الاستغراب في تلك المواقف المهادنة للدولة العثمانية، هو ما يمكن أن نصفه بانقطاع كلي أو شبه كلي بين الانتفاضات الكردية ضد الدولة العثمانية في سبيل الاستقلال وبين أصحاب تلك المواقف. فعلى سبيل المثال، لا نرى أصداء انتفاضة يزدان شير ( 1830 – 1868 ) عام ( 1841 ) وانتفاضة الشيخ عبيدالله نهري ( 1831– 1888 ) عام ( 1880 )  ضد الدولة العثمانية لدى أولئك المتنورين، علماً أن التاريخ الكردي يؤكِّد أن تلك  الانتفاضات كانت تطمح إلى الاستقلال عن الدولة العثمانية، وأن رؤية الشيخ عبيد الله نهري  كانت ذات براغماتيكية واضحة، تعكس مدى استغلاله الظروف لصالح حركته. فقد قال قبيل انتفاضته: " إنه من الحكمة استخدام الظرف المناسب. ففي الوقت الذي يحارب الفرس فيه التركمان، سيرسلون كل قوتهم إلى هناك، وهذا يعني أن الوقت ملائم جداَ لدخولنا فارس... وبما أن قسماً من كردستان يتبع فارس، فإننا نكون قد حررنا إخواننا، ونكون بحربنا ضد الأضعف قد استولينا على بلد غني وخصب كأذربيجان، نملك فيه نبعاً لا ينضب من أجل حربنا ضد أعدائنا الآخرين وهم العثمانيون."([37]) وقبل تلك الانتفاضة " دعا أولاد بدرخان بيك وعثمان بيك إلى انتفاضة كردية من أجل الاستقلال."([38]) ولكننا نرى تغييراً كبيراً بداً يطرأ على الحركة الثقافية الكردية مرافقاً لتلك المواقف، وتخطو خطوات ملموسة نحو الأمام، فلم تعد ترى نفسها مرتبطة بالدولة العثمانية، بل تتجه نحو الاستقلالية الكردية، التي تشكل البنية الفكرية والسياسية للحراك الكردستاني.

لقد رأينا سابقاً، أن المتنورين الكُورد أصدروا بين عامي ( 1898 -  1913 ) مجموعة من الصحف، و أعلن الرئيس الأمريكي ويلسون مبادئه الأربعة عشر عام ( 1918 ) ، التي عُرفت في التاريخ بـ" مبادئ ويلسون الأربعة عشر "، والتي كان لها صدى واسع في العالم، وجذبت اهتمام الشعوب والأمم المُستعمَرة، وخاصة البند الثاني عشر، الذي وضع حق تقرير مصير الشعوب والأمم الخاضعة للدولة العثمانية في أيدي تلك الشعوب نفسها.

كتب المتنوِّر عبدالرحيم رحمي في العدد السادس من صحيفة " ژين / الحياة "، التي كانت تُصدر في القسطنطينية / إستانبول بين عامي ( 1918 – 1919 )، مقالة تحت عنوان "أوضاعنا كما هي الآن"، ثمَّن فيها قيمة تلك المبادئ وتأثيرها في حياة الشعوب والأمم، وخاصة تلك التي كانت ترضخ للدولة العثمانية، تثميناً عالياً([39])، وكتب في العدد السابع من الصحيفة نفسها مقالة تحت عنوان " انتهت حرب المدافع، وبدأت حرب الأقلام."([40]) إن هذه المقالة بدءاً من عنوانها تدعو إلى نهضة فكرية قومية، تتمحور حول إعادة إحياء التاريخ والتراث. 

لعل لهذه المبادئ، وللحركة الأرمنية وحركات شعوب البلقان والشعوب العربية التي كانت خاضعة للدولة العثمانية، ولسياسات الاتحاديين الترك القومية، وانهيار الدولة العثمانية نهاية الحرب العالمية الأولي ( 1914 – 1919) وقبلها الحركات القومية في أوروبا في القرن التاسع عشر. لعل كان لكل ذلك تأثيره المباشر في حركة التنوير الكردية، فظهرت مجموعة من المتنورين الكُرد، يدعون الكُرد إلى الإقبال على دراسة التاريخ الكردي والبحث فيه. و كان هذا دافعاً لهم لأن يتفاعلوا مع تاريخ الكُرد وكردستان باهتمام كبير، وظهر هذا الاهتمام من خلال مقالات نُشِرت في الصحف آنذاك، فقد كتب أحدهم باسم ( كردي بدليسي ) في العدد الأول من صحيفة  " ژين / الحياة "مقالة تحت عنوان " اسطورة ضحَّاك " المعروفة لدى الكرد،  تحدَّث فيها عن انتصار ( كاوا ) الحداد على الطاغية وإعلان يوم الانتصار باسم " نوروز " بمعنى اليوم الجديد، عيداً وطنياً للشعوب الإيرانية بمن فيهم الكُرد([41]). وكتب ممدوح سليم في العدد السادس عشر من الصحيفة نفسها مقالة تحت عنوان " أيامنا الخاصة "([42])، أي أيام الانتصارات والانكسارات، ليتم إحياؤها وتثبيتها، مما يدل على أن متنوِّري تلك المرحلة اتجهوا نحو الدراسات التاريخية والفلكلورية وإحياء التاريخ الكردي. وكتب اسماعيل حقي بابان زادة مقالة في العدد الثالث من جريدة "الكردي" عن دور اللغة القومية، متجاوزاً فيها موقفه السابق، داعياً إلى تعليم الأطفال الكرد لغتهم الأم. طرح الكاتب في تلك المقالة الأسس العلمية لتحسين وتطوير اللغة الكردية، فاقترح تدوين الأدب الشعبي والأساطير القديمة وكتابة التاريخ باللغة الأم. وأشار إلى أن تطوير اللغة سيفتح الطريق أمام تطورنا، وفي النهاية فإن التعليم سينقذ قوميتنا، فمفتاح التعليم هو اللغة".([43])

ثمة مقالة أخرى للكاتب يامولكي زادة منشورة في العدد الخامس من صحيفة " ژين "([44]). هذه المقالة تتحدث عن الخصائص الأساسية لمواقف المتنورين الكُرد في تلك المرحلة حول تاريخ الكُرد. وتعيد إلى الأذهان ما قدموه إلى الحضارة البشرية، وانطلاقاً من ذلك، فإنه ليس من الصعوبة أن يستعيدوا دورهم الحضاري، ويبنوا دولتهم.

كانت إعادة " إحياء الثقافة الكردية " أحد أهداف تلك الصحيفة، ولذلك تنوعت موضوعات مقالاتها، بين الفلكلور والتاريخ والأدب، مثل رائعة أحمد خاني " مَمْ وزِين " والقصص الشعبية والشعر، مما يدل على أن كُتَّابها كانوا قد أدركوا أن الثقافة عامة، أقصد الفلكلور، واللغة والأدب، أهم أعمدة الهوية القومية. 

لعل المتنوِّر د. عبدالله جودت ( 1891 – 1932 ) أحد أولئك الذين نادوا بالبحث في التاريخ الكردي، فقد نشر مقالة في صحيفة " شمس الكرد "، يرى فيها  أن " أمة ليست صاحبة تاريخها الصحيح، أمة لا تاريخ مكتوباً لها، هي أمةٌ كأنها لم تعش."([45]) ما هو ملاحَظ هنا أن مواقف المتنوِّرين الكرد " تغيرت بعد الحرب العالمية الأولى، لتشكِّل الاستقلالية الكردية بنية فكرية للحركة السياسية الكردية"([46]). ونشر هذا المتنور مقالات عديدة في صحيفة " هيفي / الأمل "، التي كانت تصدرها جمعية " هيڤي "، التي تأسَّست عام ( 1912 )"، دفعت يقظة الشعور القومي أشواطاً إلى الأمام، وحققت نجاحاً ملحوظاً في تطوير الثقافة الكردية.([47])

يكتب المتنوِّر كمال فوزي ( 1891 – 1925 ) في صحيفة " ژين/ الحياة" سلسلة مقالات عن بعض أنواع أدب الفلكلور الكردي، مركِّزاً على القيمة القومية والتاريخية لهذه الأنواع، من حيث أنها تتضمَّن حقائق تاريخية، شرط أن تكون دراستها على ضوء المناهج العلمية. وهذا ما يوحي بتأثُّره بأعمال الفلكلوريين الغربيين([48]).

ولعل بتأثير كل ذلك أيضاً، تأسست "جمعية كرد تعميمي معريفت ونِشْرِيَتْ / الجمعية الكردية للنشر وتعميم المعرفة " عام (1919 )، التي يعتقد مؤسسوها أنه " لا يمكن تحرير الشعوب والأمم بالنضال السياسي فقط، بل لا بد من النضال الثقافي والأدبي والتربوي وفق الأسس والمناهج العلمية."([49]) ومن هنا ركزت الجمعية في برنامجها الذي أعلنته في بيان نشرته في العدد العاشر  من صحيفة " ژين "  على دور الفلكلور والتاريخ واللغة في إحياء الروح القومية لدى الشعوب([50]). و قد تضمَّن البيان برنامج عمل الجمعية في عشرين بنداً([51])، وبناءً عليها تعمل الجمعية على:

1.  نشر صحيفة أسبوعية.

2. طبع ونشر دواوين الشعراء ونتاج الأدباء المكتوب باللغة الكردية.

3. وضع معجم كردي يتضمن جميع لهجات اللغة الكردية.

4. طبع ونشر أدقّ كتب قواعد نَحْوٍ اللغة الكردية.

5. طبع كتب المناهج الدراسية للمدارس.

6. إصدار صحيفة خاصة بالأمثال والحِكَم، بحيث يكون لأمثال اللهجات المختلفة ركنها الخاص.

7. جمع وتسجيل المعلومات المتعلقة بالعادات والتقاليد الكردية، بالإضافة إلى الحكايات والأغاني الشعبية.

8. إصدار الكتب الجغرافية، وكتب التاريخ القديم والحديث.

        9. ترجمة الكتب التي كتبها الباحثون الغربيون والشرقيون عن الشؤون الكردية ونشرها.

10. إعداد ونشر السِّيَر الذاتية لمشاهير الكرد القدماء والمحدثين.

11. افتتاح المكتبات في مركزها ( مركز الجمعية ) وفي المناطق الأخرى ذات الأهمية.

12. افتتاح دورات تعليمية مسائية.

13. إيفاد لجان بحثية إلى الأماكن التي تتواجد فيها الجاليات الكردية.

14. تأسيس دار نشر ومطبعة.

15. إعداد دورات ودروس تأهيلية للعمال الكرد.

16. تحمُّل نفقات إعداد وتهيئة الشبان العاطلين عن العمل في إستانبول، بغية اندماجهم في سوق العمل.

17. افتتاح مدرسة صناعية ليلية للشبان الأيتام. 

18. افتتاح دار للفتيات اليتيمات بغية إيوائهن وتعليمهن حِرَفاً يدوية.

19. افتتاح متحف للأدوات المستخدمة محلياً، وللنتاجات الشخصية والمنزلية اليدوية التي يستخدمها الرجال والنساء الكرد.

20. افتتاح مدرسة لإعداد وتخريج المعلمين.

ولكي تُترجم هذه البنود على أرض الواقع، وخاصة ما يتعلق بالبحث عن مواد الفلكلور، لا بدّ من المضي بخطوات عملية نحو جمعها وتدوينها. وما يتبين من الكتابات التي نجدها في صحافة ذلك الوقت، أن المتنورين الكرد أدركوا القيمة القومية لمواد الفلكلور، وكانوا على اطلاع على مناهج البحث وتدوين المأثورات الشفاهية.

كان كمال فوزي يدرك أن النسيان والضياع أكبر خطر يهدد تلك المأثورات من الجِكَم والأمثال والحكايات والأساطير وغيرها، ولهذا كان من أوائل من دعا إلى جمعها وحفظها وفق منهج علمي يقوم على " تسجيلها، كما يرويها الرواة "، وبهذا يكون أول المتنورين الكرد دعا إلى اتباع المناهج العلمية في الأعمال الفلكلورية.([52])

أدرك المتنورون الذين عاصروا تلك الجمعيات الثقافية وشاركوا في تأسيسها، ونشروا مقالاتهم في صحافتها، أدركوا القيمة الفكرية والقومية للمأثورات الشعبية. ولعل أحد أهم و أنشط الأسماء هنا هو الطبيب ضياء وهبي (1893 –  1960 ) وهو الأخ الأصغر لكمال فوزي. لقد نشر ضياء وهبي مجموعة كبيرة من الأمثال والحِكَم في خمسة أعداد من صحيفة " ژين " هي الأعداد 3، 4، 5، 7 و8، وأشار إلى القيمة الفكرية والقومية للأمثال الشعبية ودورها في حفظ اللغة الكردية، وفي التعريف بالشعب. واتبع منهجاً علمياً في تصنيف الأمثال والحكم حسب مضامينها إلى اجتماعية وتاريخية وحماسية وأدبية وحقوقية وزراعية وطرائفية.([53]). ولعله الأول بين المثقفين الكورد ممن اتبع هذا التصنيف. وقد كتب حلمي سويرَكي مثمِّناً صنيع ضياء وهبي، ومشيراً إلى القيمة التاريخية والاجتماعية للأمثال والحِكَم،([54])، كما نشر هو نفسه مجموعة من الأمثال والحِكَم  في ثلاثة أعداد من الصحيفة نفسها، هي الأعداد 14، 19 و 24، وقدم لها بمقدمة تحدث فيها عن قيمتها الفكرية والتاريخية.([55])  

مما تقدم يتبين لنا أن عمل المتنورين الكرد في ميدان الفلكلور والدعوة إلى جمعه وتصنيفه ودراسته وإحياء التاريخ الكردي بدأ مع تفتُّح الوعي القومي لديهم، وخاصة في بدايات القرن العشرين ومرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وكان ذلك نتيجة تغييرات أصابت المنطقة ككل أثناء احتضار الدولة العثمانية وبعد انهيارها.


([1])  Ramazan Pertev (Editor) : Heman jêder, rû 37 . وانظر: محمد الجوهري (تحرير): مقدمة في التراث الشعبي.كتاب إلكتروني، ص 23. والفولكسكوندة مصطلح ألماني يعني الفلكلور، أو الحياة الشعبية.

([2])   Ramazan Pertev (Editor) : Heman jêder, rû 37   

([3])  هوفمن كراير (1864 – 1936) عالم ولغوي وفلكلوري سويسري، مختص في تاريخ العصور الوسطى. 

([4])  مبروك بو طوقة: مناهج دراسة الفلكلور. مقال إلكتروني. موقع أنتروبوس

([5])  Ramazan Pertev (Editor): Heman jêder, rû 32

Ramazan Pertev (Editor): Heman jêder, rû 32 (3)

([7])  د. محمد الجوهري: علم الفولكلو ج1، مرجع سابق، ص 41.

([8])    Ramazan Pertev (Editor): Heman jêder, rû 37

([9])  Ramazan Pertev(Editor): Heman jêder, rû 38  

([10])  ريتشار ڤايس (1907 –  1962) أنثروبولوجي و فلكلوري سويسري، تخصص في التاريخ و الجرمانيات، عمل أستاذاً للفلكلور والإثنوغرافيا في جامعة زويريخ. ويكيبيديا. 

([11])  د. محمد الجوهري" علم الفلكلور، ج1  مرجع سابق، ص 45.

([12])  مبروك بو طوقة: مناهج دراسة الفلكلور. مقال إلكتروني، موقع أنتروبوس

  Ramazan Pertev (Editor): Heman jêder, rû 37 ([13])

Ramazan Pertev (Editor): Heman jêder, rû 32 (3)

([15])  د. دورسون: نظريات الفلكلور المعاصرة. الترجمة العربية، مرجع سابق، ص 67

([16])  Ordîxanê Celîl û Celîlê Celîl : Zargotina kurda, beş 1, çapa yekem, Moskova, Neşirxana Naûka 1978, rû 26)   

([17])  Ramazan Pertev (Editor): Heman jêder, rû 32 

)  باسيلي نيكيتين: الكرد. مرجع سابق، ص 411.  [18](

([19])  weşanxanê ne diyar in, rû 153 

([20])  Ramazan Pertev (Editor): Heman jêder, rû 40

([21])   آلان دندس (1934 – 2005) فلكلوري و إثنولوجي أمريكي درَّس علم اللغة الانكليزية في جامعة ييل ثم في جامعة إنديانا. تمت ترقيته عام (1962) لأطرحته "مورفولوجيا الحكايات الشعبية الهندية في أمريكا الشمالية". عمل دندس محاضراً في جامعة كانساس، وعام (1965) أصبح محاضراً للأنثرلوجيا في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ثم عينته الجامعة عام (1968) رئيساً لقسم الأنثرولوجيا والفلكلور. ويكيبيديا.  

([22])    Ramazan Pertev (Editor): Heman jêder, rû 40

([23])  علي جزيري: الأدب الشفاهي الكردي، أدب الأطفال أنموذجاً. ج 3، مطبوعات الأكاديمية الكردية، الطبعة الأولى أربيل 2017، ص 10.

([24])  المرجع نفسه، و الصفحة نفسها.

([25])  Ramazan Pertew. Editor:  Edebiyata kurdî ya Gelêrî, rû 112

([26])   د. دورسون:  نظريات الفلكلور المعاصرة، مرجع سابق، ص 120.

([27])  أحمد خاني (1650 – 1708) أمير الشعراء الكرد، اشتهر بين الكرد و لدى الكردولوجيين بملحمته (مَمْ و زِين) التي ألفها عام (1695)، و أحيا فيها الملحمة الفلكلورية ( ممي آلان ) المعروفة لدى الكرد عامة، و لدى الكوردولوجيين، سواء كانوا كرداً أو أجانب.  

([28])  للمزيد، انظر كتابنا: أحمد خاني في الملحمة الشعرية"مم و زين"، مطبعة العجلوني، دمشق 1991، ص 90 96.

([29]) أحمد خاني: ممْ وزِين.  ڤه كولين و  شرو ڤه كرنا محه مه د ئه مين ئوسمان، چاپا ئيكي، مطبعة الجاحظ، بغداد 1990، ص 87 93- و144-180 و232 -237 و 373 -379.

([30])  ألكسندر ژابا (1801 – 1894) ولد في مدينة كراسلاف في بولونيا، و توفي في مدينة إزمير في تركيا، و هو من عائلة أرستقراطية عسكرية. تخرَّج في جامعة فيلنسكي، ثم التحق بمعهد اللغات الشرقية التابع لوزارة خارجية روسيا القيصرية في سان بطرسبوك، حيث درس اللغات الفارسية والتركية والعربية خلال السنوات (1824 – 1828)، وتخرَّج فيه، وتعلم اللغة الكردية أثناء عمله قنصلاً لروسيا القيصرية في أرضروم بين عامي (1856 – 1866)، وغدا أحد أبرز الكردولوجيين الرُّوُّاد، وخلَّف مخطوطات كثيرة في الفلكلور الكردي. للمزيد، انظر: جلال زنكابادي: الكردلوجيا. موسوعة موجزة، ص 66

([31])  Prof Qanatê Kurdo : Tarîxa Edebyata Kurdî, beş 1, weşanên Roj, Stockholm 1983, rû 14

([32])  Heyder Omer: Osman Sebrî helbestvan û nivîsevan, çapa yeke, Evra, Berlîn 2004, rû 13

([33])  Ramazan Pertew. Editor:Heman jêder, rû 122

([34])  Heman jêder, û heman rûpel  

([35])  Heman jêder, û heman rûpel

([36])  Heman jêder, rû 123

([37])  جليلي جليلي: نهضة الأكراد الثقافية و القومية في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين. ترجمة با ڤي نازى و د. ولاتو و كدر، الطابعة الأولى، منشورات رابطة كاوا للثقافة الكردية، دار الكاتب، بيروت 1986، ص 15- 16.

([38])  المرجع  نفسه، ص 22. تُلفظ الكاف في كلمة ( بيك ) كالجيم في اللهجة المصرية.

([39]). M. Emîn Boz Arslan: Kovara Jîn, weşanên Deng, Uppsala / Sweden 1985, cild 2, hej 6  rû 347

([40])  cild 2, hej 7, rû 379   M. E. B. Erselan: Kovara jîn,

([41])  M. E. B. Arslan: Kovara Jîn, cild 1, rû 189

([42])  M. E. B. Arslan: Kovara Jîn,  cild 4,  hej 16 rû 717

([43])  جليلي جليل: نهضة الأكراد الثقافية و القومية. مرجع سابق، ص 69.

([44])  . E. B. Arslan: Kovara Jîn,  hej 5, Cild 1, rû 297

([45])  Ramazan Pertev: Edebiyata kurdî ya gelêrî, rû 124

([46])    Heman Jêder, û heman rûpel

([47])  زنار سلوبي: في سبيل كردستان. ترجمة ر. علي، الطبعة الأولى، رابطة كاوا للثقافة الكردية، دار الكاتب، بيروت 1987، ص 37.

([48])  rû 260 Ramazan Pertev: Edebiyata kurdî ya gelêrî, rû

([49])  Heman jêder, rû 269

([50])    انظر البيان في: M. E. B. Arslan: Kovara Jîn, hej 10, cild 2, rû 489

([51])  Heman j§eder, rû 493, 494

([52])  Ramazan Pertev: Edebiyata kurdî ya gelêrî, rû 264

([53])  M. E. B. Arslan: jîn; pêşgotin, rû 74

([54])  Heman jêder, û heman rûpel

([55])  Heman jêder, rû 73



الفلكلور والشعب - حيدر عمر Reviewed by Yekîtiya Nivîskarên Kurdistana Sûriya on مايو 05, 2023 Rating: 5 الفلكلور والشعب  -  حيدر عمر   حين يدور الحديث عن الفلكلور، أو التراث الشعبي حسب تعريف مجمع اللغة العربية، نرى كلمة " الشعب " ملاز...

ليست هناك تعليقات: