لرسم خريطة كوردستان، تساؤلات ! بعمق رواية كافكا "المحاكمة"-آناهيتا حمو.
أتراه ! بفلسفته وحكمته في الحياة يتضامن مع فلسفة الفيلسوف نيتشة ومع حرية الفكر وحقوق الكوردالمشروعة لكيان سياسي، يحاكي الكاتب الفرنسي، جوهر فلسفته الفكرية للدكتور كارل ماركس وثورته الفكرية والاجتماعية لبناءالإنسان وفهم الحياة،وذلك بعد أن ضيع الكورد الطريق إليها.
بتضامنه مع القضية الكردية، وبشكل ممنهج،
وكذلك انسجام موقفه تجاه الكورد مع مقولة قوية، للكاتب الروسي، بقوة وعظمة الشعب الكوردي مثل زيوس كبير الآلهة في الميثولوجية اليونانية،
القوة هي أن "تدوس على وجعك، وتمشي أمام من ينتظر سقوطك"، عبارة قالها فيودور دوستويفسكي، الكاتب الروسي العظيم الذي أبدع في كتابة أروع أدب إنساني لتحرير فكر الإنسان من السجون.
يصف الكاتب الفرنسي المتضامن مع القضية الكردية والمرأة الكوردية المقاتلة ويعتبرها كرمزللمساواة في الحقوق في الشرق الأوسط، ورمزا للمرأة القوية والمناضلة.
تساؤلات تراودني أمام المشاهد الجيوسياسية، هذه المتغيرات المتسارعة، عميقة مثيرة للجدل، مشروعة لإشكالية الحالة الكوردية كشعب دون دولة، الوحيدة في العالم كما وصفها المفكر الفرنسي " بيرنار ليفي، من خلال زيارته الأخيرة إلى روجافا كوردستان وكذلك من خلال لقاءات متلفزة أجريت معه عبر قنوات فرنسية حول مساندته للقضية الكردية ورسم خريطةجديدة لشرقأوسطجديد.
ناهيك عن تضامنه المطلق مع الكورد من خلال الفلم عن الأبطال ونضالاتهم ضدأشرس عدويهددأمن كوردستان، " البشمركا" الذي أخرجه والذي تم عرضه في باريس بحضور شخصيات فرانكوفونية هامة من أصدقاء الشعب الكوردي. والجدير بالذكر بأن هذا النتاج الفني والفكري لاقى حضورا وترحيبا من قيادات البشمركا وبطولاته في كوردستان.
ناهيك عن التساؤلات التاريخية عن تقسيم دولة كوردستان والتي أثارتها الكاتبة الفرنسية في مقدمة كتابها " كوردستان، أسئلة عن الشرق الأوسط "
ففي المقال الذي خطه قلمي بتاريخ 30 نوفمبرمن عام ٢٠٢٤،يعكس تساؤلات عميقة حول التحولات السياسية الجارية في سوريا، وخاصة في مدينة حلب، من فتح السجون في العاصمة السورية "صيدنايا" وتداعياتها النفسية على الشعب الكوردي وما يمكن أن تحمله من تداعيات على الوضع الكردي في المنطقة برمتها.
يتناول المقال هذا الحدث الهام المفصلي، في سياق تاريخي يعكس صراع القوى الكبرى في الشرق الأوسط، مع تسليط الضوء على الدور الكردي في هذه الصراعات والآمال المعلقة على عام 2025.
النص يطرح أسئلة فلسفية حول مصير هذه الفصائل المسلحة والتي تدعمها تركيا، التي احتلت عفرين، وعلى إثرها تشرد ونزح الكورد مرة أخرى وكأنها مشاهد تاريخية مكررة، التحولات، حيث يقارن بين الأحداث في حلب والصراعات التاريخية الكبرى، امتدادا للحرب العالمية الثانية، ويضعها في إطار من التساؤل عن إمكانية تحقيق الديمقراطية والفيدرالية للمناطق الكوردية، في هذه المنطقة المأزومة.
كما يشيرالنص إلى التوترات التي زرعها النظام الفار، بين مختلف المكونات الإثنية والدينية:" مثل الأكراد والأرمن والعرب والسريان، الدروز" والتي تتشابك في صراع مرير من أجل الاستقلال أو البقاء ضمن دول معترف بها.
النص يحلل أيضاً رؤية إعلامية حول حدث السيطرة الجهادية على مدينة حلب، وهو ما يراه البعض بداية لتحولات استراتيجية كبيرة في المنطقة، بينما يراه آخرون مجرد مرحلة مؤقتة لا تحمل تغييرات جذرية. تنويها لتسونامي يهز في هذا السياق، يُشار إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب الكردي، سواء في سوريا أو في دول الشتات، حيث يعانون من ظروف حياتية صعبة في دول الشتات "تركيا،والعراق " مع استمرار الحروب والنزاعات.
وبينما تتأمل الأحداث السياسية الكبرى في المنطقة، يظل الأمل معقوداً على المستقبل، حيث يترقب الكورد والعالم بشغف سنة 2025، آملاً أن تكون بداية لمرحلة من الحرية والسلام في المناطق الكردية مثل روجافا، مع تفاؤل بمستقبل مشرق يعيد الأمل للكرد في سوريا والعالم.
من خلال هذه التساؤلات حول مصير الفصائل وخاصة الفصيل الكردي PKK يمثل, وعدم اندماجه مع المكون الكوردي في السياق التاريخي للنص،و تساؤلاته وفلسفته، يسعى إلى رسم صورة معقدة للعلاقات الجيوسياسية والإثنية في منطقة الشرق الأوسط، متسائلاً بترقب وبتمحيص، المقال عن الأفق المستقبلي لتلك التحولات ومدى تحقيق الحلم الكردي لنيل حريته ضمن وطن حرومستقل لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط وكودرستان تضمن كرامته وحق الحياة البسيطة كما وصفها المفكر الألماني نيتشة في فلسفة العودة إلى الحياة البسيطة والطبيعة بعيدا عن الأوهام،تضمن الحرية للإنسان والاستقلال.
في هذا المقال دفاعٌ عن الحياة البسيطة، وفق بوح سبق إليه نيتشه بتواضع الكبار حين قال: "إن نمط الحياة البسيطة هدف بعيد للغاية بالنسبة لي، وسأنتظر حتى يأتي أناس أكثر حكمة مني ليعثروا لنا عليه".
فما الحياة البسيطة من وجهةنظرالفيلسوف الألماني نيتشة ؟ إنها حياة أعيشها بأقل ما يمكن من الأوهام، حياة أتصالح فيها مع قَدَري الخاص، ولا أقارن نفسي بأي قَدَر لأي إنسان آخر.
حياة أكون فيها كما أنا لا كما يريدني الآخرون أن أكون. حياة أبسُط فيها سلطاني على نفسي، بحيث تكون انفعالاتي ومشاعري صادقة في التعبير عن القيَم التي أعبّر عنها وأدعو إليها. حياة أصنع فيها المتعة بأقل الأشياء، وأبدع السعادة والفرح بأبسط السُّبل، حيث تكون البهجة الحقيقية هي بهجة الشعور بالنمو والارتقاء. لكن العودة إلى الحياة البسيطة هي الرحلة الأصعب بعد أن ضيّعنا الطريق إليها في غمرة الأوهام الكبرى.
قد يظن البعض أن من أيسر الأمور أن نعيش حياة بسيطة! هذا غير صحيح. هذا يحتاج إلى التخلّي عن الطمع في تحصيل الأشياء غير الضرورية للعيش. ويحتاج إلى قيم رفيعة تجاه الطبيعة والبشر، وتجاه النفس.
وختاما نقول بإسهاب، فإن هذه التساؤلات في هذا المقال قبل أن يكون موجّهٌ لكم، موجّهٌ لي، كتبته لنفسي أوّلاً. إنه محاولة لتبيان دور الفلسفة في صنع الحياة، وذلك حتى تمارس دورها الذي هو الدور الأكثر حيوية: فليس دور الفلسفة أن تمنحنا القدرة على فهم النصوص وحسب، بل دورها بالأساس أن تجعلنا قادرين على فهم فنون العيش والحرية والحياة بسلام نفسي!
آناهيتا حمو. ألمانيا
25.12.2024..
ليست هناك تعليقات: