ديرك عروسة روجآفا- فيروز إبراهيم
Pênûsa azad-20-2025
فيروز إبراهيم
ديرك المدينة الواقعة في أقصى شمال كوردستان الغربية.
ديرك توءمة جزيرة بوطان, عرين البدرخانيين وساحة العرس المقرر لمم وزين
الذي لم يحدث رغم محاولات الخاني .
ديرك المطلة على نهر دجلة الخالد والذي لا زال ينقل بريد الجزري إلى
حبيبته سلمى.
المدينة المستظلة بظلال الجودي وبيخير وكذلك سيبان وخلات والحاضنة
لعين ديوار التي ملأت صفحات التاريخ بسحرها وجمالها.
إنها المدينة المظلومة التي عانت من ظلم الطغاة ولا زالت تعاني من آثار
ظلمهم ومشاريعهم العنصرية, وهي لا زالت تقاوم وتحاول التخلص من رواسب الماضي.
مدينة ديريك هي المدينة الصامتة والصامدة والتي احتضنت
مشاهيراً في الأدب الكوردي من أمثال أحمد الشيخ صالح وعمر لعلي والكثير من أصحاب
الأقلام الواعدة المنحدرين من مدرستهم الشعرية, لا زالت مستمرة في محاولاتها لتبقى صفحات تاريخها ناصعة ومحمية من أيادي
الغدر.
ديريك لازالت صباحاتها وأماسيها تصدح بصوت محمد عارف الجزراوي, جمال
سعدون, آزاد فقه وغيرهم الكثير من الذين ذخروا حناجرهم للتغني بجمال كوردستان.
إنها المدينة التي لا تنام, حيث حركة الكوجروصدى خرير مياه البورزة
ودجلة تملأ الآفاق.
هي المدينة التي تختلط فيها أصوات أجراس الكنائس مع
تكبيرات الجوامع والتي تدعو إلى نقاء الروح والتقرب من الله.
ديريك لا زالت تحتفظ بعبق الماضي وتكيفه مع الواقع الحالي رغم
المستجدات والتطورات التي طرأت على نواحي الحياة, وهذا ما يشاهد من خلال الأفراح
والأتراح.
هي المدينة العريقة التي أنجبت أرقى العائلات التي أرست دعائم الأخوة
والتسامح بين جميع ساكنيها, ألا وهي عائلة عبدالغني التي أعطت ومنحت دون أن تأخذ.
عائلة عبد الغني المشهورة والمعروفة من قبل جميع أهالي
ديريك التي تعتبر من ملاكيها تستحق بكل جدارة أن يكتب اسمها في أنصع صفحات تاريخ
ديريك, وحسب أقوال
المعمرين بديرك وبالأخص على لسان الفاضلة فاطمة عبد الغني حيث تقول:
عائلة عبد الغني كانت من ملاكي ديريك لكنها لم تحتكرالأرض لنفسها بل
كانت انظارها دائماً متجهة إلى الفقراء والمحتاجين من سكان ديرك وريفها, حيث وزعت
عليهم الأراضي الزراعية وكذلك المخصصة للبساتين والكروم, بالإضافة إلى تبرعها بمساحة
مخصصة للمقبرة حيث دفن فيها أول المتوفين وهو زوج المجاهدة أم فتحي وبهدف الاهتمام
بالعلم ومساعدة الأهالي من عبء البحث عن الدراسة خارج المدينة تبرعت عائلة
عبدالغني بقطعة أرض للمدرسة الإعدادية إلى ان اختير سنة 1963 مختاراً لديرك,
ومازال أبناؤه وأحفاده محافظين على منزله ويقومون على ترميمه دون المساس بمواصفاته
القديمة ليبقى شاهداً ومعلماً من معالم ديريك التاريخية.
وعن علاقات المكونات البينية تقول السيدة فاطمة.
كان دائماً وبشكل دوري وبجميع المناسبات يزورهم المطران قرياقس
ليباركهم وخاصة بمناسبة عيد نوروز, وكذلك تم تزويد المدينة بمولدة للكهرباء من قبل
السيد سقتين وهو شخص من المكون الأرمني.
عروسة روجآفا لغاية تاريخه حافظت على الأصالة وتماسك مجتمعها, ومازالت
مصدر الإلهام للكتاب والشعراء وما زالت حاضنة التآخي والعيش المشترك.
ليست هناك تعليقات: