بعد الهجرة التي قامت بها والدتي إلى الله
بعد الهجرة التي قامت بها والدتي إلى الله قلت في نفسي إن الأرض توقفت عن الدوران وإن الحياة تجمدت وأؤكد لكم بأنه عندما خرجت روح والدتي عن جسدها فهي هكذا مدت يدها الى روحي واخذتها معها وبقي هذا القلب المكلل بالجراحات في هذا الجسد النحيل الهزيل ولكن كنت اراجع نفسي واقول قدر الله وما شاء فعل وهي بالفعل اخذت روحي معها وذلك لسبب وجيه لن اقول مثل المراهقين أو الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي الحياة بدون ام كالقلب بدون دم أو ما شابه ولكن ساقول الحياة بدون ام ليست حياتا والحياة تصبح سوداء
وكان الجميع من حولي منهم ألاههل ومنهم الأقارب ومنهم ألاصدقاء ولكن كان الجو عندي ظلاما دامسا لعدم وجود والدتي فهي كانت بمثابة الحياة لدي لا ليست بمثابة بل إنها كانت الحياة كلها وحتى هذه اللحظة لم استوعب رحيلها عني.
لا أنكر أنني شاب مسلم ومثقف أيضا واعلم إن قضاء الله وقدره فوق كل شيء ولكن لا أستطيع بدونها فهي كانت مفتخرة بي دونا عن الكل .
في اليوم الأول من هجرة والدتي أغمي علي وفي الليلة الأولى من اليوم الأول نمت على قبرها باكيا فإلى هذه اللحظة أقول إن والدتي ما زالت عندي ولم ترحل يمكن أن تصفوني بالجنون أو بالاختلال العقلي أو أي شيء ولكن هذا هو الحب بأم عينه صفوني بما شئتم فأنا لم ولن اهتم بذلك فكل ما أريده أن تنعم والدتي بنعيم الجنة وأن تكون راضية عني لطالما كانت مفتخرة بدراستي وقبل أن تلفظي انفاسك الأخيرة من هذه الحياة القذرة قلتي للجميع أوصيكم بدراسة ولدي.
دائما أردد إن كل إنسان في هذه الحياة يعيش لسبب واحد وهذا السبب ألا وهو الحب .
كل مننا يفسر المقولة بطريقته الخاصة فالعاشق يفسرها مع حبيبته وعاشق الوطن يفسرها مع حب وطنه وكل مننا يفسرها بحسب نوع محبته أما عني فأنا افسرها مع والدتي ولا احد سواها. .
أصدقائي أهلي خلاني أقول لكم للمرة الألف ما اجمل الام فتخيلوا معي تدخل الى المنزل وتقول اين امي تمرض وتقول اخ يا امي عند الجوع امي عند العطش امي عند اي شيء امي بلا سبب وجيه وبلا تردد تقول أمي آه كم اشتقت الى كلمة امي كم اشتقت الى خبز امي كم اشتقت الى رائحة قهوتها كم اشتقت عندما انام الليل وتأتي لتتفقدني وتغطيني باللحاف كم اشتقت الى طعام امي كم اشتقت الى تقبيل يدي امي كم اشتقت الى ابتسامتها عندما تراني فرحا كم اشتقت الى الجنة تحت قدمي أمي كم اشتقت الى رائحة امي كم اشتقت الى عصبية امي كم اشتقت الى نصائح امي وكم اشتقت الى مساعدة امي في الأعمال وكم اشتقت الى حب وحنان امي وكم اشتقت الى امي عندما كانت توقظيني من النوم وكم اشتقت الى امي عندما كنت صغيرا وهي تحممني وكم اشتقت الى كلام امي عني وكم وكم وكم وكم ماذا اقول لكم عن الشوق لامي وماذا اسرد لكم عن الحياة مع امي فهي مطعم إن جعت ومستشفى إن مرضت وضوء إن عتمت وهي حنان إن بردت فهي كل شيء لذلك أوصانا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن الام قائلا امك ثم امك ثم امك ثم ابوك
لم تكوني يا والدتي تنتظرين منا أية مكافئة على تضحيتك لنا وجل ما كنتي تريدينه أن نكون بالف خير فعندما كنا نخرج من المنزل كنتي تراقبيننا حتى نختفي عن انظارك ولكن لم نكن نختفي عن قلبك رافعة بذلك يداك للسماء طالبة من الله أن يحمينا من كل شر لذلك أمرنا الله تعالى نحن الأبناء ببرها وجعل رضاها علينا من أهم اسباب دخول الجنة والنجاة من نار الجهنم والفوز بالحسنات والأجر العظيم لهذا من أراد أن ينال رضى الله تعالى فعليه أن يعلم تماما فضل أمه عليه وأن يبذل جهدا في نيل رضاها .سانصحكم هذه النصيحة اجعلوا من أمهاتكم أولوية لحياتكم فهي دفىء في الشتاء وغيمة لها في في الصيف وهي ورود وازهار الربيع وهي المطر التي ينهمر في الخريف .
لنتحدث قليلا عن فضل الام في القرآن الكريم أي ماذا يقول الله تعالى عن الام بذلك تبدأ برسولنا الكريم نبي الأمية عليه الصلاة والسلام فهو قال : الجنة تحت اقدام الامهات لاحظو معي هذه العبارة فما أجمل أن يكون لديك جنة في الدنيا ما عدا عن الاخرة أؤكد لك يا صديقي إن فزت بجنة الدنيا فستفوز حتما بجنة الآخرة.
وكرم الله تعالى الام حيث جعل لها أعلى المراتب وهي ايضا الإنسان الوحيد الذي قارن الله عز وجل رحمته بها
وجعل من طاعة الأم ورضاها عليك مفتاحا لدخول الجنة فما اجمل أن تحظى بمفتاح للجنة وذلك من خلال طاعة الأم ولكن انتبه فمعصيتها وعقها من كبائر الذنوب وسيودي بك الى الجهنم
ليست هناك تعليقات: