بقعة ضوء عن حياة احمد خاني
جمال مرعي
الكوردي محبا للطبيعة والجبال والهدوء يولد عاشقا لكوردستان يغني لها من الأعماق شعرا وفلسفة يحمل روحا شفافا وسحر الكلمة بإتقان واستخدام القلم وسيلة في الفكر والنضال هكذا كان الشاعر والمفكر والفيلسوف الكردي احمدي خاني.
ولد احمدي خاني عام 1650 بمدينة بيازيد الموجودة بكوردستان الشمالية بزمن التحولات السياسية في المجتمع الكوردي الذي كان تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية والفارسية في فترة حروب بين الإمارات الكردية والإمبراطوريات المذكورة .
هذا ما أظهره لنا احمدي خانى في ملحمته الشهيرة (مم و زين ) التي كتبها باللغة الكردية واقتبس من الحياة الكردية قصة عشق لم تنتشر عند الشعوب مبرهنا على كوردية الملحمة مظهرا فيها إبداعه الشخصي تلك الملحمة المؤلفة من 2667 بيتا على وزن واحد مبرزا فيها واقع الكورد السياسي والبداية الفكرية للحركة القومية الكردية مبينا عدالة حكام الكورد في تلك الحقبة وشرح في الملحمة قضايا عصره خارجا عن طرق التصوف المتبعة في عهده وذلك بثقافة ووعي واسعين وتسلح بالمعرفة في دراسته للكتب وتناوله لمسائل الحياة متأثرا بالفلسفة اليونانية والإسلامية وكان يشرح هموم نفسه في الفكر والفلسفة والدين ويبحث عن الحقيقة قبل التصوف.
أهم ما خلف احمد خانى من الآثار الأدبية كتاب نوباري بجوكان وكتاب عقيدة وايمان و ملحمة ممو زين المتداولة في انحاء كوردستان كان يعتبر للكورد عالم من علماء الاجتماع والفلسفة ومن كبار شعراء الشرق الذي وهب للأدب الكثير من إبداعه, توفي احمدي خانة 1707 ودفن في مدينة بيازيد ولا يزال ضريحه فيها.
سويسرا / ٦ اب/٢٠٢٣
جمال مرعي
ليست هناك تعليقات: