القاصة شمس عنتر-قصة قصيرة-في انتظار الخبز- منشورة في مجلة Pênûsa Azad -Hejmar 18 - اتحاد كتاب كوردستان

728x90 AdSpace

شائع
الأحد، 28 يوليو 2024

القاصة شمس عنتر-قصة قصيرة-في انتظار الخبز- منشورة في مجلة Pênûsa Azad -Hejmar 18

القاصة شمس عنتر-قصة قصيرة-في انتظار الخبز

Pênûsa Azad -Hejmar 18









"إنَّ الإنسان الضعيف قد يصبح وحشاً مفترساً إذا أتيحت له الفرصة، و إذا كان يشعر بالحقد على الحياة و المجتمع"

أجاثا كريستي...

كان طابور النساء طويلاً ملتوياً يمتدّ حتّى خارج الباب الرّئيسي حيث طوله أكثر من عشرين متراً، ومثله طابور للرّجال.

وقفتْ رابعة في آخر طابور النساء وسرعان ما أصبحتْ في وسطه.

خرجتْ عربة الخبز إلى باحة الفرن وبدأ التوزيع.

رابعة كالظبية تحركتْ متراجعة لآخر الطابور وبقيةُ النساء تجاهدْنَ للتقدّم نحو أوله.

رأسها كرأس البوم تديره بكل اتّجاه، أصابعها تتحرّك بشكل مضطرب وكأنها تعزف البيانو، وعيناها كعيني عقاب تخترقان ملابس النساء.

فكها السفلي كهزازة صغيرها غير المرغوب به والذي تركته عند الجارة، السروال الرقيق الملتصق بجسمها تجعل العيون تبحلق مخترقة جسدها الممشوق، والشعر المُجعَّـد قد غطّى ظهرها وهو منفوش كصوف خروف مشاكس، كحلاء دعجاء وحمرتها دابغة ومشيتها متمايلة.

يا الله: تأخّر الوقت يجب أن أعود.

تباً لهؤلاء النسوة محَافظهنّ الضامرة لا تشي بالخير، لا بأس أعتقد أنني حصّلت ثمن الحليب والغداء ليومي هذا، لنرى ما ينتظرنا في الغد!.

في طريق العودة وهي تتمايل بغنج لمحتْ طفلاً مُمدَّداً أمام مُتسوِلة والتي قطعت أدعيتها عندما لمحت رابعة وأخفضت رأسها وهي تتمتم: (الله يجيرنا!)

العَبرة خنقت رابعة وكأنها تلقت ضربة عصا على أنفها الدقيق الذي أفرز سائلاً مخاطياً ليمتزج بالدموع السخية وكأنَّها قنديل البحر وقد تعرَّض لأشعة الشمس القوية فتبخَّـر.

رمتْ لها عدة أوراق نقدية وسوّت مشيتها ولملمت شعرها، ودخلت في متاهة الذكريات الموجعة.

تذكّرت حين أوقفتهم جماعة مسلحة وهم في طريقهم إلى الحسكة هاربين من ويلات الحرب، حيث تمّ فصل النساء عن الرجال لعدّة أيام ومن ثم أُطلِق سراحُهم.

بعد أربعة شهور من حملها في يوم تعيس انقلبت فيه سعادة منصور إلى مأساة، حين سمع أطراف حديث دار بين رابعة وأخته عن الحمل والاغتصاب، ووقتها فقط انتبه منصور لبروز بطن أخته العزباء والذي يضاهي حجم بطن زوجته، وجُنَّ جنونه فهجم على أخته وسحبها من شعرها وبدأ بركلها وضربها في كل مكان من جسدها الفتي.

لست المذنبة! لقد اغتصبونا جميعاً أنا وزوجتك وكلّ النساء الموقوفات طوال تلك الأيام إنهم من آكلي لحوم النساء. 

واخترق كلمة زوجتك كالسهم قلبه، فالجرح أصبح أعمق، وتعطّل العقل وخرج غول الحقد من أقبية نفسه المُعذَّبة ونمتْ له مخالب في ثوانٍ، صار ينطح رأسه بالحائط ثمَّ يعاود ركلهما معاً.

هربت رابعة إلى الشارع لتستنجد بالجيران، أمّا الأخت فقد تكوّرت على نفسها وصعد البخار من السائل الأحمر اللزج المتكتل الذي رسم خريطة مُشوَّه حولها، وصمتتْ إلى الأبد.

دخل الجيران ووصلت الشرطة لتبقي رابعة مع توحش الحياة وحيدة، وحيدة...

Pênûsa Azad hejmar 18


 


القاصة شمس عنتر-قصة قصيرة-في انتظار الخبز- منشورة في مجلة Pênûsa Azad -Hejmar 18 Reviewed by Yekîtiya Nivîskarên Kurdistana Sûriya on يوليو 28, 2024 Rating: 5 القاصة شمس عنتر-قصة قصيرة-في انتظار الخبز Pênûsa Azad -Hejmar 18 " إنَّ الإنسان الضعيف قد يصبح وحشاً مفترساً إذا أتيحت له الفرصة، و...

ليست هناك تعليقات: