ما أصل الأسماء(سوريا)و(السريان)و(دمشق)و(حۆران) و(جۆلان)؟
مهدي كاكەيي
إسم (سوريا) متأتي من إسم إله أسلاف الكورد السوباريين (الخۆريين)، إله الشمس ("سُورْيا Sûrya" أو "آسۆرا Asora" أو "آهۆرا Ahora")، حيث كان الخۆريون يعبدون الشمس. لا تزال اللغة الكوردية تحتفظ بهذه الكلمة الخۆرية، (خۆر Xor) أو (هۆر Hor) وتعطي نفس المعنى، أنها تعني (الشمس). الهۆريون (الخۆريون) يُطلَق عليهم أيضاً إسم (السوباريين) الذي يعني بِلُغتهم (الشماليين) لأنّ مملكتهم في بداية نشأتها، كانت تقع شمال بلاد ميزۆپۆتاميا. من الجدير بالذكر أنّ الهۆريين (الخۆريين) هم من أسلاف الكورد الذين كان موطنهم كلاً من إقليم غرب كوردستان وسوريا الحالية ومناطق كركوك في إقليم جنوب كوردستان، بل امتد نفوذهم الى إسرائيل (فلسطين)، حيث أن آثارهم تنتشر بكثرة في هذه المناطق.
اسم (السريان) مأخوذ من اسم (سوريا) لأنهم عاشوا هناك وهذا يعني أن إسم (السريان) متأتي من إسم الإله الخۆري الكوردي بطريقة غير مباشرة.
الخۆريون (الهۆريون) بنوا مدينة (دمشق) وأصل إسم هذه المدينة هو (دومودزي Dumudzî) الذي كان إله المزروعات والمواشي عند الخۆريين.
من المرجح جداً أن أصل إسم (حۆران) هو (هۆریان Horyan) الذي هو إسم مركب، متكون من (هۆري) واللاحقة (ان) التي هي لاحقة الجمع في اللغة الكوردية وبذلك يعني الإسم (هۆریين). بعد إحتلال المنطقة من قِبل العرب، تمّ تحوير الإسم الى (حۆران)، وأن (الواو المضخم "ۆ o") غير موجود في اللغة العربية، بينما بالرغم من تعريب إسم (حۆران)، إلا أنه لحد الآن يتم لفظه بالواو المضخّم (حۆران Ẍoran) الذي يُشير الى كوردية الإسم.
كما أنه تمّ تعريب إسم هضبة (گۆلان Golan) الى هضبة (جۆلان). كلمة (گۆلان) هي كلمة كوردية متكونة من كلمة (گۆل Gol) التي تعني (بحيرة) أو (مستنقع)، و (ان an) التي هي لاحقة الجمع في اللغة الكوردية. وبذلك (گۆلان Golan) تعني (منطقة البحيرات والمستنقعات)، حيث أن هذه الهضبة إكتسبت هذا الإسم نتيجة وجود العديد من البحيرات والمستنقعات فيها. كما أنّ جميع الآغوات والملّاكين في جۆلان هم كورد. من الجدير بالذكر أنّه لا يزال أيضاً آغوات وملّاكون كورد يعيشون في مناطق حۆران وريف دمشق ومدينة دمشق نفسها والذين يعيشون في هذه المناطق منذ أزمنة قديمة. كما أنّه توجد منطقة في ريف دمشق إسمها (دوما) التي قامت ببنائها العشيرة الكوردية (دومان)، حيث أنّه لا يزال آغا كوردي يرأس هذه العشيرة والذي معروف من قِبل سكان المنطقة.
في الحقيقة أنّ سوريا بأكملها هي جزء من كوردستان، بإستثناء الصحراء السورية، حيث كانت سوريا بلاد الخۆريين والميتانيين والميديين والساسانيين والأيوبيين. لذلك رغم التعريب الذي حصل في سوريا منذ الاحتلال العربي – الإسلامي لها بإسم الدين، الا أنه لا يزال أكثر من نصف سكان سوريا هم من الكورد. على السياسيين الكورد تنظيم الشعب الكوردي في حزب سياسي واحد في سوريا وبذلك يستطيعون استلام الحُكم فيها، حيث أنّ الكورد يُشكلون الأكثرية السكانية في هذه البلاد وأن يؤسسوا فيها نظاماً سياسياً ديمقراطياً علمانياً يُحقق المساواة والعدالة الاجتماعية والرفاهية والسلم والأمان لِسكانها بِغض النظر عن القومية والعِرق والدين والمذهب.
ليست هناك تعليقات: