في ماهية الوعي القومي الكوردي - اتحاد كتاب كوردستان

728x90 AdSpace

شائع
الخميس، 3 أبريل 2025

في ماهية الوعي القومي الكوردي

Pênûsa Azad-20-2025

في ماهية الوعي القومي الكوردي

 


عبدالباقي أحمد ملا

 

من الأسباب التي حالت دون بلوغ شعبنا الكوردي مرحلة  الدولة الحديثة هي الوحدة  السياسية تحت غطاء العشيرة أولاً والعامل الديني ثانياً

. منذ أن دخل الغزاة العرب إلى مناطقنا في سنة /18 /هجرية وبعقلية عشائرية، رعوية، بدوية حيث دمروا ثقافتنا وحضارتنا وحتى تذويبها، حيث هيمن على العقل الكوردي ثقافة تمجّد وتعظّم  فكرة الأمة والعشيرة بدلاً عن  ثقافة ترسخ مفهوم الدولة.

لقد انحصرت آنذاك الثقافة بين جدران بيوت الفقه فقط، و لم يبق للمرء دور في الإبداع والتقدم، وسيطرت الزعامات والعصبيات الدينية والعشائرية على حركة المجتمع.

 وبات الفرد تابعاً ومطيعاً مع القطيع لكي يحمي نفسه, وكان ذلك سبباً رئيساً لعدم تأسيس  الدولة الكوردية الحديثة. لقد اختصر الأمر على  إنشاء إمارات متفرقة هنا وهناك وبتشجيع من السلطة المركزية الحاكمة في تركيا خاصة وقد كانت مهمة هذه الإمارات هي جمع الخراج للباب العالي وكانت تعيش حالة من الصراع فيما بينها وكانت هذه الحالة تخدم السلطة المركزية وتمنع نفوذهم من التوسع وتحد من طموحاتهم

 في أول مرّة يتحرّك الشعور القومي لدى الكورد وقد كان ذلك في سنة /1838/في جزيرة بوطان، حيث انعقد أول مؤتمر باسم (كونكَره بيروز) بين العشائر للأجزاء الخمسة من كوردستان ( تركيا. إيران. العراق. سوريا. روسيا), ومع الأسف لم يخرج المؤتمر بنتائج مرجوة واستمر الوضع هكذا حتى تأسيس منظمة (أزاديا كورد) في سنة/1923/ بقيادة ضابطين من ضباط الألوية الحميدية و هما (خالد جبري ويوسف زيا), وهما  من أنسباء المرحوم شيخ سعيد .

 حيث بدأوا بتنظيم الشعب الكوردي، وشعر نظام الأتاتورك بخطرهم وذلك لأن التنظيم ساهم ببلورة الفكر القومي لدى الكورد. وقررت السلطات التركية آنذاك اعتقالهم وإعدامهم فيما بعد.

بعد تلك الحادثة طلبت المنظمة من الشيخ سعيد بيراني إتمام رسالة الشهيدين في قيادة منظمتهم. حيث لبّى الشيخ طلبهم وقام بنشر الوعي  القومي الكوردي وإثارة الشعور القومي

وقد تم تحديد موعد القيام بثورة في /21-3-1925/ لكن السلطات التركية بادرت بالقضاء عليه  بمنزل أخيه الشيخ عبد الرحيم بريف ديار بكر وبذلك استقدمت موعد قيام الثورة ،

في /14-2-1925/ انطلقت شرارة الثورة وبعد فشلها بأيادي كوردية مع الأسف...في عام /1927/تأسست منظمة خويبون في غربي كوردستان بقيادة نخبة من المثقفين لبلورة الفكر القومي لدى الكورد ولم ينظم الشعب الكوردي نفسه بشكل رسمي حتى تاريخ  /1945/ أثناء لقاء قيادة منظمة چياني كورد بقيادة الشهيد قاضي محمد مع والي باكو جعفروف كوردي الجنسية، وحثهم هذا الشخص بتأسيس تنظيم سياسي يحمل باسم الحزب الديمقراطي حيث كانت الديمقراطية سمة العصر آنذاك و بعدها تم تأسيس أول حزب سياسي في كوردستان ايران وبعدها بسنة أي في عام /1946/ تأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق بقيادة المرحوم ملا مصطفى البرزاني.

أما في غرب كوردستان  فقد تأخر الكرد  كثيراً في تأسيس أول تنظيم يمثلهم حتى عام /1957/ بقيادة نخبة من المناضلين والمثقفين وأولهم أوصمان صبري ورفاقه. لذلك دفع الكورد ثمناً لذلك، لأن الدستور السوري وضع بغياب المكون الكوردي ،ولم يكن هناك  تنظيم سياسي يمثلهم في عام 1946/. وبعدها وبسبب التدخلات الأمنية في التنظيمات السياسية وبعد الرعيل الأول، أصبحت القيادات الكردية تسير في منحى نضالي آخر مختلف تماماً عما سبق وتم تشتيتهم وتفرقتهم ودخلت عوامل جديدة كالارتزاق السياسي الذي ساهم في ضعضعة القضية، وضعف الشعور القومي لدى الشعب الكوردي وتزعزعت الثقة بين الرفاق في التنظيم الواحد وأدت هذه الحالة إلى حدوث الانشقاقات الكثيرة في الحركة الكردية .

مع العلم أن ما يحتاجه الشعب الكوردي هو ذلك التنظيم نفسه بعد إصلاحه وصيانته بالفكر القومي الكوردي..

وفي الختام أقول: إنّ الحالة الراهنة  تتطلب من النخبة المثقفة أن تقوم بدورها  فهي حاملة للقضية وتقع على عاتقها مهمة بناء الفكر القومي وإعادة زرعه ضمن تنظيم سياسي. وتحريض أبناء شعبنا على التغيير بأسلوب جديد يتماشى مع التطور التكنولوجي الحديث والعمل على بناء شخصية كردية حديثة ومتزنة تفهم المرحلة وتغيراتها .

في ماهية الوعي القومي الكوردي Reviewed by Yekîtiya Nivîskarên Kurdistana Sûriya on أبريل 03, 2025 Rating: 5 Pênûsa Azad-20-2025 في ماهية الوعي القومي الكوردي   عبدالباقي أحمد ملا   من الأسباب التي حالت دون بلوغ شعبنا الكوردي مرحلة   الدولة ...

ليست هناك تعليقات: