الرحمة بالتقسيط – قصة قصيرة -
وزنة حامد
Pênûsa Azad22
الأرض
تصلّبت...
الثلجُ
تخشّب على أديمِ التراب...
الريحُ
عاتيةٌ... تصفِر، وتذرّ باللجوء إلى البيوت...
وجهُها
الصغير كطفلةٍ تجعّد وتقلّص، يدُها المعروقة اشتدّت عروقُها وازرقت على مقبضِ
عصاها.
الليلُ،
هذا الوحشُ الأسود، يُخفي خلف ابتسامةِ الثلج قساوةَ الضياع ومرارةَ التشرّد.
الحانوتُ
الذي وقفتْ على درجاتِ عتبته مغلقٌ ومطفأُ الأضواء، حتى العصافيرُ اعتذرت من
مسامرةِ الليل، وغفَتْ مع فراخِها في أعشاشِها...
المارّةُ
خفّت أقدامُهم...
لم
يبقَ سوى العائد من سهرةٍ طويلة...
ترى،
ما من إنسانٍ يؤوي هذه العجوز...؟
أم
جاءت من شجرةٍ اجتثّها الزمنُ بفأسِ الموت...؟
أولادُها
تشاطروا مع أنفسِهم، واشترطوا إيواءَها:
كلُّ
أخٍ شهر.
شهران
حصةُ الأخوين...
ولكن،
لماذا هي خارجُ دارِ الاثنين...؟
المسألة
بسيطةٌ جدًا، لكنها تخدشُ صلةَ الرحم...
ببساطة:
كلُّ زوجةٍ اعتقدت أنّ العجوز جاءت قبل الشهر بيومٍ واحد!
مسكينة،
لم تستطع أن تردّ على هذا الادّعاء...
أتدرون
لماذا...؟ لأنها ماتت كدجاجةٍ على قارعةِ الطريق، والثلجُ يتساقط...

ليست هناك تعليقات: