ضرورة تحالفٍ إسرائيلي - كوردستاني لِخلق شرق أوسطٍ جديد – د.مهدي كاكەیي - اتحاد كتاب كوردستان

728x90 AdSpace

شائع
الثلاثاء، 29 يوليو 2025

ضرورة تحالفٍ إسرائيلي - كوردستاني لِخلق شرق أوسطٍ جديد – د.مهدي كاكەیي

 

ضرورة تحالفٍ إسرائيلي - كوردستاني لِخلق
شرق أوسطٍ جديد – د.مهدي كاكەیي



 

تقوم هذه الدراسة بتحليل أوضاع منطقة الشرق الأوسط بموضوعية وطرح أفكارٍ واقعية وإظهار الإرتباط العضوي بين الشعب الإسرائيلي والشعب الكوردستاني ودور ظهور دولة كوردستان في منطقة الشرق الأوسط في صيانة الوجود الإسرائيلي كشعبٍ وكيانٍ سياسي في المنطقة وتبيان المصالح المشتركة بين الشعبَين وإلقاء الضوء على واقع الأمن الإسرائيلي وإعطاء صورة مستقبلية للشرق الأوسط التي يرسمها التحالف الكوردستاني – الإسرائيلي. من خلال هذه الدراسة، أود أيضاً إيصال أفكاري ومقترحاتي الى مركز القرار الإسرائيلي والكوردستاني والعاملين في المعاهد والمراكز الإستراتيجية الإسرائيلية والكوردستانية لتقييم هذه الأفكار والمقترحات وتطويرها وإغنائها خدمةً لمصالح الشعبَين بشكلٍ خاص ومصالح شعوب منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ عام.

مكامن ضُعف اسرائيل

في البداية، يتم إستعراض مواقع الضعف في الواقع الإسرائيلي. لو ندرس الواقع الإسرائيلي، سنكتشف أن هناك نقاط ضعف خطيرة في الأمن الوطني الإسرائيلي. قلة نفوس إسرائيل هي إحدى مفاصل الضعف التي تعاني منها إسرائيل في دفاعها عن وجودها وأمنها الوطني. حسب آخر الإحصاءات الرسمية لتعداد السكان في إسرائيل التي تمّ إجراؤها في سنة 2013، تبلغ نفوس إسرائيل حوالي تسعة ملايين نسمة (6 ملايين يهود و 3 ملايين عرب). بالإضافة الى الملايين الثلاثة من المواطنين الإسرائيليين العرب، تبلغ نفوس العرب في الأقطار التي يحكمها العرب أكثر من 200 مليون نسمة (أكثرية سكان هذه الدول مستعربون). هناك دراسات تُرجّح زيادة نفوس العرب الإسرائيليين الى عدد موازٍ لنفوس اليهود الإسرائيليين في المستقبل المنظور بسبب تفوق الإنجاب عند العرب الإسرائيليين وهذا تهديد آخر للأمن الوطني الإسرائيلي.

 

هكذا نرى أن إسرائيل في مواجهة مصيرية مع هذه النفوس الكبيرة من العرب الذين يجاورونها والمشحونين بأفكار عروبية معادية لليهود والذين يرفعون شعار إزالة إسرائيل. لا تنحصر معاداة إسرائيل على العرب لوحدهم، وإنما المسلمون الذين تبلغ نفوسهم أكثر من مليار نسمة، يتعاطفون مع العرب ويُعادون إسرائيل بسبب تربية المسلمين على كراهية اليهود وأصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى، ونتيجة تلقينهم معلومات مزوّرة وكاذبة عن العمق التأريخي السحيق للتواجد اليهودي في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وعلى أرض إسرائيل الحالية بشكل خاص.

التحدي الأمني الثاني الذي تعاني منه إسرائيل، هو صغرها، حيث تبلغ مساحتها عشرين ألف وسبعمائة وسبعون كيلومتر مربع، بينما يتمتع العرب بعمق جغرافي كبير جداً، حيث تبلغ مساحة الدول التي يحكمها العرب، ملايين الكيلومترات المربعة. مساحة إسرائيل الصغيرة تُشكّل ضعفاً إستراتيجياً خطيراً في الأمن الوطني الإسرائيلي، حيث في حالة نشوب حروب بين إسرائيل والدول المعادية لها أو في حالة تعرضها لصواريخ وأسلحة تقليدية وغير تقليدية، فأنها تُصاب بأضرار بشرية ومادية جسيمة رغم تفوقها العسكري و إمتلاكها للتقنيات العسكرية الحديثة لمنع وصول الصواريخ والطائرات المعادية.

مساحة إسرائيل الصغيرة تجعل كذلك المجال الجوي الإسرائيلي غير كافٍ للقيام بتدريب الطيارين الإسرائيليين على الطائرات المدنية والعسكرية، مما تجعل إسرائيل مضطرة لإستخدام أجواء دول أخرى صديقة للقيام بمناورات عسكرية جوية وتدريب الطيارين الإسرائيليين على الطيران.

هكذا فأنّ العدد السكاني المنخفض للإسرائيليين وصغر مساحة إسرائيل، يشكلان خطورة كبيرة على الأمن الوطني الإسرائيلي، حيث أنه في حالة إندلاع حرب بين العرب أو إيران من جهة وإسرائيل من جهة ثانية، سيتعرض الأمن الإسرائيلي الى خطر كبير، وخاصة في حالة إستعمال أعداء إسرائيل أسلحة الدمار الشامل من نووية وبايولوجية وكيميائية. قد تنجح إيران في أن تصبح دولة نووية وكذلك مصر وتركيا. السعودية قد تفلح في إقتناء أسلحة نووية من دولة مثل پاكستان أو عن طريق الإستفادة من الخبرة الپاكستانية. السعوديون مؤهلون للقيام بذلك نظراً للأموال الطائلة التي تأتيهم من واردات نفطهم.

عيش الفلسطينيين والإسرائيليين في منطقة واحدة ومتداخلة وقريبة مع بعضها، يُشكّل تهديداً آخراً للإسرائيليين، حيث أن الإسرائيليين سوف لا يستطيعون إستخدام أسلحة غير تقليدية ضد الفلسطينيين في حالة نشوب حرب شاملة مع العرب وإيران بشكل عام ومع الفلسطينيين بشكل خاص، عندما يصبح الوجود الإسرائيلي في خطر.

حزب الله في جنوب لبنان المدعوم من إيران وحركة حماس التي تحكم قُطّاع غزة المُتاخم لإسرائيل، يُشكّلان أيضاً خطراً على الأمن الوطني الإسرائيلي. نظراً لِتجاور قطاع غزة والجنوب اللبناني لإسرائيل، فأنّ إستعمال أسلحة غير تقليدية من قِبل إسرائيل في حالة الضرورة القصوى، سيكون مجازفة كبيرة نظراً لإحتمال تعرّض الإسرائيليين لآثار هذه الأسلحة التي تنتشر وتنتقل ضمن منطقة واسعة.
تفتقد إسرائيل الى الماء العذب وتعتمد في التزود بمصادر الطاقة على إستيرادها من الدول المنتجة لها. هذه مشكلة أمنية أخرى لإسرائيل. الإسرائيليون يفكرون بالحصول على الماء العذب من تركيا، الا أنها خطة غير مضمونة النتائج، وخاصة في حالة الأزمات والحروب وعدم التكهن بمستقبل العلاقات الإسرائيلية – التركية.

من التحديات الأخرى التي تعاني منها إسرائيل منذ تأسيسها لحد الآن وهي أنها في حالة حرب مع الدول الإقليمية المحكومة من قِبل العرب وخاضت إسرائيل ثلاث حروب كبيرة ضد هذه الدول في سنة 1948 و 1967 و 1973 على التوالي، بالإضافة الى حروبها مع الفلسطينيين وحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة وحربها الحالية مع إيران. هذه بالنسبة الى الحروب الخارجية، أما في الداخل الإسرائيلي، فأن إسرائيل تصرف مبالغ كبيرة أيضاً على الإجراءات الأمنية المتشددة التي تقوم بها لحماية مواطنيها والسواح الذين يزورون إسرائيل. هذه الحالة غير المستقرة إستنزفت وتستنزف الإقتصاد الإسرائيلي، حيث أنّ إسرائيل منذ تأسيسها، قد صرفت مبالغ ضخمة جداً على تمويل حروبها وعلى التسليح وحماية المدنيين وإستدعاء الإحتياط عند إندلاع الحروب وهذه الأموال الطائلة لو تمّ إستثمارها في مجالات الأبحاث العلمية والصناعة والتكنولوجيا والزراعة والصحة والخدمات وغيرها، لَكانت إسرائيل تتطور وتتقدم بشكلٍ أكبر بكثير مما عليها الآن. لا يُخفى بأن للحروب أيضاً آثار إجتماعية ونفسية وصحية وبيئية خطيرة، تمتد لأجيال عديدة بالإضافة الى المبالغ المالية الضخمة التي تحتاجها إسرائيل لمعالجة هذه الأضرار المتسببة من حالة الحرب التي تعايشها أو من أجل التقليل من هذه الآثار.

  بالإضافة الى العلاقات الإسرائيلية – العربية العدائية، فأنّ علاقات إسرائيل مع إيران سيئة جداً، حيث تحاول إيران خلق هلالِ شيعي يمتد من إيران، مارّاً بالعراق وسوريا ومنتهياً في لبنان وبذلك تصبح إيران جارة لإسرائيل! في محاولتها خلق هذا الهلال الشيعي رأينا تدخل إيران العسكري في سوريا ودفاع إيران المستميت عن النظام السوري وإشراك حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية في الحرب الأهلية السورية، دفاعاً عن النظام السوري والذي كان هدفه هو الإبقاء على السيطرة الإيرانية على سوريا وإنجاح إقامة الهلال الشيعي. لتحقيق نفس الهدف، نرى مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي العراقي في عمليات تحرير الموصل وسيطرتها على الحدود العراقية – السورية لإقامة منطقة ممتدة من إيران الى غرب كوردستان عبر جنوب كوردستان، حيث أنّ هذه الميليشيات وصلت الى مدينة سنجار ولها تواجد كبير مع مستشارين إيرانيين وميليشيات الحرس الثوري الإيراني في كركوك وخورماتو والمناطق الكوردستانية في محافظة ديالى.

كما أن إيران تعمل حثيثاً على أن تصبح دولة نووية وتقوم بتطوير صواريخها وقوتها العسكرية. إيران بلد شاسع، تبلغ مساحتها 1648195 كيلومتر مربع ونفوسها تتجاوز 85 مليون نسمة (الفُرس = 45%، الكورد = 20%، الآذريون = 18%، الجيلاك = 6%، المازندرانيون = 4%، العرب = 2.4%، البلوش = 2%، التركمان = 1.6، الأرمن = 0.7). كما أن إيران لها موقع إستراتيجي على الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر قزوين وأنها بلد زراعي وغني بثرواتها الطبيعية، حيث أنها تملك ثاني أكبر إحتياطي من الغاز الطبيعي ورابع أكبر إحتياطي من النفط في العالم، بالإضافة الى إمتلاكها للمعادن والصناعات المختلفة. لا شك أن إيران، بمساحتها الشاسعة ونفوسها الكبيرة وثرواتها الطبيعية الهائلة وموقعها الإستراتيجي المهم وحكومتها الطائفية المتشددة، تُشكّل تهديداً خطيراً للأمن الوطني الإسرائيلي والذي يتطلب من إسرائيل إزالة هذا التهديد من خلال إسقاط نظام الملالي في طهران.

بالنسبة الى العلاقات الإسرائيلية – التركية، فأنّ إستلام حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحُكم في تركيا عن طريق صناديق الإقتراع والشعبية التي يتمتع بها هذا الحُكم في المجتمع التركي، يُشير الى أن معظم الأتراك المسلمين في تركيا لا يزال الدين الإسلامي يلعب دوراً كبيراً في حياتهم بالرغم من تمتع تركيا بالنظام العلماني الذي قام أتاتورك بتأسيسه بعد الحرب العالمية الأولى ومحاولته نشر القيم والعادات والتقاليد الغربية في تركيا وبالرغم من عضوية تركيا في الحلف الأطلسي. عليه فأنّ الشعب التركي بشكلٍ عام يناهض إسرائيل ويتضامن مع الفلسطينيين والعرب. كما أن حزب العدالة والتنمية كحزب ينتمي الى الإخوان المسلمين، فأنه يعمل على أسلمة النظام السياسي في تركيا ويعيش في وهم إستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية المفقودة. لإحياء الامبراطورية العثمانية، تدعم تركيا المنظمات الإرهابية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وقامت بإحتلال شمال قبرص وأجزاء من إقليم جنوب وغرب كوردستان ولها قوات عسكرية في كلّ من قطر وليبيا وأذربيجان والصومال وتحاول جعل سوريا محمية تركية بعد إستلام الإرهابيين الإسلاميين الحُكم هناك. يستنتج المرء مما تقدم بأنّ خطورة تركيا على الوجود الإسرائيلي لا تقل عن خطورة إيران.

من الجدير بالذكر أن لتركيا موقع إستراتيجي مهم يربط قارة آسيا بِقارة أوروپا وتطلّ على كلٍ من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. تبلغ مساحة تركيا783562  كيلومتر مربع وتبلغ نفوسها أكثر من 85 مليون نسمة. (من ضمنها سكان إقليم شمال كوردستان الذين تبلغ نفوسهم حوالي 35 مليون نسمة أي بنسبة حوالي 41% من المجموع الكلي للسكان)، بينما تبلغ نفوس الآرَويين (العلويين) في تركيا حوالي 25.5 مليون نسمة أي أن نسبتهم هي حوالي 31% من المجموع الكلي لسكان تركيا. لو نقوم بتحديد نفوس الآرَويين الأتراك لوحدهم في تركيا، فأن نفوسهم تبلغ حوالي 10.1 مليون نسمة، حيث أن ثُلث الآرَويين هم أتراك. أعداد الشيعة في تركيا تصل الى حوالي 3.5 مليون نسمة. إستناداً الى هذه الأرقام ومع أخذ نفوس القوميات الأخرى غير المذكورة هنا بنظر الإعتبار المقدرة بحوالي 3.5 مليون نسمة، يتبين أن نفوس الأتراك السُنّة الذين يحكمون تركيا تبلغ حوالي 33 مليون نسمة أي حوالي 38% من المجموع الكلي لسكان "تركيا" وبذلك فأن نفوس الأتراك السُنة هي أقل من نفوس الكورد والآرَويين معاً الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 45 مليون نسمة أي حوالي 53% من المجموع الكلي للسكان. كما أنّ هناك دراسات تشير الى أن نفوس الكورد في إقليم شمال كوردستان وتركيا ستصبح أكثر من نفوس الأتراك بحلول في المستقبل المنظور.

دعائم قوة إسرائيل

1. الموقع الإستراتيجي لإسرائيل: تتمتع إسرائيل بموقع إستراتيجي مهم، حيث تطل على البحر الأبيض المتوسط الذي عن طريقه تتواصل مع العالم الخارجي وتتصل به وتنفتح عليه، وتؤّمن طرق تجارتها وتمنحها موقعاً دفاعياً ممتازاً.

2. العقيدة اليهودية: كما أن العقيدة اليهودية للإسرائيليين، تُمثّل مصدر قوة وإلهام للدفاع عن أرضهم التأريخية، التي تتحدث عنها التوراة، والذود عنها والمحافظة عليها. كون إسرائيل مهداً لليهودية والمسيحية، تعطيها بُعداً آخراً لدفاع الإسرائيليين عن وطنهم للإحتفاظ بمقدساتهم. إن وجود مقدسات الديانات السماوية الثلاث على أرض إسرائيل، يجعلها قبلة للمصطافين وبالتالي تؤدي الى إنعاش الإقتصاد الإسرائيلي.

3. النظام السياسي الديمقراطي: إسرائيل دولة ديمقراطية متقدمة بالرغم من الظروف العصيبة التي عاشتها و لا تزال تعيشها، حيث قامت إسرائيل بتأسيس نظام سياسي ديمقراطي على غرار الأنظمة الديمقراطية في الغرب، لتأمين أمنها القومي وتوفير الرفاهية لشعبها ولخلق مجتمع حر، تتوفر فيه المؤهلات المطلوبة للقيام بالإبتكار والإبداع والدفاع عن الوطن الذي هو دفاع عن مصالح مواطنيه. بينما إختار العرب أنظمة دكتاتورية تسحق الشعوب العربية وتضطهدها وتستعبدها وتستحوذ على ثروات بلدانها، فتصيب الكفاءة وروح الإبداع عند الإنسان العربي بالشلل وتدفعه الى الشعور بالغربة وهو في بلده وتقتل فيه روح الإنتماء الى الوطن والرغبة في الدفاع عن هذا الوطن.

 

4. بناء دولة متقدمة: كما أن الإسرائيليين، رغم الحروب المستمرة مع العرب، إستطاعوا بناء دولة صناعية متطورة تضاهي التطور الصناعي والعلمي والتكنولوجي الحاصل في الدول الغربية المتقدمة. لو نتابع البحوث العلمية المنشورة في المجلات العالمية، نكتشف بأن إسرائيل تقف في قمة الدول التي تقوم بالأبحاث العلمية في مختلف المجالات. على سبيل المثال وليس الحصر، العلماء الإسرائيليون ينشرون أعلى نسبة من البحوث العلمية في العالَم، في مجال تطوير أشجار النخيل والجِمال، رغم أن العرب يملكون أعلى نسبة من هاتين الثروتين في العالَم كما أن نفوس إسرائيل يبلغ حوالي 3% من نفوس العرب.

5. بناء قوة ردع عسكرية: الإسرائيليون نجحوا أيضاً في بناء صناعة عسكرية متقدمة جداً، بحيث أصبحوا أقوى قوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه، تُصدّر إسرائيل منتجاتها العسكرية الى العديد من دول العالم، من ضمنها الدول الغربية. كما أن إسرائيل بدأت تفكر بتأمين أمنها القومي، مباشرة بعد تأسيسها، حيث كانت محاطة ولا تزال محاطة بِدول معادية، تريد إزالتها من الوجود وإلقاء شعبها في البحر وكان العالَم حينذاك منقسماً الى معسكرَين متخاصمَين، المعسكر الغربي والشرقي، ويواجه حرباً باردة بين هذين الحلفَين. في سنة 1959، أي بعد ولادة دولة إسرائيل بأحد عشر عاماً، قام الإسرائيليون بشراء عشرة أطنان من مادة اليورانيوم من النرويج لإستخدامه في الردع النووي والذي يؤهل إسرائيل لتكون الدولة المهيمنة في منطقة الشرق الأوسط ولتكون أيضاً إحدى الدول القوية عسكرياً في العالَم.

لو يطّلع المرء على تأريخ حياة القادة الإسرائيليين، من أمثال (داڤيد بن گوريون) و(مناحيم بيگن) و(گولدا مائير) و(إسحاق شامير) و(اسحاق رابين) و(شمعون پيريز) و(آرئيل شارون) وغيرهم، سيتعرف على النضال والكفاح المريرَين اللذين قام بهما هؤلاء القادة بكل تفانٍ وإخلاص ونكران ذات وعمل جبار بلا كلل، من أجل تأسيس دولة إسرائيل والدفاع عنها وتقدمها وتطورها. إذن إسرائيل القوية المتحضرة التي نراها اليوم، لم تظهر بالصدفة، وإنما هي ثمرة جهود جبارة للشعب الإسرائيلي وقادته.
6. اللوبي اليهودي العالمي: لم يكتفِ اليهود بترتيب البيت الإسرائيلي وتحصينه ضد الأعداء والعمل على بنائه وتطويره وتوفير الرفاهية لأنفسهم، وإنما وضعوا إستراتيجية عالمية ذكية جداً للتحكّم بمراكز القوة والقرار في العالَم. أصبحت الجاليات اليهودية في العالَم، وخاصة في الدول الغربية، تسيطر على مفاصل الإقتصاد والإعلام في العالَم، بالإضافة الى المراكز والمعاهد الثقافية والعلمية والإجتماعية. هذه الإستراتيجية العالمية الفريدة، منحت إسرائيل، بشكل مباشر أو غير مباشر، نفوذاً في العالَم لا مثيل له، على السياسة العالمية وتحديد مسار هذه السياسة الى حد كبير. بهذا العمل الجبار، نجحت إسرائيل في تأمين أمنها القومي والحصول على دعم مالي وسياسي ومعنوي سخي من الحكومات الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الجاليات اليهودية في العالَم.

مما تقدم نرى أن مقومات القوة الاسرائيلية تكمن في أنّ شعب إسرائيل متصالح مع نفسه وتم توفير الإمكانيات المادية والمعنوية والسياسية وأسس نظم وإدارة المجتمع لشعب إسرائيل، من حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات العامة والعدالة الاجتماعية والضمان الصحي والتعليم والبحث العلمي والإبداع والاختراعات لخدمة الانسانية والعالَم، حيث أنّ أكثر علماء العالَم الذين يحصلون على جائزة نوبل هم من اليهود، فإسرائيل متفوقة على شعوب المنطقة ومن حولها.

من جهة أخرى نرى مقومات قوة إضافية لإسرائيل وتتمثل في أنّ الشعوب الاسلامية المحيطة بإسرائيل هي شعوب متخلفة وعقيمة التفكير ولها موروث اجتماعي، يُهيمن عليه الغزو والإرهاب والعنف والحقد والكراهية والحسد، تحكمها مجموعات بائسة مفلسة لا تعرف غير لغة السرقة والنهب ولغة ارهاب الآخر وثقافة القتل وتصفية الآخر جسدياً والصراعات على السلطة والجاه المتوارث من الأجداد، ومظاهر الظلم والاستبداد والاستغلال والفساد المتفشية في مجتمعاتها، إنها دول تستهلك وتستنزف نفسها بنفسها، وفي أول فرصة لهامش الحرية والاستقلال سرعان ما تتفكك هذه الدول، لأنها رهنت شعوبها بعقود الإستنزاف وباعت مستقبل أجيالها، وأنّ مصيرها مجهول. قَدَر دول منطقة الشرق الأوسط الكبير، هو أن تتصالح مع شعوبها وتعلن حالة السلم المجتمعي والسلام الدائم في المنطقة.

حقائق الواقع الإسرائيلي 

لابد لضمان حماية الأمن القومي على المدى البعيد أن تستند الإستراتيجية الإسرائيلية على الظروف الذاتية والموضوعية الإسرائيلية. من الحقائق التي يجب أن تؤخذ بنظر الإعتبار لإيجاد وسائل ناجحة لصيانة الوجود الإسرائيلي كشعبٍ وكيانٍ سياسي هي ما يلي:

1. منذ تأسيس دولة إسرائيل الى الآن، فأن إسرائيل لم تنجح بشكلٍ جيد في خلق مجتمعٍ متجانس مؤلف من اليهود والعرب وخلق هوية وطنية وثقافة ومصالح مشتركة لمكونات الشعب الإسرائيلي، تضمن السلم والأمن الداخلي وتُرسّخ الجبهة الداخلية. يحتاج الإسرائيليون للقيام بمزيد من العمل لتحقيق هذا الهدف، حيث أن الداخل الإسرائيلي يتعرض لعمليات الإرهاب والعنف بإستمرار.

2. منذ تأسيس دولة إسرائيل في سنة 1948، لم تنجح إسرائيل في تحقيق الصلح والسلام مع جيرانها العرب من خلال القوة العسكرية. صحيح أنّ إسرائيل إنتصرت في حروبها مع العرب وإستطاعت إقامة علاقات دبلوماسية مع كلّ من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرَين والمغرب والسودان وعلاقات سرّية مع حكومات عربية أخرى، إلا أن هذه العلاقات هي علاقات هشة، مفروضة على هذه الحكومات بسبب التفوق العسكري الإسرائيلي وبسبب الظروف الدولية الداعمة لإسرائيل، إلا أن أي إختلال في موازين القوى بين الإسرائيليين والعرب لصالح العرب أو تغيير دولي لِغير صالح إسرائيل في المستقبل، سيُنهي العلاقات الإسرائيلية مع هذه الدول ويعود قرع طبول الحرب من جديد، كما حصل بين إيران والعراق، حيث عندما كانت الحكومة العراقية ضعيفة وتواجه خطر الثورة الكوردستانية، إضطرت أن تعقد إتفاقية الجزائر مع حكومة الشاه في سنة 1975، حيث أن العراق بموجب هذه الإتفاقية تنازل عن نصف شط العرب لإيران بالإضافة الى أراضي عراقية، إلا أن الحكومة العراقية ألغت هذه الإتفاقية من جانب واحد بعد إنهيار الثورة الكوردستانية وتخلصها منها وهذا الإلغاء تسبب في إندلاع حرب مدمرة بين البلدَين دامت لمدة ثماني سنوات والتي أصبح الملايين من الإيرانيين والعراقيين ضحايا لهذه الحرب وتسببت في تدمير البلدَين وإنهيار إقتصادهما. هكذا فأن العلاقات الإسرائيلية – العربية فرضتها الظروف، كما أن هذه العلاقات قائمة بين الحكومات وليست بين الشعب الإسرائيلي من جهة والشعوب العربية من جهة أخرى لتكون مبنية على أسس متينة قابلة للإستمرار على المدى البعيد.

تعداد نفوس العرب الكبيرة و مساحة بلدانهم الشاسعة، قياساً بعدد نفوس الإسرائيليين ومساحة إسرائيل و كذلك البترول المتوفر لدى العرب كمصدر للطاقة و الأموال الهائلة التي تحصل عليها الأنظمة العربية النفطية من واردات البترول و إمتلاك العرب للمياه العذبة في دول مثل مصر و السودان و سوريا و العراق، و الفكر العروبي العنصري للعرب و معاداته لليهود كما أن الفكر الإسلامي المبني على العنف و الكراهية، كلها عوامل تُضعِف مناعة الأمن الإسرائيلي و تفرض على القادة الإسرائيليين العمل و التخطيط لإيجاد و إبتكار وسائل لمجابهة التفوق العربي في هذه المجالات و التقليل من آثاره السلبية وذلك بِوضع إستراتيجيات تُنهي هذه التهديدات.

العرب ضعفاء في الوقت الحاضر ولا يُشكلون تهديداً كبيراً لإسرائيل، إلا أنه يجب التفكير بالأمن الإسرائيلي في المدى البعيد والذي حينذاك قد تتغير موازين القوى العالمية والإقليمية في المستقبل البعيد لغير صالح إسرائيل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يجب عدم أخذ العرب لوحدهم كطرف في النزاع العربي – الإسرائيلي، بل أيضاً نأخذ في الإعتبار دولاً إسلامية مثل إيران التي تسعى حثيثاً لإمتلاك أسلحة نووية وأسلحة غير تقليدية أخرى وتركيا التي يُخيّم عليها التشدد الإسلامي، وكما أنّ پاكستان دولة إسلامية نووية أيضاً. نظراً لصغر مساحة إسرائيل، فأن تعرضها لأسلحة غير تقليدية أو أسلحة تقليدية بكثافة ستُسبب دماراً شاملاً لها.

3. لا تنجح إسرائيل في أن تكون "شُرطية" منطقة الشرق الأوسط الى الأبد وتُعوّل على القوة العسكرية لمنع الدول المعادية لها من إمتلاك أسلحة غير تقليدية أو محاولة هذه الدول من تغيير التوازنات الإقليمية لصالحها، على سبيل المثال ضرب المفاعل النووي العراقي من قِبل إسرائيل أو محاولة ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، لأن مفعول الردع العسكري مشابه لمفعول الحبوب المُسكّنة للآلام التي تستمر لفترة محددة وثمّ تعود الآلام من جديد. لذلك فأنّ إزالة هذه التهديدات تحتاج الى حلول جذرية.

4. حالة الحرب القائمة بين إسرائيل والعرب منذ تأسيس دولة إسرائيل، تستنزف الطاقات البشرية والمادية الإسرائيلية، بالإضافة الى آثارها النفسية والصحية والإجتماعية والبيئية الخطيرة على الشعب الإسرائيلي. كما أنّ الظروف غير المستقرة في إسرائيل تُقلل من هجرة اليهود من الدول الأخرى الى إسرائيل وقد تؤدي الى هجرة مُعاكسة لليهود من إسرائيل الى الدول التي هاجر اليهود منها وبذلك قد تقود الى إختلال التفوّق السُكّاني لليهود في إسرائيل بمرور الوقت. كما أنّ الظروف غير المستقرة في إسرائيل تنعكس سلباً على السياحة في إسرائيل التي هي مصدر مهم للاقتصاد الإسرائيلي.

5. لإسرائيل علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية التي هي القوة الأكثر هيمنة في العالم في الوقت الحاضر. من البديهي أن عهد "الإمبراطورية" الأمريكية سيختفي، كما إختفت عهود الإمبراطوريات العظيمة السابقة عبر التأريخ، وهذا هو قانون الحياة والطبيعة. عليه فأن إعتماد إسرائيل على المساعدات الأمريكية المعنوية والمادية والعسكرية، تخلق مشكلة أمنية للإسرائيليين على المدى البعيد. ينبغي أن يعطي المعنيون بموضوع الأمن القومي الإسرائيلي إهتماماً خاصاً لهذه الحلقة الضعيفة في العلاقة بينهم وبين الأمريكيين ويفكّرون بالوضع الذي يكون فيه الأمن القومي الإسرائيلي عندما تحل دولة عملاقة مثل الصين على سبيل المثال، محل أمريكا في التحكّم بالعالَم بعد عقود من الزمن. هذا لا يعني إنهاء العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية، بل يعني العمل على ضمان إستقلالية إسرائيل إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً على المدى الطويل من خلال الحصانة الذاتية وتغيير الظروف الداخلية الإسرائيلية والظروف الإقليمية، لتصبح إسرائيل بإتحادها مع دول منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، دولة عظمى. يجب على الإسرائيليين أن يحاولوا الإعتماد على أنفسهم والإستعداد لتوفير شروط البقاء والإستمرار حتى بعد أفول النجم الأمريكي. نفس الشيء بالنسبة الى الهيمنة اليهودية على مفاصل الإقتصاد العالمي، ينبغي توفير مرتكزات ومستلزمات الأمن القومي الإسرائيلي داخلياً وإقليمياً لتتكامل مع المرتكزات الدولية لتصبح راسخة، من أجل ضمان أمنٍ إسرائيلي دائم في حالة إختلال هذه الهيمنة وزوالها.

الخلفية الدينية للعلاقات الكوردية - الإسرائيلية

 

هناك جذور دينية تربط الشعبَين الكوردي والإسرائيلي وتعزز العلاقات بين الشعبَين وتدفعهما لِبناء تحالف إستراتيجي بينهما. 

قسم كبير من الكتاب المقدس اليهودي، التوراة يدوّن تأريخ أسلاف الكورد الميديين، بما فيه إسقاط الميديين للإمبراطورية الآشورية وتخليص اليهود من السبي والأسر الآشوري. تقول النبوءات في إرمياء: (وعندما يحين الوقت لتحقيق وعد الله لتدمير بابل، سيطلق الله ضعيفاً من المناطق الواقعة إلى الشمال من بابل) .هذه النبوءة تقول بأن الشعب الكوردي الضعيف حالياً سوف يُسقِط مملكة بابل. كما أن النبي أشعياء يدعو الميديين الى تحطيم مملكة بابل في سفره 13: 17-18 قائلاً: (هانذا أهيّجُ عليهم الماديين فتُحطم القسي الفتيان، ولا يرحمون ثمرة البطن ولا تشفق عيونهم على الأولاد). كما نقرأ في سفر إرميا 49: 34 كلمة الرب التي صارت إلى إرميا النبي على عيلام قائلاً: (وأجلبُ على عيلامَ أربع رياح من أربعة أطراف، وأذريهم لكلِ هذه الرياح ولا تكون أمة إلا ويأتي إليها منفيو عيلام وأرسل وراءهم السيف حتى أفنيهم). يجلب النبي إرميا في هذه الآية (أربع رياح) الى كوردستان وهي (تركيا وإيران والعراق وسوريا) التي تغتصب كوردستان وتمنع شعب كوردستان من تحرير وطنه وتأسيس دولة له، إلا أن النبي إرميا سيقضي على مغتصبي كوردستان أي أن اليهود سيدعمون الكورد في مواجهة مغتصبي كوردستان. كما أن التوراة تذكر بأن الأمة الكوردية المغلوبة على أمرها في الوقت الحاضر ستلعب دوراً محورياً في تغيير المنطقة.

تذكر التوراة أيضاً بأن نهرَي ايوفرات وحداقل (الفرات ودجلة) هما نهران يجريان في الجنة وهذا يعني بأن نهرَي دجلة والفرات اللذين ينبعان من كوردستان، هما نهران مقدّسان. 

توجد في كوردستان مزارات أنبياء اليهود. من الأماكن الأثرية اليهودية الهامة في كوردستان هي مراقد بعض أنبياء اليهود الذين تذكر التوراة أسماءهم، مثل النبي (ناحوم) في مدينة (القوش) والنبي يونان (يونس) في مدينة نينوى القديمة والنبي (دانيال) في مدينة كركوك وتوجد في كوردستان معابد يهودية عديدة. كما يوجد في مدينة آمێدي ضريح (داود بن يوسف بن أفرام) المتوفي في سنة 1620 والذي يُدعى (إبن حران) وترقد الى جانبه زوجته (الست نجاد) وهما من أولياء اليهود، حيث يحج اليهود الى ضريحهما.

كانت في إقليم جنوب كوردستان الحالي مُرشدة دينية يهودية إسمها (أَسْنات) إبنة الحاخام (صموئيل) المولودة في سنة 1590 ميلادية والتي عاشت في كوردستان الى سنة 1670 ميلادية. تزوجت (أَسْنات) من الحاخام (يعقوب مزراحي) الذي كان مديراً لمدرسة دينية يهودية في آمێدي (العمادية) وكان أيضاً أستاذاً في هذه المدرسة. كانت (أَسْنات) لها إطلاع واسع في تفسير التوراة والتلمود. بعد وفاة زوجها، أصبحت مديرة المدرسة الدينية في آمێدي. ضريحها وضريح زوجها يرقدان في مدينة آمێدي، وهما مقدّسان عند اليهود وأنهما مزاران هامّان لهم.



يلعب الدين دوراً محورياً في حياة اليهود ولذلك ما جاء في التوراة والتلمود عن الميديين ومساعدة أسلاف الكورد الميديين لليهود في محنتهم، سواء بإستضافتهم في كوردستان أو إعادتهم الى وطنهم إسرائيل من قِبل الميديين وتنبؤات أنبيائهم وأوامرهم لليهود، تضع واجباً دينياً على عاتق اليهود بمساعدة الشعب الكوردي والتحالف معه لتحقيق أهداف الشعبَين.

العلاقات التأريخية بين الشعبَين الكوردي والإسرائيلي
كانت سياسة الإمبراطورية الآشورية تجاه الأشخاص الذين يتمّ أسرهم من قِبلها، هي تشتيتهم في مناطق نائية معزولة. عندما قامت الإمبراطورية الآشورية بِتحطيم مملكة يهوذا، قامت بِسبي السكان اليهود الى المناطق الجبلية في كوردستان. أخضع الملِك الآشوري شلمنصر الثالث (859 – 824 قبل الميلاد) الآراميين والفينيقيين وإسرائيل لحُكمه.  في حملةٍ عسكرية ثانية، قام بها الملك الآشوري (تجلات بلاشر الثالث) (746 – 727 قبل الميلاد) على مملكة إسرائيل، إستولى على كافة الأراضي الإسرائيلية بإستثناء (السامرة) وقام بِضم هذه الأراضي الى الإمبراطورية الآشورية ونقل سكانها اليهود الى المناطق الجبلية النائية في كوردستان وأحلّ محلهم سكّاناً من أقاليم آشورية أخرى. كما أنّ الملك الآشوري (شلمنصر الخامس) (727 – 722 قبل الميلاد) قام بِحملة عسكرية على مملكة إسرائيل وحاصر (السامرة). بعد وفاة الملك (شلمنصر الخامس)، أجلى قائد الجيش الآشوري حوالي 27290 يهودياً من إسرائيل وتم ترحيلهم الى المناطق الجبلية في كوردستان. قام الملِك سنحاريب (705 – 681 قبل الميلاد) أيضاً بِحملةٍ عسكرية على مملكة يهوذا وقام بِترحيل 200 ألف يهودي من سُكّان هذه المدينة الى كوردستان.

في التوراة في سفر الملوك الثاني 17:1، يتم ذكر سبي اليهود من قِبل ملوك آشور ونفيهم إلى ميديا، مملكة أسلاف الكورد الميديين. يُظهر هذا السفر مدى التعايش الديني والإجتماعي بين الميديين الكورد والاسرائيليين اليهود.

تتحدث التوراة أيضاً عن ملِكة اليهود (أستير) التي حكمت أجزاء واسعة من ميديا التي هي كوردستان الحالية. رفعت هذه الملِكة مجد اليهود ولذلك خلدوها في فصل كامل أدرجوه ضمن أسفار التوراة، وأصبحت هذه الملكة من الوحي.
تقول التوراة في سفر الملوك الثاني 6:17 ما يلي (في السنة التاسعة لِهوشع أخذ ملك آشور السامرة، وسبى إسرائيل إلى آشور وأسكنهم في حلح وخابور نهر جوزان وفي مدن مادي). أهمية هذا النص التوراتي تكمن في تحديده لِحدود نواة دولة كوردستان.

بعد إستقرار اليهود المُرحّلين في كوردستان، قاموا ببناء قرى خاصة بهم وإنسجموا مع المجتمع الكوردي، بل أنّ قسماً منهم آمنوا بالمعتقدات اليزدانية التي كانت سائدة آنذاك في كوردستان. أخذ اليهود في كوردستان يمارسون أعمال الزراعة وتربية الحيوانات. في إقليم جنوب كوردستان الحالي، إنتشر اليهود في مدن آمێدي وكفري ودهوك وآكرێ وزاخو وبرواري باڵا وزيبار ودوسكي ومزوري والموصل وخانقين وغيرها من المدن. عمل البعض من اليهود في كوردستان في صياغة الذهب والتجارة والحياكة وعمل قسم آخر منهم في مجال الزراعة وتربية المواشي.

بعد القضاء على مملكة آشور من قِبل الميديين والبابليين في سنة 612 قبل الميلاد، قام الميديون بإعادة المنفيين اليهود في مملكة ميديا الى وطنهم إسرائيل. هكذا فأن أعداداً كبيرة من الشعب اليهودي عاشوا في أحضان الكورد، مُعزّزين ومُكرّمين، إختلطوا بالكورد وإندمجت ثقافة وتأريخ الشعبَين. منذ تلك الحقبة التأريخية تتواصل العلاقات الإسرائيلية – الكوردية وتتعزز في مختلف الجوانب ويتعاطف الشعبان مع البعض. كما أنّ الكورد واليهود اختلطوا مع البعض عن طريق الزواج، على سبيل المثال يُظهِر الفحص الجيني أنّ 1% من جيناتي تعود الى اليهود الأشكنازي.

مصالح إسرائيلية – كوردستانية إقتصادية متبادلة

1. مياه كوردستان

إن الماء هو أحد أهم عناصر الحياة التي لا يمكن أن يعيش الإنسان بِدونه. الأهمية الكبرى لِكوردستان تكمن في أنّ ثُلثَي مياه المنطقة (67%) تجري على أراضي كوردستان وأنّ منابع نهر دجلة والفرات تقع في كوردستان. لِتدارك رئيس الوزراء الإسرائيلي (ديڤيد بن غوريون) الأهمية القصوى للمياه في منطقة الشرق الأوسط، أكّد في سنة 1955 بأن اليهود يخوضون معركة المياه مع العرب.

يبلغ طول نهر دجلة (1955) كيلومتر، (500) كيلومتر منه يقع في إقليم شمال كوردستان والباقي يقع في إقليم جنوب كوردستان والعراق. تصل طاقته إلى (49) مليار متر مكعب سنوياً، حيث أنّ الروافد الكثيرة الآتية من سلسلة جبال تۆرۆس الواقعة في إقليم شمال كوردستان ومن جبال زاگرۆس الواقعة في إقليم شرق كوردستان، تقوم بِتزويد نهر دجلة بالمياه. تقع (30%) من روافد نهر دجلة في إقليم جنوب كوردستان والعراق وجميع هذه الروافد تمر عبر إقليم جنوب كوردستان.
نهر الفرات هو أحد الأنهار الكبيرة في جنوب غرب آسيا، وهو أكبر نهر في المنطقة. يبلغ طوله (2800) كيلومتر وتبلغ كمية المياه المتدفقة منه سنوياً (26) مليار متر مكعب. ينبع نهر الفرات من سلسلة جبال تۆرۆس الواقعة في إقليم شمال كوردستان ويتكون من نهرَين واقعَين في الإقليم المذكور وهما (الفرات الشرقي) و(الفرات الغربي)، حيث أنّه تمّ تتريك إسم النهر الأول الى (مراد صو) أي (ماء مراد) والنهر الثاني الى (قره صو) أي (الماء الأسود). منبع نهر (الفرات الشرقي) هو بين بُحيرة (وان) وجبال أرارات وأنّ هذا النهر هو المصدر الرئيسي لنهر الفرات ويتدفق في منطقة جبلية في شرق إقليم شمال كوردستان على طول (722) كيلومتر. منبع نهر (الفرات الغربي) هو شمال شرق إقليم شمال كوردستان. يجري النهران في إتجاه الغرب ثم يجتمعان، فتجري مياههما جنوباً، مخترقة سلسلة جبال  تۆرۆس الجنوبية، ثم يجري النهر إلى الجنوب الشرقي وتنضم إليه فروع عديدة قبل وصوله إقليم غرب كوردستان وثمّ يستمر في جريانه في أراضي إقليم غرب كوردستان والأراضي السورية على طول (50) كيلومتر الى أن يدخل الأراضي العراقية ويلتقي هناك بِنهر دجلة  في منطقة (گرمة علي)، مكوناً  شط "العرب" الذي يصب في الخليج الفارسي.

إن إمتلاك كوردستان لهذه الثروة المائية الضخمة والتي تُشكّل ثُلثَي مياه المنطقة، يُهيئ أرضية ممتازة للتعاون المشترك بين كوردستان وإسرائيل، حيث يمكن رفع منسوب المياه في كوردستان لتزويد إسرائيل بالمياه لتلبية حاجاتها منها والتي ستساهم في تطوير المشاريع الزراعية ومشاريع الثروة الحيوانية والسمكية والصناعات الغذائية والطاقة الكهربائية في إسرائيل، بل أنّ هذه المياه ستساهم في تطور وتقدم إسرائيل في كافة مجالات الحياة وتخلق ثورة ونهضة كبرى في حياة الإسرائيليين.

من جهة ثانية، فأن كوردستان ستقوم بالإستفادة من الخبرات والتكنولوجيا الإسرائيلية في إستثمار مياه كوردستان لتطوير الزراعة والثروة الحيوانية والغابات والصناعات الغذائية والألبسة والطاقة الكهربائية والسياحة وفي مجالات كثيرة أخرى، بحيث تتمكن كوردستان الإكتفاء الذاتي في الغذاء والطاقة والألبسة وغيرها، بل تصبح بلداً مُصدراً لهذه المنتوجات.

2. الثروات الطبيعية

كوردستان غنية بمواردها الطبيعية من بترول وغاز طبيعي (يبلغ إحتياطي النفط في كوردستان 160 مليار برميل، أي أنها ثامن أغنى دولة نفطية في العالَم وتملك 5.7 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي). إسرائيل تستطيع تأمين حصولها على الغاز والبترول الكوردستاني من خلال مد أنابيب الغاز والنفط الى الموانئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط والقريبة من دولة إسرائيل. كذلك فأن كوردستان غنية بِمختلف أنواع المعادن التي يمكن أن يتم جعل كوردستان بلداً صناعياً من خلال التعاون الإسرائيلي – الكوردستاني، بالإضافة الى تصدير خامات هذه المعادن الى إسرائيل والتي بها يتم تطوير الصناعة الإسرائيلية وإزدهارها. من المرجح أن الأراضي الكوردستانية فيها اليورانيوم الذي يمكن للجانبَين أن يستغله في مجال إنتاج الطاقة والردع العسكري.

3. نفوس ومساحة كوردستان الكبيرة

حسب آخر إحصاء سكاني غير رسمي الذي تمّ إجراؤه في سنة 2023، يبلغ نفوس الشعب الكوردي أكثر من 80 مليون نسمة، وهي ثروة بشرية كبيرة في المنطقة والتي لا يمكن الإستهانة بها وأنّ كوردستان بلاد كبيرة، تُقدّر مساحتها بأكثر من نصف مليون كيلومتر مربع. كما أن لِكوردستان موقع إستراتيجي مهم، وبذلك يمكن اعتبار دولة كوردستان الحليفة الاستراتيجية لإسرائيل لحاجتهما لبعضهما البعض، فبقدر حاجة الكورد إلى التكنولوجيا الاسرائيلية فإن اسرائيل بحاجة إلى الحليف الكوردي الغني بموارده الطبيعية وموقعه الاستراتيجي ومساحات بلاده الشاسعة وعدد سكانه الكبير والتي تفتقر اسرائيل لها.

لا يخفى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لها نظام ديمقراطي وأنها دولة متقدمة علمياً وصناعياً. من جهة أخرى فأن كوردستان لها جذور حضارية عميقة وغنية. هكذا بعد إستقلال كوردستان، فأن التحالف والتعاون الإسرائيلي - الكوردستاني، سيحقق تقدماً عظيماً في مجالات العلوم والصناعة والإدارة وغيرها فيهما.

علاقات إسرائيل مع دول المنطقة

الإتفاقات الإسرائيلية مع الحكومات العربية والإسلامية والتركية لا تجلب السلام للإسرائيليين ولا تقلل من الخطر المحدق بالأمن القومي الإسرائيلي. على سبيل المثال، نرى أن إسرائيل ومصر قامتا بتطبيع العلاقات بينهما وأقامتا علاقات دبلوماسية منذ حوالي خمسين عاماً، الا أن هذا التطبيع لم يستطع جعل علاقة الشعبَين علاقة طبيعية ولم ينتج عنه التقليل من عداء المصريين للإسرائيليين أو رفع الحاجز النفسي بين الشعبَين.

علاقات إسرائيل مع دولٍ مثل مصر والأردن وتركيا وغيرها، التي فيها آلاف أئمة المساجد الذين يشحنون شعوبهم منذ 1400 سنة على التمسك بالإسلام والجهاد ضد كل مَن هو غير مسلم ورفض بقية الأديان حتى لو قاموا بِدفع الجزية، فإعلان الجهاد مستمر إلى اليوم. كما إنّ دول التطبيع مع اسرائيل تنتج آلاف الأعمال الأدبية (الكُتب والمجلات) والفنية (المعارض والمتاحف) والسينمائية التي لا تخلو من كلمة أو إشارة عن اسرائيل بوصفها (العدو الصهيوني أو الكيان المحتل). هذه الدول تنتج أفلاماً سينمائية ومسلسلات تلفزيونية تطعن بإسرائيل واليهود مثل فيلم (فخ الجواسيس) في عام 1992 وفيلم (فارس بلا جواد) في عام 2002 ومسلسل (حرب الجواسيس) سنة 2009 وغيرها والتي تم انتاجها بعد زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل والتحدث أمام أعضاء الكنيست الاسرائيلي بتاريخ 20-11-1977 والذي تمخض عن هذه الزيارة التوقيع على اتفاقية التطبيع رسمياً بين الدولتَين في كامپ ديڤيد في 17-9-1978.

كما أن الإعلام الرسمي والشعبي في تركيا ومصر وغيرهما من الدول التي تعترف بِدولة إسرائيل، لا ترى إسرائيل كدولة صديقة بل يصفونها في الاعلام على أنها كيان محتل حيث يُظهِرون العداء لإسرائيل يومياً في صلواتهم وتلفزيوناتهم.

إن قيام العرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل لم يتَأَتَ عن قناعة وإنما نتيجة ضعف العرب وتفوق الإسرائيليين. إذن تطبيع العرب والمسلمين لعلاقاتهم مع إسرائيل في الوقت الحاضر هو هدنة مؤقتة بين الجانبَين وليس إتفاقات سلام حقيقية ودائمة مع إسرائيل. عندما يصبح توازن القوى بين الإسرائيليين والعرب والمسلمين لغير صالح الإسرائيليين، ستقوم الأنظمة العربية والإسلامية والتركية التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بتمزيق إتفاقياتها مع إسرائيل، كما عمله صدام حسين مع إتفاقية الجزائر التي وقّعها مع إيران في عام 1975، كما قام به النظام الإيراني بعد إنهيار حكم الشاه وإستلام الحُكم في إيران من قِبل رجال الدين وكذلك ستعلن هذه الدول الحرب على إسرائيل.

هناك نقطة مهمة أخرى في هذا المجال وهي ما يؤول إليه مصير العلاقات الإسرائيلية مع الأنظمة العربية والتركية والإسلامية في حالة زوال هؤلاء الحُكّام وإستلام جماعات متشددة ومعادية لإسرائيل الحُكم في هذه الدول وخير مثال على إمكانية حدوث مثل هذه الحالة هو العلاقات الممتازة التي كانت تربط حكومة شاه إيران بإسرائيل وما آلت إليه العلاقة بين البلدَين بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية، حيث قطعت إيران علاقاتها مع إسرائيل وأقامت سفارة فلسطين في نفس البناية التي كان الإسرائيليون يتخذونها سفارة لهم في إيران.
من هنا يتبين لنا أن نجاح إسرائيل في إقامة علاقات دبلوماسية مع الحكومات العربية والتركية والإسلامية لا تضمن أمن إسرائيل ولا تستطيع إزالة العداء التأريخي بين الجانبَين. التهديد الذي يواجه الوجود الإسرائيلي في المنطقة يمكن ضمانه وتأمينه في حالة واحدة فقط وهي إنشاء دولة كوردستان وتأسيس إتحاد كونفدرالي بين دولة إسرائيل ودولة كوردستان، حيث أنه بإلتقاء التكنولوجيا والديمقراطية الإسرائيلية مع الثروة البشرية والطبيعية الكوردستانية، يجعل الإتحاد الكونفدرالي الإسرائيلي - الكوردستاني دولة عالمية عظمى، تكون معتمدة على نفسها إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وقادرة  على تغيير خارطة منطقة الشرق الأوسط الكبير وتغيير الفكر العروبي والإسلامي ودمقرطة دول الشرق الأوسط وتغيير مناهج التعليم والتربية المتزمّتة وخلق صحافة حُرّة وظهور أنظمة سياسية ديمقراطية، تحترم الحريات وحقوق الإنسان والمرأة والطفل وتقبّل الآخر المختلف وتحترم الرأي الآخر وتعمل على بناء بلدانها وتقدمها وخدمة شعوبها ورفاهيتها وتأمين الأمن والسلام والإزدهار والرخاء لشعوب الشرق الأوسط.

إذن تلتقي مصالح شعب إسرائيل وشعب كوردستان اللذان يتعرض وجودهما للخطر ويجمعهما مصير واحد ومصالح مشتركة. من هنا ندرك أن قَدَر شعب إسرائيل وشعب كوردستان أن يتحدا ويتحالفا لضمان وجودهما ومستقبل أجيالهما القادمة. على شعب كوردستان وإسرائيل أن يضعا إستراتيجيتهما على ضوء هذه الحقائق والتنسيق الكامل مع البعض لتحقيق إستقلال كوردستان والحُرّية والرفاهية لشعبهما ونشر السلام والديمقراطية والتقدم والرخاء والعدالة الاجتماعية بين شعوب الشرق الأوسط.

الشعوب الحليفة في الشرق الأوسط

1. شعب كوردستان: تبلغ نفوس الشعب الكوردي 80 مليون نسمة.

2. شعب إسرائيل: تبلغ نفوس الإسرائيليين اليهود 6 ملايين نسمة.

3. البلوچ: تمّ تقسيم الأراضي البلوچية (بلوچستان) بين ثلاث دول: پاكستان وأفغانستان وإيران. البلوچ هم الشعب الذي يسكن هذه المنطقة، ولهم امتدادات أخرى في عُمان، وتُقدر نفوس البلوچ بأكثر من 25 مليون نسمة. أنشأ البلوچ إمارات وممالك مستقلة (خانيات يرأسها خان) بدءاً من القرن الرابع عشر الميلادي. في مرحلة الاستعمار الحديث أصبحت بلوچستان جزءاً من الإمبراطوارية البريطانية في الهند، وأُلحق قسم كبير من الأراضي البلوچية بأفغانستان التي استقلت عام 1747، وأصبحت أقاليم مكران وسيستان جزءاً من إيران منذ عام 1928، وأُلحقت خانية كلات البلوچية (كويتا) بِدولة پاكستان عام 1948.

4. الأمازيغ: يُشكلون الأكثرية المطلقة لسكان شمال أفريقيا وتُقدر نفوسهم بحوالي 40 مليون نسمة.

5. النوبيون: هم السكان الأصليون لبلاد "نوبيا" التي تم تقسيمها بين كل من السودان ومصر، تُقدّر نفوسهم بحوالي 17 مليون نسمة (14 مليون في السودان و 2 - 4 ملايين في مصر).

 6. الأقباط: تبلغ نفوس الأقباط الذين هم السكان الأصليون لمصر أكثر من 15 مليون نسمة (حوالي 13 مليون في مصر وأكثر من 2 مليون في خارج مصر).

7. الآذريون: تُقدر نفوس الآذريين في إيران بحوالي 16 مليون نسمة. 

8. السريان والكلدان والآشوريون والأرمن والتركمان وغيرهم: تُقدّر نفوس هذه القوميات والأقليات بحوالي 7 ملايين نسمة.

ملامح الشرق الأوسط الجديد

بعد تحرر كوردستان وتحالفها مع إسرائيل، يمكنهما المساهمة في تحرير الشعوب المضطهَدة في منطقة الشرق الأوسط الكبير وتحقيق فكرة الرئيس الإسرائيلي، شمعون پيريز بتأسيس كونفدرالية الشرق الأوسط الكبير على غرار الإتحاد الأوروپي.

هكذا تبلغ نفوس إسرائيل والشعوب المُستعمَرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من (181) مليون نسمة. بإتحاد وتعاون شعب إسرائيل وهذه الشعوب والقوميات المُستعبَدة والتنسيق بينها، سيتشكل أكبر تجمع سُكّاني في المنطقة وحينئذ تستطيع هذه الشعوب والقوميات أن تلعب دوراً محورياً في رسم خارطة المنطقة وتحديد سياساتها وتتمكن أن تفرض إرادتها وتُعيد رسم خارطة المنطقة بحيث تُلبي إرادة شعوب المنطقة وتبني كيانات سياسية مستقلة لكل شعب وحينئذ تتوفر فرصة ممتازة لِشعوب الشرق الأوسط الكبير لتأسيس إتحاد كونفدرالي بينها على غرار الإتحاد الأوروپي وأن تعيش هذه الشعوب، بما فيها الشعوب العربية والتركية والفارسية، في وئام وسلام وإزدهار ورفاهية.

 

 



 

ضرورة تحالفٍ إسرائيلي - كوردستاني لِخلق شرق أوسطٍ جديد – د.مهدي كاكەیي Reviewed by Yekîtiya Nivîskarên Kurdistana Sûriya on يوليو 29, 2025 Rating: 5   ضرورة تحالفٍ إسرائيلي - كوردستاني لِخلق شرق أوسطٍ جديد – د.مهدي كاكەیي   تقوم هذه الدراسة بتحليل أوضاع منطقة الشرق الأوسط بموضوعية و...

ليست هناك تعليقات: