زيارة كوردية ،تاريخيةأولمبياد باريس - آناهيتا حمو.
آناهيتا حمو. باريس
٢٧ تموز ٢٢٤
ترى لماذا تشتعل الذاكرة وتتزاحم سيل دموع انهمرت للحزن تارة، وللفرح
تارة أخرى، الأفكار تدعوني للكتابة مجددا؟ وكل رذاذ وقطرة مطر تموز تهب لي من
السماء فكرة، وأنا رميم حنين صمتي.
وتزامن كتابتي مع هذا التوقيت ذكرى شهداء قامشلو ٢٧ تموز هذا الصباح،
هذا اليوم، حدث مخلد في الذاكرة للأجيال.
لابد من تخليدها في كتب مناهج حديثة لمادة تاريخ للكورد، لنحول ولنغيرشكل
الموت إلى حياة، كي تستيقظ الضمائر وتشرق شمس الأمل، لنعيد صياغة جديدة للتاريخ الكوردي،
نكتبه مجددا بريشةعمالقةالأدب الكوردي، كما خلد عباقرة الأدب الروسي ألمهم من خلال
روايات، قصص، دواوين، أشعار وخلدوا بها لغتهم الأم أيضاً.
وللكتابة بهجتها وكذلك المعرفة، ولبهجة المعرفة إشراقة
بياض ثلج كوردستان ومطر تموز باريس، هذا الصباح، تتجسد في سهرة الأمس
التاريخية لعشق الحياة الكوردية، قصيدة للوطن.
روح الإرادة والأمل والحرية تغمر روح العلم الكوردستاني والإعلام
الكوردي والفرنسي وقصيدة بعنوان "الربيع "
أعيد قراءة التاريخ، وكذلك قراءة قصيدتي المنشورة
والتي
ترجمتها منذ سنوات في قامشلو الحزينة.
وفي هذا التوقيت تتزامن الأحداث المؤلمةوالسارة، ولاعودةإلى الوراء، لكل
صباح رونقه وسحره، لهذا الصباح!
أقرأفيكتورهيجو الشاعرالفرنسي باللغة الكوردية الأم في موقع إتحاد كتاب
كوردستان سوريا. هذا الصباح!
وتتراءى لي ذاكرة أفكاري لسنين مضت منذ زمن، ومشاهد، خيال تأخذني مع
قهوة الصباح ورذاذ مطرتموز، وتغرد عصافير الدوري للوحة ربيع، فرحتها، أعذب أجمل
قصائد الحب والود والمحبة.
لوحات ورود تهب ريشتي المزيد، محبة تعيد لي الذاكرة،
لي حول طاولة حديقتي وفنجان قهوتي، وكأنها تحس بي، زقزقة عصافيرالدوري في حديقتي
الجميلة الباريسية وكأنني لم أكتب قط، يوما ما، قبل أعوام، عزف تراتيل الروح؟ تدعوني
لقضاء أطول وقت للكتابة للجلوس تحت ظلالها أشجاري.
مع زخم أمواج نهر السين، بهجة لمراسيم إستقبال رئيس إقليم كوردستان السيد
نيجيرفان بارزاني، وحنين كوردستان يغمر الجالية الكوردية، قيثارتي الكوردية
والطنبور، على أثير أمواج لحن غناء الفنانة العالمية، تغني تبدع بكل جوارحها
باللغتيين الفرنسية والإنجليزية "سيلين ديون "آتية لتحيي من جديد روحها
التي غابت وجسدها عن الأضواء، لتخلد روح فنها المتألق رغم غياب جسدها منذ سنوات
خلت.
وما زالت
صدى موسيقاها يصدح في أحياء باريس، لتغني، تشيد الحب والذكرى:"نشيد الحب "
أهدت إلى روح الفنانةالعالمية، الفنانة الفرنسية الراحلة "إيديث بياف ".
وأغنيتها وهي أتية لتغني رغم ألمها، ومرضها لتغني دفقا وغنى لإرادتي
الكوردية، والإنسان في كل مكان من العالم وهو يتابع من تلفزيون القناة الثانية
الفرنسية وكذلك في كوردستان، من خلال شاشة العرض في هولير، القنصلية الفرنسية، كان
حفلا دوليا، ضم وفودا أكثر من ١٢٢ دولة.
يكمل ويسرد لي منعطفات ومراسيم استقبال وحنين وطن، رذاذ وهطول أمطار حفلة
الإفتتاح الألعاب الأولمبية في محطة" أوتسرليز" على امتداد نهر السين
الذي يعبر باريس بحرية كما وصفه الشاعر جاك بريفير في قصيدة.
والإبداع طالما كان مرافقا للألم، فمن سجنه وألمه كتب الكاتب الروسي دوستوفيسكي
أصدق الروايات وكذلك الكاتب بريشته يحاكي المشاعر الإنسانية
أنطون تشيخوف، وهو يعبر عن إرتياح الإنسان حينما يلتقي بنظيره وهو
الكاتب المعروف بريشته، وهوالأديب يعتير أحد أعمدة الأدب الروسي أصدق أدب إنساني،
كتب مع زملائه الكتاب، أصدق أدب إنساني على مرالتاريخ.
هؤلاء الكتاب ممن سبقواأغوار علم النفس ووصلوا
إلى التحليل والتركيب والوصول إلى كهوف النفس البشرية، ترفع لهم الهامات والقبعات
من ألمهم الإنساني نسجوا أروع صور لمأدبة أدب ومشاهد، وروايات "
يشعر الأشخاص الذين جمعتهم المأساة المشتركة بنوع من الإرتياح عندما
يجتمعون "
لحقيقة هذه العبارة أردفت وفسرت شعور بهجة اللقاء، رددت إبنة البشمركا،
مدرسة الحياة الكوردية والنضال المريرونحن نسير الهوينى هادئتين على نهر السين،
رددنا وفسرنا تلك البهجة التي تعيد لنا الذاكرة الجميلة والحياة وعبرنا
عن الهدوء والأمن والأمان والاستقرار حينما التقيت بها صديقةابنة بشمركا ثورة
بارزان، كوردية باريسية.
وابل من المطر بلل أوراقي وكما يقول الفرنسيين ":ça ne fait rien »
هذا لا يهم لطالما
هكذا سيل من أسئلة وإرتياح راودني مع رذاذ المطر الصباحية الجميلة، مع
امتداد الأمطار التي هطلت على ضيوف حفل افتتاح أولمبياد باريس العاصمة الفرنسية
البارحة مساءا، كان حفلا تاريخيا بامتياز بالنسبة للكورد العظيم وللعالم، حيث حضر حفلة
الإفتتاح السيد الرئيس نيجيرفان بارزاني مع وفد كوردستان إلى باريس العاصمة
الفرنسية.
وليس لروحي إلا بهجة الشموخ، العز، الافتخار، الفخر لوطن، لقلبي، لعشق
الحياة ووطن وليس لي إلى أن تحتفي ريشتي، وليس لذاكرتي إلا العودة إلى الوراء، إلى
أغاني الثورة الكوردية من إذاعة ثورة بارزان، ثورة الكورد العظيم، حينما كنا صغارا
ندورنلعب نستمع إلى الأغاني الكوردية الخالدة :"خوشم أويه، ولاتيكم "،آويه خوينه دلا".
مثل عصافير الدوري في جبال برواري وجبال راوندوز، وشلالات علي بك وفراشات
كوردستان المزركشة كطبيعتها، مبتهجين حول مذياع أبي وأمي.
نسمع
تلك الانتصارات المجيدة منذ نعومة اظفاري تغمرني تحول أيامي أعيادا برؤية مشاهد
العز، الفخر الوطن تتزامن اليوم ٢٧ تموز ذكرى إبادة الكورد العظيم.
لأرواحهم
البريئة المجد، الخلود والسلام، ذلك الحي الذي نال من الظلم، وإنفجارالحي الغربي،
في قامشل، ذلك الحي الذي طالما ضم في كنفه، العائلات الوطنية التي ناضلت مع ثورة
بارزان وكل ثورة في الأجزاء الأربعة من كوردستان المقسمة:" ديرسم، آمده، مهاباد،
هولير".
وهو الجرح الذي سيندمل بقدرات وحنكة أجيال كوردية مدركة واعية لكنوز
ودرر حضارتها، لعشق قامشلوكا أفينه.
وقدعملت تلك الأسر وبنت أجيالها دون كلل لأجل الحرية للكورد العظيم.
ليست هناك تعليقات: