ديوان شعر دِفْءُ الهُيامِ للشاعر الكوردي مُحمَّد مُراد
الغَزَلُ أحدُ أغراضِ الشعرِ الوُجداني
الذي يَصدُر عنِ النَّفس الإنسانيَّة المُتأثرةِ بمَن تتغزَّلُ،
وهو غير قابل لِلتَّقييد بالقواعد والقَوانينِ؛ لأنَّ مصدرَه هوَ الشُّعورُ
الذي ينفُرُ منْ كُلِ قَيْد وضابط.
وبصَرْف النَّظَرِ عنْ أنواع الغَزَلِ في
الأدَبِ الكُردِي أو العَرَبيِ أو غيرِهِما، فإنَّه صدى لِنَفسِ الشَّاعر،
و ما يُكِنُّه منْ أحاسيسَ، تجعَلُ فِكْرَه ينقادُ وراءَها، لذا نرى
العاشِقَ في بعضِ حالاتِ الغَزَلِ العَفيف يَصِلُ إلى حَد الزُّهْد
والانصِراف عنْ مَتاع الدُّنيا مُكتَفيا بما ينهَلُه قلبُه منْ مشاعِرِ
الحُبِ، وعيناه منْ صُوَر و تخيُّلات للمَحبوبةِ، فيعيشُ حالة الانتِشاءِ،
وكذلك الانعِزالِ والانكِفاءِ على ذاتِه، ويكون وِصالُه مع المحبوبة فقط، و قد لا يكونُ
هذا الوِصالُ جسديَّا أو ماديَّا كاللِقاءِ بها في الواقع، بلْ
وِصالا روحيا وخياليا عبرَ مَنافذ التَّأمُّلِ
والأحلامِ.
ومهما اختلَفت حالاتُ الحُبِ وأشكالُه بين
مُحِب وآخرَ، فإنَّهُ يبقى منْ أجملِ مراحلِ الحياة التي يحياها
الإنسانُ، وتترُك آثارا خالدة في ذاتِهِ، ولا يختلِف اِثنانِ على
كَونِ مشاعرِ الحُبِ من ألذِ المشاعرِ التي تَعتري النَّفْسَ الإنسانيَّة،
وتدفعُ العاشقَ إلى
فِعلِ كُلِ ما ينبغي فِعلُه بُغية الظَّفَرِ
بلَذَّة اللِقاءِ بالمَحبوبةِ، وقد يَصِلُ الأمرُ بهِ إلى التَّضحيةِ بأغلى
ما يملِكُه في سبيلِ ذلكَ.
Bavê Lava
دِفْءُ الهُيامِ مُحمَّد مُراد
في دِيوانِه الشعري الأوَّلِ (دِفْءُ الهُيامِ)
يَعمَدُ الشَّاعرُ الكُردِي مُحمَّد مُراد Bavê Lava
إلى كَشْف تجلِياتِ نَفْسِهِ، منْ خلالِ أفكارِهِ
ومشاعرِهِ التي يترُك لها العِنانَ، لِتُعبرَ عمَّا يجولُ في أعماقِه،
بِلا رَقيب عليها.
الديوانُ من القَطْع الوَسَط، يتألَّف منْ مِئَة وعشرِ صفحات، ويضُمُّ بينَ دَفَّتَيْهِ اثنتَيْنِ وأربعينَ قصيدة، وهو حَصيلة الشَّاعرِلِسَنواتِ عديدة، مِمَّا ادَّخَرَه منْ زاد شِعْري، فأرجو أنْ يكونَ قد وُفقَ فيما قدَّمَه لِلقارئ الكريمِ، كما أرجو لهُ دوام التَّألُّقِ والإبدا عِ في مَسيرتِهِ الأدَبيَّةِ.
محمود بريمجة
ليست هناك تعليقات: