أهمية علم المستقبل:عبدالجبار قاسم
عبدالجبار قاسم
إذا كانت عملية الاستشراف المستقبلي تشمل جوانب التجربة
الإنسانية كلها -
الموجود الحاصل والقائم - من نتائج مسيرة
الزمن من الماضي السحيق إلى الحاضر. ولكن حركة عملية التغيير الاجتماعي لا تقتصر على
الحاصل منه فحسب بل تتناول الممكن والممتنع وبالتالي يبدو المستقبل كميدان فسيح للوجود
الذي يمكن صنعه وتحقيقه. وهذا النمط من دراسات المستقبل الاختياري الانتقائي باستمرار
بفضل الوسائل التي يملكها الإنسان وخاصة التقنيات العلمية والمعلوماتية وبفضل تقدم
طرائق الاستشراف والتخطيط وبشكل أعم اتساع طرائق الإدارة العقلانية للعمل، بالإضافة
إلى اتساع دائرة الإنسان بالامتدادات المختلفة للزمان والمكان واكتشاف معظم الأشياء
في الطبيعة والمجتمع ومعرفته بالإضافة إلى إرادة الإنسان اللامحدودة. المستقبل الذي
تشكل سابقا نتيجة نضوج العناصر الجديدة تبعا لطبيعة تطور المراحل التاريخية السابقة
قد شهد تحولات جذرية. فلم يعد المستقبل يوجد في الحاضر نتيجة الماضي، بل يتكون وتصاغ
عناصر جديدة في الحاضر وهذا هو صناعة المستقبل. فالمستقبل لم يعد أمرا - مفروضا أو
محتوما - فالإنسان كما يصنع الحاضر الذي يعيشه يمكن بل يجب أن يصنع المستقبل الذي يريد،
وبالتالي يمتلك القدرة على- تحرير المستقبل - من المحتوم والمقدر وما دام المستقبل ليس قدراً محتوماً فإنه لا يمكن أن يكون في
صورة واحدة محددة أمام كل مجتمع في لحظة معينة من تاريخه احتمالات متعددة للمستقبل
يتعين الكشف عنها ومحاولة رسم المعالم الأساسية
لكل منها والعمل على تجسيدها في إطار الواقع، وهذا الجهد الإنساني الفكري المعرفي
والعملي يتطلب - علما خاصا - به ويبنى هذا الافتراض على أن الإنسان قوة فاعلة في الزمان
والمكان فهو يصنع تاريخه ويحدد مستقبله، فالمستقبل
نتيجة ذلك ليس مجرد امتداد للحاضر يمكن التعرف عليه بأساليب الاسقاط بل هو حالة نوعية
مختلفة تتحقق بالتخطيط المسبق وإطلاق طاقات العقل والفكر والعلم في جميع ما هو قائم،
وتحديد التطورات والعلاقات الممكنة للوصول إلى المستقبل المنشود . وعلم المستقبل بهذا
المعنى ضرورة ملحة، ولا غنى عنه لكل المجتمعات، لأنه يضع أمامنا صور المستقبل المحتملة
والممكنة ، ويحدد مصادر القوة ومرتكزاتها ، ويبين كيفية تحقيقها ، ويوضح مظاهر الخطر
ومصادره المختلفة ، ويخاطب الإرادة الإنسانية ويستثيرها ويحفزها على الإبداع والإقدام
.كل هذه الأمور توضح لنا أهمية علم المستقبل
، وتضعنا أمام حقيقة هامة وهي أن المستقبل
لم يعد أمراً يمكن تركه للمجهول ولم يعد أمراً من أمور الغيب يجب عدم الخوض فيه، ولم
يعد أمراً نعرفه أو نتعرف عليه من خلال العرافين والمنجمين الذين يقرؤون الغيب بزعمهم
ويخوضون المجهول بالمجهول. إن علم المستقبل يهدف إلى جعل
المستقبل في عداد المباحث العلمية القابلة للتنسيق والتعليل والتحليل والتحديد، التي
تتصف بها سائر العلوم الأخرى. لا شك أن هناك عوامل عدة ساعدت على تحقيق هذه
النقلة الكيفية في مسيرة الدراسات المستقبلية أو ما يسمى علم المستقبل وهي: الرصيد
المعرفي الهائل الذي أصبح متوافرا لدى الباحثين المشتغلين بالدراسات المستقبلية كنتاج
طبيعي للثورة الكمية والكيفية التي حدثت في نطاق المعرفة العلمية في القرن العشرين
، فمن الزاوية الكمية المحضة يتبين لنا أن كم المعرفة البشرية يتضاعف في الوقت الراهن
خلال فترة تتراوح بين العام الواحد وهو ما كان يستغرق في الماضي مئات السنين تقريبا
ويتزايد هذا المعدل بصورة مستمرة .وقد انعكس في عدد المجلات العلمية الذي أخذ يتضاعف
بشكل متسارع كم انعكس في عدد العلماء الذين يبلغون اليوم أكثر من نصف مجموع العلماء
الذين عرفتهم البشرية منذ بداية تاريخها .وهناك عامل يتعلق بالمتغيرات الكيفية التي طرأت على أساليب معالجة المعلومات التي تتجسد
في التطور الهائل الذي تشهده صناعة أو تقانة المعلومات متمثلا في ذلك التلاقي بين ثورة الحاسبات وثورة الاتصالات وهو ما سهل عملية تخزين المعلومات واستعادتها في وقت قصير واستخلاص
النتائج العلمية لتفاعل العوامل والتغيرات المختلفة مما يفوق بكثير قدرة الإنسان على
أدائها وإنجازها الكفاءة والسرعة نفسها -علماً أن
- الآلات الصمّاءة تبرمجها العقول البشرية - وهناك أيضا العامل الذي يتعلق بالتطور
المستمر لمناهج العلوم المختلفة وطرق دراستها - علم تحليل النظم - ويبدأ هذا العلم
في - الرياضيات - ثم انتقل إلى العلوم الاجتماعية وساعد على تعميم ذلك الاستخدام الواسع
للحاسبات الالكترونية ، وقد أسهم هذا العلم في دفع الدراسات المستقبلية خطوات كبيرة
إلى الأمام خصوصا على المستوى النظري والمنهجي
، فحين اعتمد الباحثون في الماضي على نظريات كنظرية التطور والدورات التاريخية الكبرى
في معالجاتهم لقضايا المستقبل ، ممّا أدى إلى تعميمات فضفاضة يعوزها الرصد العلمي الدقيق
للجزئيات ، فإن هذا التطور النوعي الذي طرأ على البنيان النظري المنهجي للمعرفة العلمية
متمثلاً في علم تحليل النظم، أتاح للعلماء وللدارسين في مجال المستقبليات إمكانية الاستفادة
الكاملة مما ينتجه هذا العلم مع الاستعانة بأحدث أساليب التحليل الإحصائي للجزئيات
في إطار تكاملي مترابط وهكذا فالتفكير في المستقبل
أصبح سمة العصر ووسيلة وأداة لفهم الحقائق القائمة بتفاعلاتها ومؤثراتها الراهنة وامتداداتها
الماضية للانطلاق نحو المستقبل بآفاقه الرحبة واحتمالاته المفتوحة .فدراسة المستقبل
في إطار علم خاص ليست هروبا من مواجهة الواقع بل هي فهم عميق له، وتفاعل علمي منهجي
معه، وأصبح تحديد تصور عنه واضح المعالم والملامح
والعمل على صنعه من صميم المسائل التي تقرر في عصرنا اختيارات الحاضر ومسار المستقبل
. لقد تميزت نظرة الإنسان إلى المستقبل بحرص كبير على إدراج دراسة المستقبل في عداد
المباحث العلمية من خلال -علم المستقبل- القابلة للتنسيق والتعليل فبحكم نسبية الزمان،
يصبح مفهومَي التسارع والتباطؤ من أهم مقومات المستقبل البشري، وبالتالي فإن المهمة
الأساسية لعلم المستقبل هو الاستفادة القصوى من مسيرة الزمن وتأمين المتطلبات اللازمة للإنسان للتحكم بالامتداد الزمني للمستقبل
وهو أحد القوانين الأساسية لعلم المستقبل .من المؤكد إن علم المستقبل بذلك لا يقف عند
حد الاعتقاد بقدرة الانسان على التأثير في المستقبل واستطلاعه ، بل يتجاوز ذلك بقدرته
اللامحدودة على صنع المستقبل الذي يريد .إن هذا المفهوم الجديد لدراسة المستقبل وصياغته
وصنعه يرتكز على صياغة تفسيرات جديدة لوقائع وأحداث قديمة، وبذلك يبرز علم المستقبل على أنه ظاهرة متطورة في إطار استمرارية تطور الدراسات
المستقبلية وذلك من خلال العمل على تطبيق العلم وإنجازاته المختلفة لحل المشكلات الإنسانية
لأن علم المستقبل يقيس الحقيقة التاريخية والمعرفة العلمية ويضيف إليها القيم
الإنسانية من الوعي والإرادة لتشكل جميعها مرتكزات هذا العلم القادر على صنع المستقبل
أي بمعنى تحقيق أهداف الإنسان المستقبلية من خلال تحريره من وطأة المكان والزمان .وإن
الاتجاه لدراسة المستقبل من خلال علم خاص به يفسر وعي الباحثين الواضح لوجود مجموعة
من الظواهر النوعية الجديدة المؤثرة التي تستحق أن تكون موضوعا لدراسة خاصة . وهذه
العملية المنهجية والمعرفية أصبحت واحدة من العوامل والمرتكزات الضرورية لمجمل عملية
التطور الاجتماعي. فالدراسات المستقبلية هي ظاهرة اجتماعية ترتبط بدرجة التطور الاجتماعي
العام للمجتمع البشري وهي في الوقت نفسه تعبير علمي منهجي لإدراك طبيعة هذا الميل العام،
من خلال تطور طرائق المعرفة بهدف تحديد هذا النوع من الدراسات في مفهومها وخصائصها
ومادتها وقانونياتها العامة. وأمام كل ذلك هل يمكن للباحثين جميعا أن يطلقوا اسم -
علم المستقبل- على العلم الذي يهدف إلى إعادة تأليف الظواهر كافة وتفاعلها في الحياة
الاجتماعية في إطار مسيرة الزمن، وفهم هذا المسار وتحديده من الحاضر إلى المستقبل مرتكزا
على الماضي ومعطياته، وبما يشمل الأفراد والأفكار والعلوم والتقنيات والآداب والفنون
والمؤسسات وكل موجودات المجتمع وإنجازاته. ولكن ثمة تساؤلات لابد منها: هل يمكن أن
يؤلف علم المستقبل مجالا مستقلا قابلا لأن يتمتع بخصائص نوعية جديدة تميزه عن غيره
من العلوم الأخرى؟ وهل يمكن أن يجيب هذا النوع من العلم عن أسئلة جديدة مستمرة متجددة
ترتبط في النهاية بأهمية البعد التطوري للظواهر بل وتتحكم بمسارات تطورها؟ وإذا أصبح هذا العلم كعلم مستقل ضرورة ملحة لدراسة العديد من
الظواهر الجديدة فهل من الممكن تحديد مفهوم عام له وتحديد طرائقه المنهجية ومادته المعرفية
كغيره من العلوم الأخرى. وتتوضح لدى مطالعاتنا أن هناك اختلافات واسعة بين الباحثين
والمفكرين المختصين في مجال الدراسات المستقبلية وهذه الاختلافات تدور وتتبلور حول
قضيتين: ١- الاستمرار في دراسة الظواهر المستقبلية في إطار العلوم الاجتماعية: لقد
تباينت وجهات نظر الباحثين والعلماء حول تسمية الدراسات المستقبلية وحول مضمونها ومفهومها:
أهي علم أم فن أم فلسفة أم شيء يختلف عن أي من هذه الموضوعات؟ وإذا كان هدف هذا العلم
- علم المستقبل- هو بناء المستقبل فإننا نتساءل هل يستطيع آن يقوم بهذه المهمة العلمية
والعملية الصعبة والمعقدة في إطار التغييرات المتسارعة وغير المحسوبة التي يشهدها المجتمع
الدولي؟.
بعض الباحثين والعلماء والمفكرين ينطلقون
من عدم وجود ضرورة - لعلم المستقبل - كعلم
مستقل لأنه ما من أحد يستطيع صنع المستقبل
أو حتى التنبؤ الدقيق به لأن الناس يخطئون ويضعون بيانات ومعلومات خاطئة عن الماضي
وعن الحاضر وبالتالي كيف يمكن وضع معلومات دقيقة عن المستقبل ، وليس هذا فقط ، بل يرون
صعوبة كبيرة في عمليات التنبؤ بما سيحدث نظرا لوجود احتمالات كبيرة في خطأ تصورات الإنسان
حول المستقبل والصعوبة الأخرى تبرز في الإجابة على السؤال التالي: أي مستقبل سيصنعه
الانسان أو حتى يتنبأ به ؟ ويرون أن هذه العمليات إذا كانت ممكنة في الأحوال الطبيعية
كالتنبؤ بالكسوف والخسوف لسنوات طويلة وبالأحوال الجوية فإن التنبؤات بأحوال الحياة
الإنسانية بمظاهرها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية عرضة للخطأ، فكيف إذا كان المطلوب
هو - صنع المستقبل، - ذاته وليس التنبؤ به فقط. فالباحثون والعلماء لم يستطيعوا سبر
الأغوار البعيدة والمعقدة للمجتمع. لهذا كثيرا ما يقومون بتنبؤات يثبت خطؤها فيما بعد
، ويفشلون في تحقيق بعض المخططات والأهداف المحددة زمنياً باتجاه المستقبل، وبعض هؤلاء
يرون أنه من الممكن معرفة الماضي والحاضر ولا يمكن معرفة المستقبل وعدم وجود أي فائدة
من مجرد التفكير بالمستقبل ، ويستندون في رأيهم بأن معرفتنا بالعالم وبأنفسنا أيضا
تُستخلَص من- التجارب المعممة - أي من المفاهيم
والمعطيات التي تشكلت في الماضي، وبالتالي كيف سنعرف المستقبل قبل أن ندخله ونجعله ميداناً رحباً لتجاربنا وممارساتنا
وهذا قد يؤدي إلى أن نخطئ في تنبؤاتنا فالمستقبل
إذاً غامض . ومن ابرز المفكرين الذين رفضوا وجود علم المستقبل هو المفكر الفرنسي -
برتراند دو جوفنيل - بدليل أن هذا المصطلح
- علم المستقبل - هو تنبؤات غير علمية. وأكده
العالم الهولندي - فريد بولاك - مدعيا أن انسجام هذا المصطلح مع الواقع ليس كافيا ويؤكد
أن كل من هو واقعي يجب أن يعي أن المستقبل غير معروف ولذا يجب ترك مصطلح - علم المستقبل
- المفترض إلى قارئ الفنجان والمحدقين في الكرة البلورية. ويسرد في قوله أنه علم ادعائي
لا مبالٍ ومضلل وبلا أساس علمي بل يعرض نفسه لخطر التهويل من امكاناته والمبالغة فيها
وبنزعة مماثلة يؤكد الكاتب - روبرت جنك - أن علم المستقبل
هو مصطلح قريب من التنجيم والسحر. إن
ضرورة وجود علم المستقبل تنطلق من الفرضية: إن الزمن القادم محمول بالتغييرات التي
تأتي استمراراً لسيرورة مستمرة في عملية التغيير ،والتغييرات القادمة يجب أن تنتقل
إلى تحولات محددة ومرسومة لا عشوائية ويجب أن تصاغ وفق نموذج قابل للإدراك وقابل للتحقيق
في الواقع, وهذه الرؤية المستقبلية لها آثار كبيرة في تغيير المجتمع وتطوره وتطويره، فصورة المستقبل
تساعد على تحديد الاختيارات وتعددها وتنوعها وإدراك الأفراد والمؤسسات لدورهم ، أما
إذا كانت عملية التغيير غير واضحة فحتى لو تدفقت موجات التغيير المصدرة من الخارج أو
المفروضة فحينئذ تكون صورة الحاضر مشوشة ومشوهة
وصورة المستقبل سوف تمزق وسيعيش المجتمع حالة
خطيرة سمتها الاضطراب وعدم الاستقرار. إن العالَم الذي ينبثق من بين القيم القائمة
والتقنيات المستخدمة والعلاقات الجيوسياسية يطالب بأفكار جديدة ومعطيات ومنتجات جديدة
ومفاهيم جديدة من أجل أساليب الحياة نحن لا
نستطيع اقتحام عالم المستقبل الجنيني بمفاهيم الأمس التقليدية ومواقفه وأمزجته التي
تجاوزها الزمن . علم المستقبل يبرز ويظهر لنا الكوامن
الجديدة ويبرهن على أنه بمقدورنا أن نحدد دلائل جديدة للمستقبل إن إحدى الدلائل على
الاهتمام المتزايد بالدراسات المستقبلية هو ذلك التطور للمؤسسات والمنظمات المخصصة
لدراسة المستقبل وهذا التطور في حد ذاته هو استجابة توازنية في المجتمع لتسارع التغيير
إن كل مجتمع مواجه ليس فقط بمتوالية من المستقبليات المحتملة بل أيضا بتصنيفه من المستقبليات الممكنة والمفضلة وقيادة
التغيير هي الاجتهاد في تحويل الاحتمالات إلى ممكنات ثم إلى مفضلات ، وتوصيف الممكن
كفن مستقبلي الذي هو جزء من هذا العلم وتوضيح
المفضلات يحتاج إلى سياسة مستقبلية وهو أيضا جزء من هذا العلم أيضا .إن علم المستقبل
يفرض نفسه على حياة الأفراد والمجتمعات فمن المستحيل على أي فرد أن يمر عليه يوم دون
أن يفترض عدة افتراضات حول غده المنشود .وكذلك المجتمعات تهتم اهتماما واسعا بالمستقبل
وتضع وتصوغ العديد من الفرضيات حول المستقبل ، وصانعوا القرارات في كافة المجالات لا
يستطيعون أن يعملوا بدون علم المستقبل, ومتخذو
القرارات سوف يضعون المستقبل نصب أعينهم لأن المستقبل هو زمن تنفيذ القرارات وإن اضطراب
أي مجتمع وانفلات زمام الأمور فيه هو علامة دالة على عدم وضوح الرؤيا حول المستقبل
.والتكاثر المفاجئ للمنظمات المكرسة لدراسة المستقبل هو في حد ذاته استجابة توازنية
من المجتمعات لتسارع التغيير ففي خلال سنوات قليلة برزت مواقع متعددة للفكر المستقبلي
مثل - معهد المستقبل - وتكوين جماعات دراسة أكاديمية ، وبرنامج هارفارد للتقانة والمجتمع
، وظهور صحافة مستقبلية في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وأمريكا ، وانتشار البرامج
الجامعية عن التنبؤ والموضوعات المرتبطة به وتنظيم لقاءات دولية للمستقلين في أوسلوا وبرلين ، وكذلك لقاءات الأحزاب
المتعددة والمحافل الدولية وحراك فئات المستقلين والمجتمعات والمنظمات هي خطوات نحو تفهم هذا المصطلح
المستقبلي وفي إقليم كوردستان - الاستفتاء- كانت أهم خطوة نحو تفهم علم المستقبل
وكذلك المطالبة بوضع دستور يضمن لكافة الشرائح الاجتماعية حقوقهم المشروعة وإنهاء المشاكل العالقة ومنع حدوثها في الجيل القادم
هي خطوات نحو علم المستقبل، والدراسات المستقبلية سوف تتطور لتواكب التطورات
القائمة في المجتمعات وتطوير الواقع لصناعة المستقبل وتطوير الإنسان الذي هو حامل لعلم المستقبل وصانع للمستقبل المنشود
.*
وأخيرا لابد لنا أن نذكر تفهم المرأة وخطواتها
نحو تبني -علم المستقبل- فبعد انتهاء ألمانيا في الحرب العالمية الثانية حيث قتل من
الرجال والجنود الألمان أكثر من- 15- مليون واعتقال- 9 - مليون ما عدا المشوهين والمعتوهين
بحسب الإحصائيات - ورغم ذلك الدمار لم تفقد
النساء الأمل وذلك إيمانا منهن بخطوات -علم المستقبل- فبدأن بجمع الأنقاض وإعادة البناء
في غياب تام للحكومة فعادت ألمانيا من جديد وتصدرت الساحة الدولية بفضل نسائها ، وكذلك
اليابان التي ضُرِبَت بالقنبلة النووية من قبل أمريكا ولكن إيمانا منها بأهمية تبني
- علم المستقبل- بنت الإنسان بالعلم والمعرفة والأخلاق فأصبحت فيما بعد تتصدر المركز الأول في الإلكترونيات
، وكذلك ممارسة المرأة في معظم الدول دورها في المدارس والجامعات الحكومية والأهلية
والمشافي والمؤسسات والمبادرات التطوعية وحتى دورها في حمل السلاح بجانب الرجل هي بحد
ذاتها خطوات نحو تبني علم المستقبل الذي لبنته الأساسية هو الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة.
ليست هناك تعليقات: