التعلم والتعليم مدى الحياة
كانت أول كلمة من الوحي الذي أنزله الله
على سيدنا محمد وكفعل أمر مطلوب من كل البشرية هي كلمة " اقرأ" وقال الرسول الكريم " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد " فالعلم
فريضة إنسانية.
فالتعلُّم والتعليم مدى الحياة هما عاملان
يعبّران عن أبرز خصائص تعليم مستقبل البشرية للتمكن من الإدراك والوعي والثقافة واستيعاب
مستجدات الحياة, ومواجهة مواقف الحياة ومستلزماتها وظروف الحياة المتغيرة مع صعود سهم
الزمن الصاعد نحو المستقبل المجهول والمنشود, وتتأكد أهمية الدعوة لهذا الواجب الملقاة
على عاتق كل إنسان كتوجه مستقبلي في التعليم استجابة لطبيعة المراحل الحياتية القادمة
التي تتضاعف فيها المعرفة بسرعة لم تشهدها البشرية من قبل.
وبقدر يفوق طاقة الكثيرين على التكيف معها
ما لم يمتلكوا الاستعداد للعيش في عصر المعلومات الذي سيشكل بيئات وظروف عمل تتجد باستمرار,
وتطلب نوعاً من الخبرات المتنامية باستمرار لتمكّن صاحبها من استيعاب المعلومات المتجددة,
واستخدام مهاراته بشكل ابتكاري للارتقاء بأدائه من مستوى دون المطلوب إلى مستوى أعلى
أو التحول من طبيعة عمله الذي يمارسه إلى عمل أحدث ومطلوب للاستمرارية.
ويتميز التعلم مدى الحياة في عصر المعلومات
بمرونة لم يعهدها نظام التعليم في صورته التقليدية من قبل, وبخاصة في مجال انفتاحه
على مصادر المعرفة أيا كان نوعها ومكانها ممّا يؤدي إلى تكوين علاقات جديدة قائمة على
الشراكة بين مؤسسات التعليم وغيرها من المؤسسات المعنية بنشر المعرفة وإلى تكوين صلات
قائمة على التكامل بين التعليم النظامي وغيره من أنماط التعليم علما هي صلات تفرضها
ضرورات العصر وحركة التغير فيه.
ويتطلب السير بتطور العمل التربوي مستقبلا
في اتجاه مفهوم التعلم مدى الحياة إدخال تغيرات جوهرية تمس بنية النظام التقليدي ومناهجه
وبنية المؤسسة التعليمية ومصادرها والممارسات التي تحدث فيها.
أما - التعليم للحياة - فيتمثل بجلاء في
أعمدة المعرفة الأربعة التي حددتها اللجنة الدولية للتعليم وهي:
- أن يتعلم الفرد كيف يتعلم
- أن يتعلم كيف يعمل
- أن يتعلم كيف يعيش مع الآخرين
- أن يتعلم كيف يكون
لا شك أن هذه الأعمدة تشكّل أساساً متوازناً لتعليم
المستقبل ومفاتيح لإصلاح العملية التعليمية وجعلها أقوى ارتباطا بحياة الفرد واحتياجاته
العلمية والعملية وأقرب استجابة لمطالب العصر المتجددة. ذلك أن تعلم الفرد كيف يتعلم
- يضع أدوات التعلم المستمر مدى الحياة في يده - وهي مهارات التعلم الأساسية من قراءة
وكتابة ومطالعة وقدرة على التوصل إلى المعلومات من مصادرها التقليدية والمتقدمة واستخدام
تلك المصادر معتمداً على نفسه. واستخلاص ما يبحث عنه من معارف وتحليلها ونقدها والتوصل
إلى أحكام صحيحة بشأنها والاعتماد عليها.
ليست هناك تعليقات: