عَـفْـريـنُ الـمَـقـتـل
Pênûsa Azad-Hijmar-16
نَـــدوة يُـونـــس
رأيتُني نخرُجُ
جماعاتٍ و فُرادى نَهرُبُ
العَويلُ أمامي
النُّواحُ وَرائي
رأيتُني في يقظةِ القِيامةِ
الفراشةُ تهرُبُ و اليَمامةُ
و كيفَ تذْرِفُ الزَّيتونةُ
و يَنْثُرُ البيتُ أحجارَهُ
و كيفَ يُجرَحُ اللَّيمونُ
و تُسْحَقُ عَناقِيدُ العِنَبِ
و كيفَ تُقطَفُ الطُّفولةُ
و تُغتالُ الأغاني من فَمِ الصَّباحِ
نتعمَّدُ بدمِنا كلَّ صَباحٍ
مُقبِلونَ على دمٍ مُباحٍ
في كُلِّ سنةٍ
يفتَتِحُ الموتُ لنا أبوابَهُ
مُرحِّباً بأنينِ الكُردِ
ببكاءِ النَّرجسِ
و عَويلِ الياسَمينِ
مُرحِّباً بالمَعاوِلِ
تقتَلِعُ الأرواحَ من جُذورِها
لا أعشاشَ بعدَ اليومِ
و لا ظِلَّ لِعاشِقِينَ بينَ الحُقولِ
وحدَهُ الغضبُ
وحدَهُ الذَّبحُ يُبيحُ لِيَدَيهِ
أنْ يسفَحُ عُنُقَ البَراعِمِ
و يهتِكُ الثَّمَرَ
وحدَهُ السُّلطانُ
يَرعى قطيعَ وُحوشِهِ
و دَفَّةُ الموتِ المُحَتَّمِ
تُزْهِقُ النَّهرَ
تُسْقِطُ الغيمَ
تأسِرُ نشيدَ العَصافيرِ
مَغزِلُ الحَديدِ ينسُجُ الأكفانَ
المدينةُ راكِعةٌ ساجِدةٌ تائِهةٌ
على أجسادٍ مُستيقِظةٍ
تَهَبُ أبناءَها خُلوداً
و حجراً حجراً تضُمُّ دمَهُمْ
ظِلالُهُمْ عارِيةٌ في ذُهولٍ
تَعِبَ الموتُ منْ موتِهِمْ
المساءُ كَمينٌ صامِتٌ
الصَّباحُ طعنٌ صارِخٌ
إنَّهُ الحَصادُ للسَّهلِ و الجبلِ
إنَّهُ الحَصادُ لِلسَّنابلِ و الشَّجَرِ
القادُمونَ الغاضِبونَ
بارِدةٌ وُجوهُهُمْ
غامِضةٌ لُغاتُهُمْ
يتقاسَمونَ الأرواحَ
طَمَعاً في الإمارةِ
المائِدةُ عامِرةٌ بالأجسادِ
صَلواتٌ تُرفَعُ لِلآذانِ
صَلواتٌ تُرفَعُ لِلنَّحرِ
مَذابِحُ أقدارِنا
في لعبةِ الأُمَمِ
بِلا مَدَدٍ تَسْقُطُ
جُغرافيَّةُ الأكرادِ
مِهرجانُ الدَّمِ المُباحِ
و حفلُ تتويجِ السُّلطانِ
ليست هناك تعليقات: