زارا: الصوت الشجي الذي يردد صدى قلب كردستان-بقلم: خوشاوي محمد* - اتحاد كتاب كوردستان

728x90 AdSpace

شائع
الأربعاء، 2 أبريل 2025

زارا: الصوت الشجي الذي يردد صدى قلب كردستان-بقلم: خوشاوي محمد*

 

زارا: الصوت الشجي الذي يردد
صدى قلب كردستان-بقلم: خوشاوي محمد*

Pênûsa Azad-20-2025

ترجمة: عمر رسول



في بقعة بعيدة عن موطنها الأصلي، سحرت مغنيةٌ وممثلةٌ  كرديةٌ رائعةٌ  قلوبَ الكثيرين بصوتها الشجي وأغانيها الصادقة. أصدرت زاريفا باشاييفنا مغويان، المعروفة باسمها الفني زارا، مؤخّراً أول ألبوم كردي لها بعنوان: Min  Klama Dilê (أغنية قلبي).

 تعد هذه المجموعة المكوّنة من عشرة أغنيات شهادةً على ارتباطها العميق بوطنها كردستان وأحزان وآلام شعبها. يتجاوز صوت زارا الآسر الحدود واللغات، فيستحوذ على قلوب آلاف المعجبين لها في كلّ أصقاع العالم.

في مقابلة لها مع صحيفة كردستان كرونيكل- Kurdistan Chronicle، قالت زارا: "كان حلمي على الدوام هو أن أصدر ألبوماً بلغتي الأم. لقد أعلنتُ عدّة مرات أن هذا الألبوم هو تكريم لوالديّ وأجدادي.

 كنت أستمع إلى الأغاني الكردية على شرائط الكاسيت منذ طفولتي المبكرة، بينما كان والداي يغنيانها. وكان حلمي هو إعادة خلق تلك الأصوات المألوفة بداخلي واستكشافها برغبة عارمة."

على الرغم من أن زارا اشتهرت في المقام الأول من خلال موسيقاها الروسية، إلّا أنّها لم تنسَ أبداً جذورها الكردية. تفتخر زارا بهويتها الكردية على المسرح وفي الحفلات الموسيقية الدولية، ويتجلى شغفها بتراثها في أغانيها. أدّى تفانيها في العمل الخيري والإنساني إلى الاعتراف بها كسفيرة للسلام من قبل اليونسكو في عام 2016. كما أنّ الاتحاد الروسي كرّمها بلقب الفنانة المتميزة في ذلك العام.

أوضحت زارا: "أينما كنا، يجب أن نتذكر وطننا. لقد كنت أتوق لتسجيل ألبوم باللغة الكردية لفترة طويلة. كان الغناء بلغتي الأم حلمي دائماً منذ أن بدأتُ الغناء في سن الثانية عشرة. من الضروري أن نغني من القلب والروح، ليس فقط لأننا كُرد. عندما غنيت باللغة الكردية قبل خمس سنوات، تلقيت الثناء من الناس حول العالم."

الوصول إلى ألبوم كردي

بدأت رحلة زارا الموسيقية في سنٍّ مبكرة، حيث أصدرت أول ألبوم مسجل لها في الاستوديو عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها فقط. وعلى مرّ السنين، أصدرت أكثر من عشرة ألبومات، وأسّرت قلوب الجماهير في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2017، أصبح ألبومها الكردي حقيقة واقعة، وذلك بفضل دعم وتعاون نجمة الموسيقى العالمية الشهيرة ياسمين ليفي (Yasmine Levy) يضم ألبوم زارا أغاني رائعة مثل"Dayê"  (أُماه) و"Keça Kurd im"  (فتاة كردية أنا) و "Welatê min" (وطني) و"Emane" والأصح (Emanê-المترجم) (يا صرختي، أو يا حسرتي وألمي)، في دويتو مع شفان برور.

تقول زارا: "بدأتْ رحلتي مع الألبوم الكردي في عام 2017، ثم التقيت لحسن الحظ بالمغنية الرائعة ياسمين ليفي، نجمة الموسيقى العالمية، التي أصبحت صديقة مقرّبة لي. أخبرتها بأنني أحلم منذ أمد طويل بتسجيل ألبوم كردي. فقالت إنّها ستساعدني. لقد وفت بوعدها ودعمتني طوال الرحلة في انجاز ذلك الألبوم!"

تعد زارا عازفة بيانو ماهرة، بجانب موهبتها الصوتية الرائعة، حيث تخرجت بامتياز من مدرسة الموسيقى كعازفة على آلة البيانو. لقد شكّلت قدراتها الموسيقية وتأثيراتها المتنوعة مسيرتها الفنية، مما قادها إلى أن تصبح فنانة كردية روسية بارزة.

عندما سُئلت عن المطربين الكرد المفضلين لديها، ذكرت بودٍّ واعتزاز تأثير شفان برور وإبراهيم تاتليس على نشأتها الموسيقية.


صرحت زارا: "أتذكر دائماً كان صوت شفان برور مسموعاً في منزلنا". "هذا هو أول فنان عرّفني على الموسيقى الكردية. كان صوته دائماً حراً وثورياً وعميقاً، وكانت مؤلفاته مليئة بالروح والألم. لاحقاً، تعرّفت على موسيقى إبراهيم تاتليس، حيث فقدت نفسي بين نمط غنائه وصوته المذهل".

 

استخدمت زارا منصتها، بصفتها سفيرة اليونسكو للسلام، لإلقاء الضوء على الثقافة والتراث الكرديين دولياً. إنّها تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التنوع الثقافي والهوية الشخصية من خلال عروضها الاحتفالية في مختلف الأماكن، بما في ذلك مقر اليونسكو في باريس.

ثم أضافت زارا: "يونسكو ليست متورّطة في السياسة". "تطبّق المنظمة أفكار التنمية المستدامة في مجال الثقافة والعلوم والتعليم من خلال التعاون الدولي. في خطاباتي، ركّزتُ دائماً على الحفاظ على التنوع الثقافي والسماح للأفراد بالتعبير عن أفضل ما لديهم. أقدّمُ بفخر الثقافة الكردية للجمهور في جميع أنحاء العالم، وأشارك عمق وثراء هذا الشعب القديم."

 

زيارة كردستان

على الرغم من أن زارا لم تزر كردستان، أرض أسلافها بعد، إلا أن قلبها يتوق للعودة دائماً. يلوح في الأفق مهرجاناً كبيراً سيقدّم خلاله العديد من الفنانين الكرد عروضاً غنائية، وهي من جهتها تنتظر بفارغ الصبر ذاك الحدث الكبير للقاء جمهور واسع من أبناء وطنها.

"تقول زارا: لم أذهب إلى كردستان من قبل، لكنني أحلم بالذهاب إلى هناك". ثم تضيف: "قريباً جداً، سيكون هناك مهرجان كبير سيقدم فيه العديد من الفنانين الكرد عروضاً غنائية في مكان لا يبتعد عن مدينة فان موقع المهرجان [جنوب شرق تركيا- كذا في الأصل]، حيث عاشت جدتي. ينتابني إحساسٌ مثيرٌ وخاصٌ للغاية، وسعادةٌ كبيرةٌ حول هذا الحدث! سيجتمع أكثر من مائة ألف من مواطني بلدي هناك."

ومع ارتفاع شعبيتها في كردستان بعد إصدار ألبومها الكردي الأخير، تخطط زارا لإقامة حفل موسيقي في المهرجان، حيث ستؤدي أغاني من ألبومها، لتبهج جمهورها وتعزّز ارتباطها بتراثها الكردي.

وبينما تتأمّل رحلتها الفنية، تعترف زارا بتواضع بأهمية الحب والدعم الذي تتلقاه من مستمعيها ومعجبيها. وهي تعتقد أنّ هذا هو المقياس الحقيقي لنجاحها وتأثير موسيقاها.

وتؤكّد زارا: "لا يمكن لأي من الجوائز الدولية العديدة أن تقارن بحب المستمعين والمعجبين. هذا هو التقييم الأكثر أهمية لعمل المغني. ولهذا السبب، أغني! أريد حقاً أن يخترق ما أفعله قلوب الناس، ويساعدهم ويدعمهم في أكثر اللحظات بهجة وصعوبة".

مع استمرار تطور مسيرة زارا الموسيقية، فإنّها تحتضن النطاق العالمي لعملها الأخير مع فرصة للمس حياة الناس من بلدان وثقافات مختلفة. تظل زارا فنانة كردية حقيقية وسفيرة للحب والوحدة والتراث الثقافي بفضل التزامها الثابت بجذورها وصوتها القوي وأدائها الجذاب.

___________________________________

*خوشاوي محمد، صحفي يتمتع بخبرة واسعة في مجال الإعلام والصحافة. ​​حصل على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع، ودرجة الماجستير في علم الاجتماع السياسي والعلاقات، ودرجة الدكتوراه في النظرية والمنهجية وتاريخ علم الاجتماع. كما عمل مراسلاً للعديد من وسائل الإعلام الكردية التي تعمل بشكل أساسي في روسيا.

المصدر: Kurdistan Chronicle, July 29, 2023

 

زارا: الصوت الشجي الذي يردد صدى قلب كردستان-بقلم: خوشاوي محمد* Reviewed by Yekîtiya Nivîskarên Kurdistana Sûriya on أبريل 02, 2025 Rating: 5   زارا: الصوت الشجي الذي يردد صدى قلب كردستان- بقلم: خوشاوي محمد * Pênûsa Azad-20-2025 ترجمة: عمر رسول في بقعة بعيدة عن موطنها الأصل...

ليست هناك تعليقات: