هجرة العقول والأدمغة وأسباب الهجرة :الكاتب: جمال مرعي - اتحاد كتاب كوردستان

728x90 AdSpace

شائع
السبت، 12 أغسطس 2023

هجرة العقول والأدمغة وأسباب الهجرة :الكاتب: جمال مرعي

 هجرة العقول والأدمغة وأسباب الهجرة :

الكاتب: جمال مرعي


الهجرةُ عمليةٌ قديمة، أما أسبابها فكثيرةٌ ومتعددة تتوزع بين اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو نتيجة الحروب وماتفرزه من ويلات و نضيف لتلك الأسباب الأوبئة والأمراض و الكوارث الطبيعية، ومهما تعددت اسباب الهجرة وأنواعها وأشكالها يجدرُ القول إن أخطر أنواع الهجرة هي هجرة العقول والأدمغة التي تهاجرُ بسبب انعدام ضمانات الحياة وانتهاك حقوق الإنسان وحرمانه من ممارسة حريته المشروعة،  فأسهمَ هذا النزيف في انتشار خيرة العقول والأدمغة في كل بقاع العالم، باختصار لأنهم لم يشعروا في بلدانهم باحترام حقوق الانسان او الإحساس الطبيعي والفطري بالأمان، إضافة لضغط الأسباب السياسية  والاقتصادية، وهذا ماحدث لمعظم الشباب والفئة القادرة على التفكير والإبداع، و على الشعوب المغلوبة المضطهدة ومسلوبة الإرادة والفاقدة حق الحياة ومتطلباته البديهية من الماء والكهرباء والطاقة، وكذلك المعاناة القاسية من الفقر المدقع  والافتقار إلى الأمن والأمان، هذه الأسبابُ مجتمعةٌ شكلتْ دافعاً قوياً ليتركوا أرضهم ووطنهم، ويحز في النفس أن نرى ونشهد فقد الألاف حياتهم في غابات اوربا، والغرق في البحار والمحيطات عن طريق سماسرة البشر والتجارة بحيوات الناس و.مصائرهم. 

هذه الهجرة  شكلت بشكلٍ أو بأخر هدر الثروة و انهيار تام في  البنية التحتية والفوقية. 

 يعيشُ المهاجرُ  في أرضٍ غير أرضه، من أجل الاستقرار والأمن والعدل والعدالة، تجنباً لظلم الحكام وجورهم واضطهادهم، 

هذه الفئة المهاجرة الواعية ممّن يحملون الشهادات الجامعية العليا في الطب والهندسة والحقوق والاقتصاد والصيدلة والطب والإعلام واللغات والفنون أو أصحاب كفاءات وخبرة في التخصصات، هؤلاء يشكلون الثروة الوطنية لبلدانهم، وهجرتهم لايمكن تعوضها بأي شكل فيُصاب البلد المهجور بعدهم بالفقر والتخلف والتغيير الديمغرافي، و إفراغ المنطقة من مكوناتها الحقيقية، و لاننسى  إن الكثير منهم أصحاب نظريات أو مؤلفات وتجارب علمية، فليس من السهل  تعويضهم وسد فراغهم أو الاستغناء عنهم،  ولكنهم هربو ا من بلدانهم بسبب غياب الحرية وانتهاك حقوق الانسان وانعدام الرأي والرأي الآخر أو بسبب الرأي السياسي أو حرية التفكير وعدم وجود المساواة وانعدام مقومات الاستقرار السياسي والاقتصادي. 

لايمكن لأصحاب العقول، العيش في ظل أجواء مرعبة من الحروب وانعدام القوانين لأنها بحاجة أن تنتج وتعمل وتفكر في ظل مجتمع مدني واستقرار دولةٍ تحترم الإنسان وانسانيته وحقوقه، و الأهم وجود الحرية باعتبارها مقياس الحياة و معيارها الحضاري. 

فالشعوب لاتبني تقدمها الحضاري بالترهيب أو القوة أو الخوف لانه أسلوبٌ فاشلٌ، والتجارب أثبتت ذلك في العديد من الدول في العالم أجمع ، وانهارت معظم الدول التي انتهجت نهج الدكتاتورية، في حين أن الحلول متوفرة في احترم العلماء والمفكرين و استغلال خبراتهم الوطنية، وتوفير الظروف المناسبة للإبداع والعمل الحر وتوفير ضمان و استقرار سياسي، وتامين مورد مالي، وتعددية سياسية وديمقراطية ربما تكون الكفيلة بعودة هذه العقول إلى أوطانها، لأن البشر سواسية في القيمة الإنسانية، وبنفس الحلول كانت باستطاعة الانظمة توفيرها للشعب، ولكن يبدو قول محمد السنوسي هو السائد لدى الأنظمة الاستبدادية. 

العالمُ أصبح قرية صغيرة بفعل عوامل متعددة، والاختلاف في المذهب والعرق واللون والرأي والجنس والعادات ضرورة و تشكيلة حضارية يفرضه التنوع. 

و التاريخ بلا شك يخلدُ كل من يخدم وطنه في بناء السلام والتآخي والمحبة والعدالة من أجل تطور مجتمعه وإسعاد الإنسان واستقراره من كافة النواحي ، والدول التي تحترم القانون وتقدر العقول تسعى  بلا شك إلى توفير أفضل وسائل العيش لمواطنيها، 

فالأنظمةُ زائلةٌ والشعوبُ باقيةٌ.



هجرة العقول والأدمغة وأسباب الهجرة :الكاتب: جمال مرعي Reviewed by Yekîtiya Nivîskarên Kurdistana Sûriya on أغسطس 12, 2023 Rating: 5   هجرة العقول والأدمغة وأسباب الهجرة : الكاتب: جمال مرعي الهجرةُ عمليةٌ قديمة، أما أسبابها فكثيرةٌ ومتعددة تتوزع بين اقتصادية أو سياسية أو ا...

ليست هناك تعليقات: